على خلفية دعوة من قادة سابقين بجيش الاحتلال

هل يرفض الجنود الصهاينة تنفيذ أوامر الحكومة؟

تتواصل الاحتجاجات الإسرائيلية الداخلية ضد حكومة اليمين، وانقلابها القانوني القضائي، ووصلت إلى قطاعات لم تنخرط قبل ذلك بأنشطة سياسية وحزبية، وهي جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية.

2023-02-25

حيث صدرت دعوات متلاحقة من كبار قادة الجيش تطالب الجنود والضباط بعدم الالتزام بقرارات الحكومة الحالية، ما يعني وصول الاستقطاب الصهيوني الداخلي إلى مستويات غير مسبوقة من قبل، ما حدا بقيادة جيش الاحتلال للإعراب عن خشيتها من اتساع الظاهرة بين القوات والضباط.

*كيان دكتاتوري

إيهود باراك قائد الجيش ووزير الحرب الأسبق، لم يتردد في مخاطبة جنود وضباط الجيش بقوله إنه “عندما تكون هناك أوامر منافية للمنطق، وكأن عليها راية سوداء، فمن حق الجندي أو الضابط رفض تنفيذها، لأن هذا من واجبه، لأن الحكومة الحالية إذا لم تتوقف عن إجراءاتها، فإننا سنكون أمام نظام ديكتاتوري في غضون ستة أسابيع، – وسيتعين على الجمهور الإسرائيلي أن يفعل ما لا يفعله النواب في الكنيست”.

وأضاف في مقابلة نشرتها قناة عبرية أنه “عندما تكون هناك أوامر يرفرف عليها علم أسود، فليس من حق الجندي أو الضابط أن يرفض، بل هذا من واجبه، وقد أظهرت التجربة التاريخية أنه عندما يستمر 3.5٪ من السكان في التظاهر بعناد في المظاهرات والاحتجاجات بكل الوسائل المتاحة لها، فإن الحكومة إما أن تنهار أو تسقط”.

*الجنود الصهاينة يفضلون الخدمة العسكرية في أوغندا أو رواندا

أما رئيس الأركان الأسبق الجنرال دان حالوتس فقال إن “الجنود الصهاينة لن يخدموا في ظل ديكتاتورية، واليوم بت أسمع المزيد والمزيد من البيانات الرافضة، ليس فقط من سلاح الجو، وما يصلني من احتجاجات من مرتدي البزة العسكرية مفاده أنه إذا كانت هناك دكتاتورية في الكيان الصهيوني، فمن الأفضل الخدمة العسكرية في أوغندا أو رواندا، حيث سيدفعون هناك مالا أكثر، لأننا سنصبح في هذه الحال مرتزقة”.

ودفعت هذه الدعوات المتلاحقة برئيس الأركان وقائد الجيش الجديد الجنرال هآرتسي هاليفي لمخاطبة كبار الضباط والجنود “بألا يدخلوا البزة العسكرية في النزاع السياسي والحزبي الحاصل في الكيان”، بزعم الحفاظ على جيش واحد، وهو الذي يجب أن “يبقى فوق كل الجدل السياسي، وترك الخلافات في الخارج”، حسب قوله.

*دعوات لانخراط الجيش في الاحتجاجات على الحكومة

تضاف هذه الدعوات الإسرائيلية الداعية لانخراط الجيش في الاحتجاجات على الحكومة لتحذيرات سابقة من جنرالات كبار اعتبروا أن الحكومة الحالية بتشكيلتها الفاشية العنصرية وصفة للتحريض الداخلي، وقد ينتهي المطاف إلى مواجهة صهيونية داخلية، وسينجذب جنود الجيش للمزيد والمزيد فيها، ما يعني تعبيد الطريق لكوارث خطيرة للغاية في داخل الجيش، ويعتبر في الوقت ذاته تحدياً للقدرة على مواجهة التهديدات الأمنية، لأن الحكومة تشهد حالة من ضياع الطريق والتفكك والفوضى.

في الوقت ذاته، فإن انخراط الجيش في الاستقطابات الصهيونية الداخلية من شأنه توسيع رقعتها، ما سيجعل الاحتلال، وفق تعبيرات الجنرالات أنفسهم، تعيش تهديدا وجوديا ناجما عن الافتقار للحكم، واستمرار وجودها، ما يلقي بظلال سوداء على الشعور بالأمن الشخصي لكل صهيوني، وفي كل مكان.

*ضباط العدو وجنوده يهدّدون برفض الخدمة العسكرية

كما وقّع أكثر من 100 ضابط وجندي من تشكيلة العمليات الخاصة بقوات الاحتياط في جيش العدو على عريضة تؤكد رفضهم للخدمة، في حال تمّ تمرير ما أسموه “الانقلاب القضائي”، في إشارة الى القوانين الجديدة التي ينوي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إقرارها وتستهدف بالدرجة الأولى تقويض صلاحيات المحكمة العليا داخل الكيان الصهيوني.

وبحسب ما نقلت قناة “كان”، من بين الموقّعين ضبّاط يحملون رتبًا عليا، من رتبة مقدم حتى لواء.

ووفقًا للقناة، كتب الضباط والجنود بالعريضة “هذه لحظة طوارئ”، وحذروا من أنه “لو استمرت الحكومة في المصادقة على “الانقلاب القضائي” بالكنيست، فإنهم سيتوقفون عن الخدمة في تشكيلة العمليات الخاصة، ولن يلتزموا إذا تم استدعاؤهم لتأدية خدمة الاحتياط”.

وذكرت القناة 13 أن هناك خشية في جيش العدو من اتساع رفض الخدمة في أوساط جنود الاحتياط وتحديدًا في سلاح الطيران.

كما سمح رئيس “الموساد” لعناصره بالمشاركة في الاحتجاجات ضدّ طروحات نتنياهو.

*ارتفاع في طلبات الحصول على الجنسية الأجنبية

من جانب آخر أفادت وسائل إعلام عبرية، بأنّ الإسرائيليين يتسابقون للانتقال والعيش في مكانٍ آخر.

وقال رئيس ما يسمى” المعهد الصهيوني للتطور” لقناة عبرية، لاو بكمن، إنّ “المزيد من الإسرائيليين يخشون مما يحدث وهناك ارتفاع بالنسب المئوية في طلبات الحصول الجنسية الأجنبية”.

وأوضح، أنّ الإسرائيليين يتسابقون للحصول على جواز سفر أجنبي لأنّ “الأراضي المحتلة” لم تعد مكاناً صالح للعيش.

ولفت إلى أنّ المستوطنين يسألون أين من الجيد أن يشترون ممتلكاتهم، وإلى أين يمكنهم نقل أموالهم للاستثمار؟، مضيفاً: “الناس في الأراضي المحتلة يُعدّون الأرضية للهجرة”.

وقبل أيام، حذّر رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني الأسبق، نفتالي بينيت، من انزلاق المظاهرات المؤيدة والمعارضة لخطّة التعديلات القضائية إلى “عنف جسدي”.

*استطلاع: تراجع شعبية الائتلاف الحاكم.. الليكود ينهار والشرخ سيتسع

إلى ذلك أظهرت نتائج استطلاع صهيوني، تراجع شعبية الائتلاف الحاكم لدى الاحتلال بزعامة المتهم بالفساد بنيامين نتنياهو، وحدوث “انقلاب” في توجهات الصهاينة، واتساع الانقسام الداخلي.

وقالت صحيفة عبرية في خبرها الرئيس: “على خلفية وابل التشريع في إطار الإصلاح القضائي، يلوح تغيير دراماتيكي في علاقات القوى السياسية”.

ونوهت إلى أنه في حال أجريت انتخابات للكنيست اليوم، لحصل “تحول في النتائج؛ وحصلت أحزاب الائتلاف على 55 مقعدا فقط، بينما أحزاب المعارضة ستحصل على 65 مقعدا”، بحسب الاستطلاع الذي أجري نهاية الأسبوع، نفذه معهد “بانلز بوليتكس” بإدارة مناحيم لزار، حسب قول الصحيفة.

المصدر: وكالات

الاخبار ذات الصلة