كما أعلنت وزارة الصحة بغزة استشهاد 87 فلسطينياً وإصابة 644 آخرين بنيران جيش الاحتلال الصهيوني خلال الساعات الـ24 الماضية. من جهتها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” إن نحو 28 طفلاً يستشهدون يوميا في قطاع غزة، جراء القصف والتجويع الصهيوني المستمر منذ أكثر من 660 يوماً. وفي الضفة الغربية، شهدت مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية اقتحامات لقوات الاحتلال أدت إلى مواجهات مع الموطنين الفلسطينيين.
*غزة تدخل يومها الـ670 تحت العدوان
دخل العدوان الصهيوني على قطاع غزة يومه السبعين بعد الستمئة، وسط تفاقم أزمة التجويع وارتفاع أعداد الشهداء في صفوف المدنيين، في ظل استمرار القصف الجوي والمدفعي على مختلف مناطق القطاع. وقد وثّقت مستشفيات غزة خلال الساعات الماضية استشهاد ستة فلسطينيين جوعًا، بينهم طفل رضيع، فيما استشهد ستة وثلاثون آخرون أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية. وبحسب مصادر طبية في القطاع، فقد بلغت حصيلة الشهداء خلال الساعات الـ24 الماضية، أربعة وسبعين شهيدًا، ارتقوا بنيران جيش الاحتلال الذي يواصل استهداف خيام النازحين ومراكز توزيع المساعدات.
وتصاعدت وتيرة التهديدات التي أطلقها الكيان الصهيوني بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وبلغت حد التهديد باجتياح كامل لقطاع غزة، قبل أن تبدأ بالانحسار تدريجيًا. وقد تزامن ذلك مع استمرار الغارات الجوية الصهيونية على مختلف مناطق القطاع، لاسيّما في محافظة خان يونس جنوبي القطاع، حيث شنّ جيش الاحتلال قصفًا استهدف خيام نازحين في منطقة الزنة، ما أسفر عن استشهاد خمسة مواطنين، بينهم رجل وزوجته، بالإضافة إلى رجل وابنه وشقيقته.
*استمرار المجازر
كما استُشهد ثلاثة مواطنين آخرين في قصف استهدف محيط مركز توزيع المساعدات جنوب مدينة خان يونس، إلى جانب وقوع عشرات الإصابات. وبذلك، بلغ عدد الشهداء في خانيونس وحدها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 15 شهيدًا فلسطينيًا.
وفي المنطقة الوسطى من قطاع غزة، قصف جيش الاحتلال منازل سكنية بقذائف المدفعية، ما أدى إلى استشهاد امرأة فلسطينية ونجلها. كما شنّ الاحتلال غارات على منازل فارغة في كلٍّ من دير البلح ومخيم المغازي، فيما استمر استهداف محيط معبر نيتساريم وممرّ المساعدات جنوب غرب القطاع، ما أسفر عن استشهاد مواطن فلسطيني آخر.
أما في مدينة غزة، فقد شنّ جيش الاحتلال سلسلة غارات عنيفة استهدفت شقة سكنية تعود لعائلة “سعيد” في حيّ الصبرة، ما أدى إلى استشهاد مواطنين فلسطينيين، وإصابة أحد الممرضين العاملين في مجمع الشفاء الطبي، الذي طاله القصف الإسرائيلي أيضًا.
وفي سياق متّصل، واصل الاحتلال عملياته التدميرية في أحياء مدينة غزة الشرقية، حيث نفّذ سلسلة من الغارات وعمليات التفجير التي طالت منازل المدنيين. وخلال ساعات الليل، سُجّل استشهاد نحو عشرة فلسطينيين بينما كانوا يحاولون العودة إلى منازلهم في المدينة.
وتعرضت معظم مناطق قطاع غزة للقصف الصهيوني خلال الساعات الأخيرة، فيما تواصل طائرات الاحتلال التحليق بكثافة في أجواء القطاع، في ظل مخاوف من جولة جديدة من التصعيد والدمار.
*الأطفال يستشهدون جوعاً
وقالت منظمة الـ”يونيسيف”: إن نحو 28 طفلا يستشهدون يوميا في قطاع غزة، جراء القصف والتجويع الصهيوني المستمر. وأوضحت المنظمة أن الأطفال في غزة يواجهون الموت جراء القصف وسوء التغذية والجوع ونقص المساعدات والخدمات الحيوية. وأضافت “في غزة يُستشهد يوميا ما معدله 28 طفلا، أي بحجم صف دراسي واحد”.
وشددت المنظمة الأممية على أن أطفال قطاع غزة بحاجة إلى الغذاء والماء والدواء والحماية. والأهم من ذلك كله، هم بحاجة إلى وقف إطلاق النار، الآن.
وقالت الأمم المتحدة، إن أكثر من 1500 شخص استشهدوا في قطاع غزة منذ مايو/أيار الماضي، أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء وعند نقاط توزيع المساعدات التي عسْكرتها قوات الاحتلال وعلى طول طرق مساعدات الأمم المتحدة.
*إصابة ضابط صهيوني
في غضون ذلك أعلن جيش الاحتلال الصهيوني عن إصابة ضابط بجروح في جنوب قطاع غزة، وذلك في وقت يلوح فيها رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني باحتلال قطاع غزة.
وقالت القناة 12 الصهيونية إن الضابط أصيب جراء انفحار عبوة الإثنين في جنوب القطاع.
من جانبها زعمت صحيفة هآرتس أن 47 جنديًا صهيونيًا قتلوا في قطاع غزة منذ استئناف الحرب في مارس/آذار الماضي.
بدورها أعلنت كتائب “القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، أنه “قصفنا موقع قيادة وسيطرة للعدو في محور موراج جنوب مدينة خان يونس بعدد من قذائف الهاون من العيار الثقيل”.
كما اتهمت حركة “حماس” الكيان الصهيوني بمواصلة سياسة الإبادة والتجويع الجماعي ضد قطاع غزة، محملة رئيس وزراء الكيان الصهيوني المسؤولية عن تدهور الأوضاع الإنسانية وعن مصير الأسرى الصهاينة.
جاء ذلك في تصريحات صحفية متلفزة أدلى بها القيادي في حماس، أسامة حمدان، ونقلها الموقع الرسمي للحركة.
*مواجهات مع الاحتلال في نابلس
من جانب آخر نفّذت قوات كبيرة من “جيش” الاحتلال الصهيوني، فجر الثلاثاء، اقتحاماً واسعاً للمنطقة الشرقية في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، لتأمين دخول مجموعات من المستوطنين إلى “مقام يوسف”، وسط إجراءات عسكرية مشدّدة.
واقتحمت عشرات المركبات العسكرية المنطقة من مداخل عدة، أبرزها حواجز حوارة وعورتا وبيت فوريك، وشرعت في إطلاق قنابل الغاز السام والصوت بشكل مكثف، لتأمين وصول المستوطنين الذين أدّوا طقوساً تلمودية داخل المقام.
تزامناً مع الاقتحام، اندلعت مواجهات عنيفة بين شبّان فلسطينيين وقوات الاحتلال في محيط “مقام يوسف” داخل المدينة.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بتسجيل إصابات عدة، من بينها إصابة بحروق، وأخرى نتيجة السقوط من مكان مرتفع، بالإضافة إلى عدد من حالات الاختناق من جراء استنشاق الغاز السام والمُدمِع، من بينها إصابة رجل يبلغ من العمر 60 عاماً، وقد تم نقل جميع المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وقد أصيب 4 فلسطينيين، مساء الاثنين، خلال اقتحام جيش الاحتلال الصهيوني المنطقة الشرقية لمدينة نابلس، وذلك قبيل استعداد مستوطنين صهاينة لاقتحام مقام “قبر يوسف” في المنطقة ذاتها.