وفي ظلّ موجة قمعية من الهجمات التي شنّها الحزب الجمهوري وإدارة ترامب ضدّ الأجانب والمهاجرين والمسلمين، برز ممداني، المرشح المسلم لمنصب عمدة مدينة نيويورك، فائزاً في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في هذه المدينة.
خلال حملته الانتخابية، واجه ممداني (33 عاماً)، النائب في مجلس الولاية والاشتراكي الديمقراطي كما يصف نفسه، تهديدات وحملات تشويه متكرّرة. فقد اتهمه معارضوه بالتعاطف مع حركة “حماس”، ووصموه بـ”الإرهابي الجهادي”.
كما تعرّض لهجمات خطابية معادية للإسلام على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي الأوساط السياسية المحافظة، حيث دعا البعض إلى ترحيله. كما وصفه الجمهوريون بأنه “معادٍ للسامية” بسبب دعمه للفلسطينيين وانتقاده للعدوان الصهيوني على غزة بعد أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الثاني 2023.
فلسطين في صلب حملة ممداني
أثار الانتقاد العلني من ممداني لكيان العدو تساؤلات حول دعمه بين يهود نيويورك، وهم التجمع الأكبر لليهود خارج هذا الكيان.
فخلال السباق، صرّح ممداني بأنّ كيان العدو يرتكب إبادة جماعية في غزة، وأكد دعمه لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضدّها، حتى أنه أعلن أنه سيعتقل رئيس وزراء الكيان المحتل بنيامين نتنياهو، إذا زار نيويورك، مشيراً إلى مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
وعلى عكس المتوقع، لقيَ انتقاد ممداني لكيان العدو الغاصب صدى واسعاً لدى الناخبين الديمقراطيين. ففي استطلاع رأي أجرته مؤسستا “داتا فور بروغرس” و”مشروع سياسات الفهم للشرق الأوسط”، أعرب 96% من مؤيديه عن أهمية دعمه لحقوق الفلسطينيين، فيما اعتبر 88% أنّ استعداده لانتقاد الحكومة الصهيونية عامل مؤثر في قرارهم.
هل يصبح ممداني عمدة نيويورك المقبل؟
تواجه مدينة نيويورك، وكذلك الولايات المتحدة، أحد أكبر التحديات السياسية في تاريخها، ذلك أنّ فوز ممداني سيكون بمثابة زلزال سياسي يهزّ أركان النظام، ويفتح الباب أمام تغييرات جوهرية على المستويات البلدية والولائية والفدرالية.
عندها سيكون زهران ممداني قدوة يُبنى عليها الكثير، فرسالته الاشتراكية تتعارض، بشكل صارخ، مع التيار اليميني المتطرف في السياسة الأميركية، مضافةً إلى ما تشهده السياسة الأميركية، خصوصاً بين الناخبين الشباب، من تحوّلات كبيرة في الموقف من كيان العدو.