في ذكرى ميلاد سيد الساجدين(ع)

إطلالة على “زبور آل محمد (ص)”

"الصحيفة السجادية" هي عبارة عن المجموعة الكاملة للأدعية العظيمة التي دعا فيها الامام زين العابدين (ع) ربه عز وجل.

2023-02-26

يصادف اليوم ذكرى ميلاد الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع)، الملقّب بسيد الساجدين، وصاحب كتاب “الصحيفة السجادية” المشهورة بـ “زبور آل محمد (ص)”، أيضاً لقد تم تسمية هذا اليوم بيوم “الصحيفة السجادية” في إيران، فبهذه المناسبة نقدّم لكم إطلالة قصيرة على هذا الكتاب الغني ذو المفاهيم العالية.

ان رسالة الدعاء التي اضطلع بها الامام السجاد (ع)، لا تقل اهمية عن رسالة الدم التي اضطلع بها والده سيد الشهداء الامام الحسين (ع)، اذ لولا تحمّل الامام السجاد (ع) لرسالة الدعاء لنجح الحكم الاموي في طمس معالم النهضة الحسينية، ولمحى اي اثر لها في المجتمع الاسلامي بل والانساني بشكل عام، ولما بقي من الاسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه.

لقد تميز الامام السجاد (ع) بسفر ليس له مثيل، ألا وهو “الصحيفة السجادية” والتي هي عبارة عن المجموعة الكاملة للأدعية العظيمة التي دعا فيها الامام زين العابدين (ع) ربه عز وجل، والتي سعى من خلالها الى اعادة صياغة الشخصية الاسلامية التي دمرتها سلوكيات الحكام وحاشيتهم  وفتاوى المفترين على رسول الله (ص).

الصحيفة السجادية كتاب يشمتل على 54 دعاء ومناجاة للإمام السجاد (ع) رابع أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ويحظى بمكانة عظيمة عند اتباع آل البيت (ع)، ويأتي بالمرتبة الثالثة بعد القرآن الكريم ونهج البلاغة.

لقد بيّن الإمام السجاد(ع) في طيات أدعيته كثيراً من المعارف، منها: معرفة الله، ومعرفة الكون، ومعرفة الإنسان، وعالم الغيب، والملائكة، ورسالة الأنبياء، ومكانة الأنبياء وأهل البيت (ع)، والإمامة، والفضائل الأخلاقية، والأمور الاجتماعية والاقتصادية، وإشارات تأريخية، ونعم الله، وآداب الدعاء، وتلاوة القرآن الكريم، والصلاة، وغيرها من المعارف الدينية والاجتماعية والاخلاقية.

وقد تُرجمت الصحيفة السجادية للغات عدة، منها الفارسية، والإنجليزية والفرنسية، والتركية، والإسبانية، والأردو وغيرها من اللغات.

سند الصحيفة السجادية

يأتي سند الصحيفة السجادية عن المتوكل بن هارون البلخي، وهو من أصحاب ورواة الإمام جعفر الصادق (ع)، حيث استلم نسخة من الصحيفة السجادية لدى اجتماعه بيحيى بن زيد الشهيد (رضوان الله عليهما) ثم قابلها مع نسخة للإمام محمد الباقر (ع)، وذلك عند لقائه بالإمام، فروى نص الصحيفة، ومن ثم ابنه عمر او عمير علّمها للرواة من بعده.

نسخة قديمة للصحيفة السجادية بخط الشيخ عبد الصمد الحارثي البجعي جد الشيخ البهائي (رضوان الله عليه)، وبلغت “الصحيفة السجادية” حد التواتر من حيث السند، يقول الشيخ أغا بزرك الطهراني (رض): هي الصحيفة الاولى التي يرجع سندها إلى الامام زين العابدين (ع)… والتي خصها الأصحاب بالذكر في إجازاتهم واهتموا بروايتها منذ القديم، وتوارث ذلك الخلف عن السلف وطبقة عن طبقة، وتنتهي روايتها الى الإمام الباقر (ع) وزيد الشهيد إبني الإمام زين العابدين.

والجدير بالذكر، ان السيد المرعشي النجفي أرسل نسخة من “الصحيفة السجادية” مع رسالة إلى العلامة (الشيخ الطنطاوي/ وفاة 1358 هـ) صاحب التفسير المعروف، فكتب في جواب رسالته: “ومن الشقاوة إنّا إلى الآن لم نقف على هذا الأثر القيّم الخالد في مواريث النبوة، وأهل البيت عليهم السلام، وإنّي كلّما تأملتها رأيتها فوق كلام المخلوق، ودون كلام الخالق”.

 

 

 

 

 

المصدر: الوفاق/ وكالات

الاخبار ذات الصلة