رحلة مليئة بالدروس والعبر

التضحية والإنسانية بين الشعبين الإيراني والعراقي تزداد قوة في الأربعين

لقد جلب الأربعين الحسيني العديد من البركات، ومن أهمها تزايد الروابط واللحمة بين الشعبين الإيراني والعراقي؛ وهذه الروابط تزداد قوة بفضل الصفات الحميدة للشعبين والأخلاق الكريمة وكرم الضيافة.

لقد جلب الأربعين الحسيني العديد من البركات، ومن أهمها تزايد الروابط واللحمة بين الشعبين الإيراني والعراقي؛ وهذه الروابط تزداد قوة بفضل الصفات الحميدة للشعبين والأخلاق الكريمة وكرم الضيافة.

 

رحلة كربلاء المقدسة في الأربعين الحسيني لها جماليات فريدة لا يمكن العثور على نظير لها في أي مكان؛ فالجوانب الروحية إلى جانب التضحية والجوانب المادية والإنسانية تضفي طابعاً خاصاً على هذه الرحلة الإلهية.

 

جماليات رحلة الأربعين الحسيني في العراق كثيرة، وهي جماليات لا ينالها الإنسان في أي رحلة أخرى، ولا يمكن لأي قلم أو صورة أن يصفها؛ فهذه الرحلة الروحية رغم ما فيها من مشقات، إلا أنها مليئة بالدروس والعبر والمعرفة في جوهرها، وتُظهر أعلى درجات الإيثار والتضحية من قبل العراقيين.

 

وتمكّن زوار الأربعين هذا العام ايضا من السفر إلى العتبات المقدسة للمشاركة في موكب أربعين الإمام الحسين(ع)، بفضل تجهيز البنية التحتية المرورية لمنافذ الخروج في شلمجة، وجذابة، ومهران، وخسروي، وباشماق، وتمرجين، بالإضافة إلى الحدود البحرية من خرمشهر إلى البصرة، والرحلات الجوية إلى النجف وبغداد.

 

ملتقى «من كرمانشاه إلى كربلاء المقدسة»؛ خاص بتدريب المرشدين السياحيين

أعلنت معاونة السياحة في محافظة كرمانشاه عن إقامة ملتقى حول تدريب المرشدين السياحيين على طريق زوار الأربعين، حيث تم فيه تعليم كيفية عرض وتعريف المعالم التاريخية والسياحية للمحافظة.

وقالت فهيمة روشن على هامش إقامة الملتقى الذي استمر ليوم واحد من كرمانشاه إلى كربلاء المقدسة: إن ملتقى «من كرمانشاه إلى كربلاء المقدسة» أقيم بهدف رفع كفاءة المرشدين السياحيين في التعريف بالمعالم التاريخية والثقافية للمحافظة.

وأضافت روشن: إن كرمانشاه باعتبارها طريق مرور زوار الأربعين تمتلك العديد من الإمكانيات مثل طاق بستان، بيستون ومعبد أناهيتا، وإن التعريف الصحيح بها يمكن أن يساعد في بقاء الزوار وانتعاش السياحة.

وتابعت: هذا الملتقى فرصة قيمة لتعزيز دور المرشدين السياحيين في جذب الزوار وتعريفهم بشكل أفضل بالمحافظة.

وأكد روشن أن المرشدين السياحيين يلعبون دوراً أساسياً في نقل المفاهيم الدينية والثقافية والتاريخية إلى الزائرين خلال الرحلات الدينية، موضحة أن التعريف الصحيح بالمواقع السياحية والتاريخية الدينية في محافظة كرمانشاه من قبل المرشدين على طريق زوار الأربعين يؤدي إلى زيادة حماس ودوافع الزائرين للتوقف والاستفادة والتعرف بشكل أكبر على معالم المحافظة خلال الرحلة، بل والتخطيط لزيارات مستقبلية، مما يسهم بشكل كبير في ازدهار الاقتصاد المحلي، وتطوير السياحة، وتحقيق الاستدامة الثقافية والاجتماعية في المنطقة.

 

منفذ مهران؛ «رمز الأمن والتلاحم والفخر الوطني»

ومن جانب اخر أعلن محافظ إيلام، مشيراً إلى أن منفذ مهران هو «رمز الأمن والتلاحم والفخر الوطني» واختيار الزوار الأول في الأربعين، أن أكثر من 810 آلاف زائر عبروا هذا المنفذ الحدودي منذ بداية شهر صفر حتى الآن.

وقال أحمد كرمي: إن حضور آلاف الزوار من جميع أنحاء البلاد في هذا المنفذ هو نتيجة للجهود والوحدة الاستثنائية بين أهالي ومسؤولي محافظة إيلام في ظل الأمن المستدام.

وأضاف: إن حضور المراهقين، ومتوسطي العمر، وكبار السن، والحماس الشعبي في هذه الأيام يصنع مشاهد جميلة ولا تُنسى، تعكس جانباً من ثقافة الخدمة لدى أهالي إيلام في المسيرة الكبرى للأربعين.

وأشار كرمي إلى أن إيلام بحق هي بوابة وعاصمة خدام سيد الشهداء(ع)، وأن هذا الشرف سيبقى دائماً على جبين أهالي المحافظة.

وأشار كرمي أيضًا إلى الدور الرئيسي لوسائل الإعلام في تغطية ملحمة الأربعين، وقال: في مسار تقديم الخدمات للزوار، يقوم الإعلاميون أيضًا، بمحبة وبدون أي توقعات، بتصوير الانسجام والوحدة والتقارب.

وأوضح: أحيانًا تُطرح انتقادات من قبل وسائل الإعلام، وهذا يدل على حيوية هذا المجال، لأننا نسعى دائمًا إلى أن يسود جو النقد البنّاء والحر في المحافظة حتى يُمهد طريق التنمية والتقدم.

وأضاف كرمي، مشيرًا إلى أن محافظة إيلام، رغم جميع القيود وقلة عدد السكان مقارنة بعدد ضيوف الأربعين، يجب أن تلبي احتياجات ما يعادل 13 ضعف عدد سكانها: إن مدينة مهران التي يبلغ عدد سكانها بين 20 إلى 30 ألف نسمة، استقبلت في بعض الفترات 266 ضعف عدد سكانها خلال يوم واحد، وهو أمر يضاعف من أهمية الأمن والبنى التحتية وتقديم الخدمات المستمرة.

وذكّر: إن أمن حدود مهران لم يتحقق بسهولة، واليوم أيضًا الأولوية الأهم هي الحفاظ على أمن وسلامة الزوار، وإن كون حدود مهران دائمًا الخيار الأول للزوار هو ثمرة الثقة المتبادلة والأمن المثالي للمحافظة ويجب أن نكون شاكرين لهذه النعمة.

وأكد على دور الشعب والقوات المسلحة، وقال: في الحرب المفروضة الصهيونية ضد ايران، كان 430 كيلومترًا من حدود محافظة إيلام آمنًا بالكامل، ولم يتوقف عبور الزوار حتى للحظة، وكان هذا نتيجة القيادة الحكيمة لسماحة قائد الثورة الإسلامية، ووحدة الشعب، واقتدار القوات المسلحة، مما جعل محافظة إيلام نموذجًا للبلاد.

 

سيستان وبلوشستان تقدم خدمات للزوار بلا حدود

ومن جهة اخرى أعلن مسؤول لجنة تطوير وإعمار العتبات المقدسة في محافظة سيستان وبلوشستان عن الحضور البارز والمخلص لشعب سيستان وبلوشستان في مسيرة الأربعين الحسيني في العراق، وإقامة ١٣ موكباً شعبياً، وإيفاد ١٥٠٠ خادم شرفي.

وصرّح غلامعلي نوروزبور قائلاً: هذا العام، سيكون هناك ١٣ موكباً شعبياً من سيستان وبلوشستان نشطة في العراق، تقدم خدمات مثل طبخ الطعام الساخن، توزيع الماء والشاي، تقديم الخدمات الطبية المجانية، التدليك، إصلاح الأحذية، وتقديم المستلزمات الصحية للحجاج.

وأشار نوروزبور إلى الدور البارز للنساء والأطفال في أنشطة المواكب، مضيفاً: تم تصميم مواكب خاصة للنساء والأطفال بنهج ثقافي وتعليمي وترفيهي، لكي تؤدي العائلات الزيارة في أجواء آمنة وروحانية.

وفي الختام أعلن نوروزبور عن إطلاق مواكب مشتركة مع العراقيين في ثلاث نقاط على طريق المشاية، وقال: في هذه المواكب، يتم توفير البنى التحتية مثل الأرض والماء من قبل الجانب العراقي، وتقديم الخدمات مثل الإقامة والتغذية من قبل الكوادر الإيرانية، وهذه الشراكة ستكون نموذجاً للمستقبل وتحقيق بناء الحضارة الإسلامية.

 

المصدر: الوفاق