باستخدام فقاعات النانو الإيرانية

خفض استهلاك الكهرباء في محطات المعالجة بنسبة 50%

الوفاق/ أصبحت تكنولوجيا فقاعات النانو، التي لم يمضِ على ظهورها عالمياً أكثر من عقد من الزمن، متاحة الآن محلياً في إيران كحل مبتكر لخفض استهلاك الطاقة في محطات معالجة المياه بشكل كبير.

وفي ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها البلاد في تأمين الكهرباء، وزيادة الاستهلاك المنزلي، والضغط على شبكة التوزيع، وانقطاع التيار الكهربائي خلال فصول الصيف، يمكن للتكنولوجيات المحلية مثل فقاعات النانو والذكاء الاصطناعي تقديم حلول عملية وفعالة للتغلب على هذه الأزمة.

 

وقد حظيت تكنولوجيا فقاعات النانو بمكانة خاصة كحل مبتكر يقلل من استهلاك الطاقة ويعزز كفاءة المعالجة بشكل ملحوظ.

 

وتكنولوجيا فقاعات النانو، التي تم تطويرها عالمياً منذ أقل من عقد، تم توطينها الآن في إيران بواسطة خبراء محليين وتُستخدم في مختلف قطاعات صناعة المياه والصرف الصحي في البلاد. وتعمل هذه التقنية من خلال إنتاج فقاعات فائقة الدقة على مقياس النانو، مما يحسن عمليات معالجة المياه والصرف الصحي ويقلل استهلاك الكهرباء بنسبة تصل إلى 50٪.

 

من أبرز مزايا هذه التقنية: خفض استهلاك الطاقة بشكل كبير، وتقليل استخدام المياه، والحد من الاعتماد على المواد الكيميائية، وزيادة كفاءة العمليات. وتمثل هذه التكنولوجيا حلاً مستداماً واقتصادياً لقطاع معالجة المياه، مع الحفاظ على البيئة وتحسين الأداء التشغيلي.

 

وأفاد مدير برنامج تطوير تكنولوجيا نانو فقاعات في اللجنة الخاصة لتطوير تكنولوجيا النانو بأن هذه التقنية تُنفذ حالياً في محطات معالجة مياه الصرف الصحي البلدية والصناعية وحتى مياه الشرب، وتلعب دوراً محورياً في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة في قطاع المياه بالبلاد. وقد لاقى هذا الإنجاز ترحيباً من الأجهزة التنفيذية والصناعات الكبرى، مع تسجيل حالات نجاح ملحوظة في تطبيقه بعدة مدن؛ لكن تكنولوجيا نانو فقاعات ليست الحل المحلي الوحيد لدعم استدامة الطاقة، فالتكنولوجيا النووية أيضاً، بقدرتها على إنتاج كهرباء مستدامة ونظيفة، يمكنها أن تسهم بشكل كبير في تغطية احتياجات الشبكة الكهربائية. وتعد محطات الطاقة النووية، بانعدام انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وقدرتها على العمل على مدار الساعة، أحد الخيارات الاستراتيجية لتوليد الكهرباء على المستوى الوطني.

 

وفي هذا الإطار، يسهم الذكاء الاصطناعي أيضاً في دعم قطاع الكهرباء، حيث نجحت شركة إيرانية ناشئة في تطوير نظام ذكي لمراقبة الاستهلاك المنزلي، يقدم نمطاً استهلاكياً أمثل لتمكين المشتركين من إدارة استهلاكهم الكهربائي. وقد صُمم هذا المنتج خصيصاً لتخفيف الأحمال على الشبكة خلال ساعات الذروة، مما يسهم في تقليل حالات انقطاع التيار الكهربائي.

 

كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ باضطرابات محطات الطاقة ومنعها، حيث يعتمد على تحليل البيانات الفورية ومراقبة أداء المعدات باستخدام خوارزميات متقدمة تتيح الكشف المبكر عن علامات الأعطال وتحديد التوقيت الأمثل للصيانة. وتعمل هذه الأنظمة من خلال جمع البيانات التشغيلية من أجهزة الاستشعار وتحليل أنماط الأداء باستخدام تقنيات التعلم الآلي، مما يمكنها من التنبؤ بالأعطال المحتملة قبل وقوعها واقتراح إجراءات وقائية استباقية. وهذا التحول من الصيانة التفاعلية التقليدية إلى الصيانة التنبؤية الذكية يمثل قفزة نوعية في إدارة البنية التحتية للطاقة، حيث يسهم في تقليل حالات الانقطاع المفاجئ وتحسين الأداء العام لشبكات الكهرباء.

 

وتشكل تقنيات النانو فقاعات والذكاء الاصطناعي والطاقة النووية المتقدمة والمحلية حزمة متكاملة قادرة على إعادة تشكيل مستقبل قطاع الكهرباء في البلاد.

 

هذه الحلول لا تسهم فقط في ترشيد استهلاك الطاقة، وإنما تفتح آفاقاً جديدة لتوفير إمدادات كهربائية مستدامة واقتصادية ونظيفة.

 

 

 

المصدر: الوفاق-خاص