قصة أفظع حصار وتجويع في التاريخ الحديث

غزة تتضور جوعاً.. وجريمة الإبادة الصهيونية مستمرة

واصل جيش الاحتلال الصهيوني، الاثنين، استهداف المجوعين في قطاع غزة موقعا 34 شهيدا منذ فجر الإثنين، بينهم 17 من منتظري المساعدات بقصف جوي وبري، وفق مصادر في مستشفيات غزة.

في المقابل، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استعدادها للتجاوب مع أيّ طلب من الصليب الأحمر الدولي لإدخال أطعمة وأدوية لأسرى الاحتلال الصهيوني لديها، لكنها اشترطت فتح الممرات الإنسانية بشكل طبيعي ودائم لمرور الغذاء والدواء إلى عموم أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وفي الضفة المحتلة، استشهد شخصان على الأقل جرّاء استهداف الاحتلال “بركس” (منشأة) زراعياً قرب بلدة قباطية جنوبي جنين، الاثنين.

 

*الاحتلال يواصل ارتكاب المجازر في غزة

 

في التفاصيل، تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على مختلف مناطق قطاع غزة، حيث شنت غارات عنيفة على الأحياء الشرقية لمدينة غزة، بالتوازي مع إطلاق النار على كل من يحاول الوصول إلى أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون.

 

وأفادت مصادر طبية أن سبعة شهداء على الأقل جرى نقلهم إلى المستشفى المعمداني، أربعة منهم ارتقوا في وقت واحد جراء قصف استهدف شارع المجدّة، فيما استُشهد ثلاثة آخرون في مناطق متفرقة بنيران جيش الاحتلال. كما استمرت قوات الاحتلال في إطلاق النار خلال ساعات الليل على المدنيين المتجمعين لتلقي المساعدات في منطقة الزَّيتون غرب غزة.

 

وفي تطور ميداني آخر، استُشهد 18 مواطنًا خلال ساعات ليل الأحد ـ الاثنين جراء القصف الصهيوني، وقد جرى نقلهم إلى مستشفى الشفاء. كما دمّر الاحتلال منزلًا في منطقة البيدر جنوب غرب مدينة غزة، ما أسفر عن وقوع إصابات وأضرار جسيمة في المنطقة.

 

وفي المنطقة الوسطى من قطاع غزة، أطلق جيش الاحتلال صباح الإثنين النار على مواطنين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية قرب محور “نتساريم”، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة 15 آخرين، نقلوا إلى مستشفى العودة في مخيم البريج. كما استهدف الاحتلال منزلاً في مدينة دير البلح، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين أثناء وجودهم في المنزل.

 

*ارتفاع عدد الشهداء في القطاع

 

أما في جنوب قطاع غزة، فقد أطلقت قوات الاحتلال النار على متلقي المساعدات، ما أدى إلى استشهاد مواطنَين، بينهما امرأة، وإصابة نحو عشرين آخرين، جرى نقلهم إلى مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس. وشهدت خان يونس خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية استشهاد 48 مواطنًا، عدد كبير منهم من متلقي المساعدات، بحسب وزارة الصحة ومصادر طبية، التي أكدت استشهاد 29 مواطنًا خلال الساعات الأربع الماضية فقط، بينهم 26 من المدنيين المتجمعين لتلقي الإغاثة.

 

وتشير آخر الإحصائيات إلى أن عدد ضحايا المجازر الصهيونية في غزة ارتفع إلى 130 شهيدًا خلال 24 ساعة فقط، بينهم 93 طفلًا، منذ بدء العدوان على القطاع. في المقابل، لا تُظهر سلطات الاحتلال أي مؤشرات تدل على تغيير في سياستها العدوانية تجاه ملف المساعدات الإنسانية، في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية واستمرار المجازر بحق المدنيين الأبرياء.

 

وتواصل قوات العدو الصهيوني حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، لليوم الـ668، عبر القصف الجوي والمدفعي، وقتل المُجوّعين والنازحين، بدعم سياسي وعسكري أمريكي، وصمت دولي، وخذلان غير مسبوق من المجتمع الدولي والدول العربية.

 

وتشنّ قوات العدو الصهيوني، بدعم أمريكي مطلق، حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، خلّفت حتى الآن أكثر من 60,839 شهيدًا، و149,588 إصابة، وأكثر من 10 آلاف مفقود، ومجاعة أودت بحياة العشرات، فيما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف نزوح قسري وسط دمار شامل.

 

وبلغ عدد الشهداء، منذ حوّل الاحتلال نقاط التوزيع المحدودة إلى مصائد للقتل في 27 أيار/مايو الماضي، 1,487 شهيدًا، وأكثر من 10,578 إصابة، و45 مفقودًا، فيما ارتفع عدد الوفيات جراء المجاعة وسوء التغذية إلى 175 شهيدًا، من بينهم 93 طفلًا.

 

*شروط المقاومة لإيصال المساعدات للأسرى الصهاينة

 

أكد الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استعداد الكتائب للتجاوب مع أيّ طلب من الصليب الأحمر الدولي لإدخال أطعمة وأدوية لأسرى الاحتلال لديها، لكنها اشترطت فتح الممرات الإنسانية بشكل طبيعي ودائم لمرور الغذاء والدواء إلى عموم أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

 

وقال” أبو عبيدة”، أنّ القبول بهذا الأمر يتطلّب أيضاً وقف الطلعات الجوية الصهيونية بكل أشكالها خلال أوقات تسلُّم الطرود للأسرى.

 

وأوضح أبو عبيدة أنّ كتائب القسام لا تتعمد تجويع الأسرى، مشيراً إلى أنهم “يتناولون الطعام ذاته الذي يأكله مجاهدونا وأبناء شعبنا”، مشدداً على أنه “لن يحصل أي أسير على امتياز خاص في ظل جريمة التجويع والحصار المفروض على غزة”.

 

وفي وقتٍ سابق، نشرت كتائب القسام، تسجيلاً مصوراً للجندي الصهيوني الأسير “أفيتار دافيد”، ظهر فيه متحدثاً عن وضعه الصحي والمعيشي داخل الأسر، موجهاً انتقادات حادة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي.

 

*شهيدان جنوبي جنين في الضفة

 

استشهد شخصان على الأقل إثر استهداف الاحتلال “بركس” (منشأة) زراعياً قرب بلدة قباطية جنوبي جنين، شمالي الضفة الغربية، الاثنين.

 

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب يوسف العامر (33 عاماً)، بينما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني نقل جثمان شهيد مجهول الهوية.

 

وأفاد شهود بقيام جرّافة تابعة للاحتلال بنقل جثمان شهيد، في حين تحدّث إعلام صهيوني عن وجود 3 شهداء.

 

وكان الأهالي عثروا على أشلاء في “البركس” الذي دمّره الاحتلال، بحيث قصفه وأحرقه لتقوم جرّافة بهدم ما تبقّى منه، وذلك خلال محاصرته شباناً كانوا في داخله، بعد أن خاض مقاومون اشتباكاً مع قوة إسرائيلية خاصة اقتحمت البلدة.

 

وجرّاء هذا الاعتداء، انسحبت قوات الاحتلال الصهيوني من قباطية بالكامل.

 

إضافةً إلى ذلك، نفّذ الاحتلال اعتداءات في مناطق أخرى من الضفة الغربية، إذ اقتحمت قواته قرية عزموط، شرقي نابلس.

 

المصدر: الوفاق/ وكالات