وكان شريف يتحدث في اجتماع مع كبار مسؤولي الأمن في مكتبه في إسلام آباد أذاعه التلفزيون مباشرة.
وقال: مضطرون لأن نقبل، مرغمين، الشروط الصارمة لاتفاق صندوق النقد الدولي، مضيفاً أن التوصل إلى اتفاق قد يحدث في غضون أسبوع أو عشرة أيام من الآن.
وتتفاوض السلطات الباكستانية مع الصندوق منذ مطلع الشهر الحالي حول قضايا إطار عمل السياسات وتأمل في توقيع اتفاق على مستوى الخبراء يمهد الطريق لمزيد من القروض الثنائية أو متعددة الأطراف.
وبمجرد توقيع الاتفاق، سيقدم الصندوق مليار دولار من خطة إنقاذ تبلغ 6.5 مليار دولار تم الاتفاق عليها في 2019.
*ديون قطاع الطاقة
واتخذت باكستان بالفعل سلسلة إجراءات، من بينها اعتماد سعر صرف قائم على السوق، وزيادة أسعار الوقود والطاقة، وإلغاء الدعم، وزيادة الضرائب، لتعزيز الإيرادات لسد عجز الميزانية.
ويقول مسؤولون أن البنك ما زال يتفاوض مع إسلام آباد بشأن ديون قطاع الطاقة فضلا عن ارتفاع محتمل في سعر الفائدة الذي يبلغ حالياً 17 في المئة.
ويرجح أن تؤدي الإجراءات الصارمة إلى مزيد من المرونة في النظام المصرفي وإذكاء التضخم الذي بلغ 27.50 في المئة في يناير/كانون الثاني.
ودخل اقتصاد باكستان في حالة اضطراب، ويحتاج بشدة إلى تمويل خارجي، إذ هبطت احتياطاته من النقد الأجنبي إلى نحو ثلاثة مليارات دولار، وهو ما لا يكفي تقريبا لتغطية ثلاثة أسابيع من الواردات.
*الإتفاق قبل تقديم الدعم لباكستان
وقال شريف: دون الإسهاب في تفاصيل أن دولة صديقة تنتظر أيضاً تأكيد الاتفاق قبل تقديم الدعم لباكستان.
وأعلنت الصين الحليفة طويلة الأمد هذا الأسبوع عن إعادة تمويل لباكستان بقيمة 700 مليون دولار، بحسب وزارة المالية الباكستانية.
ولكن حتى إذا تمكّنت البلاد من إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي وحصلت على مساعدات من دول صديقة، سيستغرق الأمر شهوراً في أحسن الأحوال حتى يستقر الاقتصاد.
ويعيش أكثر من 20% من حوالي 220 مليون باكستاني تحت خط الفقر الوطني، وفقا لبيانات بنك التنمية الآسيوي وصندوق النقد الدولي، فيما يزيد التضخم الذي يبلغ حوالي 30% الوضع سوءا.
*فجوة الثروات ضخمة
كذلك، فإن فجوة الثروات ضخمة والتهرب الضريبي الذي يمارسه الأغنياء متفشٍ. وبالتالي، لا تتجاوز الإيرادات الضريبية 9% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بمتوسط 20% في آسيا.
في هذه الاثناء ستتواصل معاناة فقراء البلاد وهم يسعون لتأمين متطلبات معيشتهم.
فالصبية نادية مثلاً تمشي ساعة لمدة يومياً من منزلها إلى المشغل حيث تعمل وتتوقّف كثيرا خلال هذه الرحلة في شوارع لاهور المزدحمة حتى تتمكن والدتها من إراحة ساقيها المتعبتين. فهذه الفتاة أجبرت على ترك المدرسة العام الماضي لتساعد أمها في إعالة أسرتها في باكستان الغارقة في الأزمات.
وفقا لإحصاءات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، لا تُصنف هذه الأسرة من أفقر العائلات، لكنها تعيش في كفاح مستمر.
*الأوضاع مع أفغانستان
الى ذلك، أعادت باكستان، السبت، فتح معبر طورخام الحدودي مع جارتها أفغانستان المجاورة، أمام الحركة العامة والنشاط التجاري، بعد رفضها فتحه في وقت سابق. وأغلقت إدارة “طالبان” الأسبوع الماضي، حدود طورخام التي تربط إقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان، بإقليم ننكرهار شرقي أفغانستان، من جانب واحد.
وأعلنت الإدارة الأفغانية في وقت لاحق إعادة فتحها الخميس، إلا أن السلطات الباكستانية رفضت إعادة فتح الحدود، بحسب ما أكده مسؤول محلي لـ”الأناضول” عبر الهاتف.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريح إلى وسائل الإعلام، “في الليلة الماضية، فتحنا الحدود مؤقتاً للباكستانيين العالقين على الجانب الأفغاني”، ثم أضاف: “أخيراً، أعدنا فتح الحدود بالكامل للنشاط التجاري وحركة المرورية العامة من الجانبين صباح اليوم”.
*تبادل لإطلاق النار
والأحد الماضي، أغلقت كابول من جانب واحد المعبر الحدودي على خلفية تبادل لإطلاق النار بين قوات الحدود الإثنين. ويأتى التطور الأخير بعد 3 أيام من لقاء وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف، مع نائب رئيس الوزراء الأفغانى بالإنابة الملا عبد الغنى بارادار، ووزير الدفاع بالإنابة الملا محمد يعقوب، في العاصمة الأفغانية كابول.
وتشترك باكستان وأفغانستان غير الساحلية في 18 نقطة عبور، وأكثرها ازدحاماً هي طورخم وشامان، التي تربط مقاطعة بلوشستان جنوب غربي باكستان، بإقليم قندهار جنوبي أفغانستان.
وكانت الاشتباكات بين قوات الحدود بين البلدين مستمرة منذ فترة طويلة، ولم يعد الهدوء حتى بعد استعادة حركة “طالبان” السلطة بأفغانستان في أغسطس/ آب 2021. وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قُتل 6 مدنيين باكستانيين على الأقل في تبادل لإطلاق نار كثيف على طول حدود شامان.
وبصرف النظر عن الأنشطة التجارية، يعبر آلاف الأشخاص، معظمهم من الأفغان، يومياً إلى المنطقتين الحدوديتين للأغراض الطبية والعمل. وتشترك الجارتان في حدود يسهل اختراقها، تبلغ حوالي ألفين و670 كيلومتراً.