ايران مستعدة لنقل تجاربها العسكرية للعراق لكي يصل العراق الى الاكتفاء الذاتي

أكد وزير الدفاع الايراني العميد محمد رضا آشتياني خلال محادثاته مع نظيره العراقي ثابت محمد سعيد رضا في طهران يوم السبت، استعداد ايران لنقلتجاربها العسكرية للعراق لكي يصل العراق الى الاستقلال والاكتفاء الذاتي في الصناعات العسكرية والدفاعية مؤكدا وقوف وزارة الدفاع الايرانية بكامل قوتها الى جانب العراق.

2023-02-26

قال العميد آشتياني في هذا اللقاء الذي جرى في مقر وزارة الدفاع الايرانية ان نظرة ايران الى قضايا العراق مبنية على مبدأ دعم العراق الموحد ، معتبرا ان ايران والعراق هما بلدان في ارض واحدة ويحظيان بترابط في الامتداد الجيوسياسي وهذا الترابط الجيوسياسي يشمل المجالات القومية والدينية والثقافية والاقتصادية وقطاع الطاقة ، ويجب علينا دعم هذا الترابط كعامل للوحدة بين البلدين لأن الوحدة والتضامن بين الشعبين هو نقطة قوة يريد اعداء البلدين النيل منها ، ونظرا لمحاولات بعض الاعداء لتخريب واضعاف هذه العلاقات فان الانتباه واليقظة ازاء هذه المؤامرات تعتبر ضرورية لكلا الطرفين.

واعتبر وزير الدفاع الايراني ان للعراق ماض حضاري وثقافي وتاريخي عظيم وعريق وان نظرة الجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه العراق مبنية على مبدأ دعم وحدة وتماسك العراق والمساعدة على تعزيز الاستقرار والأمن والتنمية والتطور والرخاء وازدهار هذا البلد.

وفيما اعتبر العميد آشتياني ان العلاقات الايرانية العراقية تواصل نموها قال بأن اللقاءات المتواصلة بين كبار المسؤولين السياسيين والاقتصاديين والعسكريين وكذلك حجم التبادل التجاري والتعاون في مجال الطاقة بالاضافة الى عزم البلدين على عقد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة خلال الايام القادمة في بغداد، والزيارة الاخيرة لوزير الخارجية الايراني الى العراق على وجه الخصوص ، وتبادل الزوار في ايام زيارة الاربعين ، كلها تدل على متانة العلاقات الثنائية و”أرى لزاما على نفسي ان اقدم في هذا اللقاء الشكر لجهود وخطوات القوات المسلحة العراقية في تامين أمن زوار زيارة الاربعين” .

كما أكد وزير الدفاع الايراني ان تواجد الجماعات الارهابية والخلايا السرّية والناشطة في العراق ومنها في المحافظات المحاذية لايران لازال يشكل خطرا فعليا على أمن البلدين واضاف “لقد تضاعفت ضرورة التنسيق العسكري والاستخباري والامني بين البلدين أكثر من أي وقت مضى”.

واشار وزير الدفاع الايراني الى قيام الاميركيين بتنفيذ عملية اغتيال غادرة لقادة مكافحة الارهاب والتطرف الشهيدين الفريق قاسم سليماني وابو مهدي المهندس في العراق وارتكبوا بذلك جريمة كبيرة ، مضيفا بأن المتابعة القانونية لملف اغتيال هذا الشهيد العظيم هي مدرجة على جدول اعمالنا وستستمر بقوة، ونحن سنواصل درب هؤلاء الشهداء حتما عبر تعزيز وتوثيق العلاقات العسكرية.

وشدد العميد آشتياني ان التجربة قد اثبتت بأن تواجد الدول الاجنبية في أي منطقة من العالم مصحوبة بانعدام الأمن والتفرقة وان هذا التواجد في منطقتنا يهدف الى ضمان استمرار تدفق حاملات الطاقة وتعزيز الحزام الأمني للكيان الصهيوني عبر خلق الازمات المصطنعة وبث الخلافات والنزاعات بين الدول الاسلامية ولذلك فان هذا التواجد ليس ابدا من اجل ما يدعّونه بشأن حقوق الانسان ونشر الديمقراطية ومساعدة شعوب المنطقة.

كما اكد وزير الدفاع الايراني في هذا اللقاء على الاستعداد “لنقل خبراتنا للعراق ليصل العراق الى الاستقلال والاكتفاء الذاتي في الصناعة الدفاعية” مشددا على ان وزارة الدفاع الايرانية تقف بكامل قدراتها الى جانب العراق.

من جانبه قال وزير الدفاع العراقي بان القوات المسلحة العراقية والشعب العراقي وبلده هم لازالوا في القتال ضد الارهاب وتيارات داعش التكفيرية، وفي هذا الدرب قدمت ايران الصديقة والجارة الدماء والسلاح دعما للعراق ونحن نشكرها.

وأيد وزير الدفاع العراقي كلام نظيره الايراني حول الاهمية الجغرافية والجيوسياسية للمنطقة ، معتبرا التعاون والتعاون ضرورة لايجاد منطقة آمنة ، واشار الى المصالح الجغرافية المتبادلة بين ايران والعراق قائلا انها مكملة لبعضها البعض ، واضاف” ايران القوية يعني عراقا قويا، والعراق القوي يعني ايرانا قوية وهذا هو سبيل معالجة التحديات وحل أزمات المنطقة.

كما اشار وزير الدفاع العراقي الى عزم الحكومة العراقية على اعادة بناء القوات المسلحة العراقية بعد حرب طويلة مع التيارات التكفيرية ودعا الى الاستفادة من القدرات الايرانية من اجل تعاون تقني وتكنولوجي وتدريبي بين البلدين.

وشدد الوزير العراقي على عزم بلاده على انشاء اللجنة المشتركة بين البلدين مشيرا الى رغبات وحاجة الطرفين ومتابعة الاتفاقيات المبرمة سابقا ، مؤكدا ان ذلك من البرامج الجادة للحكومة العراقية.

وفي الختام شدد وزير الدفاع العراقي على تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين.

يشار الى ان هذه الزيارة هي اول زيارة لوزير الدفاع العراقي الى ايران بعد تشكيل الحكومة الجديدة في بغداد.