وقالت فرزانة صادق، الأربعاء، في كلمة ألقتها في اجتماع الدول غير الساحلية في تركمانستان: أولاً، أود أن أشكركم على عقد هذا الاجتماع المهم كمبادرة مهمة لتعزيز التقارب بين الدول غير الساحلية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والدول الساحلية.
إنني على ثقة بأن النتائج الإيجابية لهذا الاجتماع ستؤدي إلى تطوير الترانزيت والتجارة بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي. كما أتقدم بالشكر لجهود حكومة تركمانستان، بصفتها الدولة المضيفة، والأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي على تنظيم هذا الاجتماع على أكمل وجه.
وتابعت وزيرة الطرق قائلة: إن أساس التعاون في إطار منظمة التعاون الاقتصادي، خاصة بناء على معاهدة إزمير باعتبارها الوثيقة التأسيسية لهذه المنظمة، هو تطوير التعاون في مجال النقل العابر (الترانزيت) وتجارة النقل، ولا شك أن تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء السبع في هذه المنظمة غير الساحلية والدول الساحلية من أهم أولوياتها، وينبغي التخطيط لبناء القدرات الفنية والتجارية على هذا الأساس.
وأشارت الوزيرة صادق إلى أن الاجتماع الثالث عشر لوزراء النقل في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي عُقد في طهران بنجاح ومشاركة واسعة وحضور رفيع المستوى من أعضاء المنظمة، وقالت: لقد أقرّ الأعضاء القرارات الرائدة في هذا الاجتماع.
ومن بين القرارات المهمة التي اتُخذت خلال هذا الاجتماع إيلاء المزيد من الاهتمام لتطوير النقل والترانزيت، مع التركيز على ربط الدول غير الساحلية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي بالدول الساحلية. لذلك، أعتقد أن عقد هذه الحلقة النقاشية يُمثل فرصة قيّمة ومنصةً لتنفيذ قرارات منظمة التعاون الاقتصادي في هذا المجال.
وصرحت وزيرة الطرق قائلة: إن جمهورية إيران الإسلامية، مستفيدة من موقعها الجغرافي المتميز في منطقة غرب آسيا، وإمكانية الوصول إلى المياه المفتوحة عبر الخليج الفارسي وبحر عمان والمحيط الهندي، وامتلاكها أكثر من 250 ألف كيلومتر من الطرق، و15 ألف كيلومتر من سكك الحديد، و16 ميناء تجاريًا في شمال وجنوب البلاد، وكونها تقع عند تقاطع ممرات الشمال والجنوب والشرق والغرب، فهي مستعدة لمشاركة قدراتها مع أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي، خاصة الدول غير الساحلية، من أجل لعب دور بناء في تحقيق أهداف وبرامج المنظمة.
وأشارت صادق إلى أنه خلال الاجتماع الثالث عشر لوزراء النقل في طهران، تم إطلاق قطار منظمة التعاون الاقتصادي على طريق تركيا وإيران وتركمانستان وأكمل رحلته بنجاح في أراضي الدول الثلاث، وقالت: إن هذا القطار، الذي يندرج في إطار مشروع قطار ممر ألماتي – طاشقند – عشق آباد – طهران – إسطنبول، يمثل نقطة تحول في ربط الدول غير الساحلية بالأسواق الدولية؛ وفي هذا الصدد، أقترح أن تعقد أمانة منظمة التعاون الاقتصادي اجتماعات مستمرة على مستوى الخبراء والفنيين والتجاريين لضمان انتظام حركة قطارات الترانزيت في ممرات المنظمة، ونشر النتائج باستمرار.
كما أشارت وزيرة الطرق إلى أنه، بمبادرة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تم إعداد وتجميع وثيقة بعنوان “بوابة منظمة التعاون الاقتصادي المشتركة” بهدف تمكين الدول غير الساحلية الأعضاء في المنظمة من الوصول إلى المياه المفتوحة، وتزويد الدول الساحلية بمرافق بحرية وموانئ خاصة وخصومات لهذه الدول.
وتابعت: في هذا الصدد، من المتوقع أن تهيئ أمانة منظمة التعاون الاقتصادي، بالتعاون مع الدول الأعضاء وشركاء أمانة الأمم المتحدة للدول غير الساحلية، الأرضية اللازمة لتنفيذ هذه الوثيقة المهمة في أقرب وقت ممكن.
وقالت وزير الطرق والتنمية الحضرية: أنه “من أجل تعزيز أنشطة الترانزيت في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي، فإن جمهورية إيران الإسلامية مستعدة لتوفير التسهيلات اللازمة للدول غير الساحلية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي للتعاون اللوجستي في ميناء تشابهار (جنوب شرق) وميناء الشهيد رجائي (جنوب) وموانئ أخرى.
وصرحت قائلة: إن تطوير النقل متعدد الوسائط يُعدّ أحد سبل تطوير التعاون في مجال النقل والترانزيت مع الدول غير الساحلية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي؛ ولحسن الحظ، فقد نصّت اتفاقية إطار عمل منظمة التعاون الاقتصادي للنقل والترانزيت (TTFA) على تطبيق آليات النقل متعدد الوسائط.
وأضافت: في هذا الصدد، وبمبادرة من جمهورية إيران الإسلامية، أُعدّت وثيقة لتطوير النقل متعدد الوسائط بعنوان “تعليمات تطبيق النقل متعدد الوسائط لمنظمة التعاون الاقتصادي”، وآمل أن نتمكن من وضع اللمسات الأخيرة على هذه الوثيقة وتنفيذها بعقد الاجتماع الأول للجنة النقل متعدد الوسائط التابعة لمجلس تنسيق النقل والترانزيت في منظمة التعاون الاقتصادي في أقرب وقت ممكن.
وقالت الوزيرة صادق: سيُمثّل هذا الإجراء بلا شك خطوةً كبيرةً نحو وصول الدول غير الساحلية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي إلى طرق النقل والترانزيت الدولية، مستفيدةً من قدرات الدول الساحلية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي.
وصرّحت بأن من أهم القدرات لربط دول منظمة التعاون الاقتصادي غير الساحلية بالمياه المفتوحة استخدام القدرات المشمولة في اتفاقية شبكة الطرق السريعة الآسيوية، واتفاقية سكك الحديد عبر آسيا، واتفاقية الموانئ الجافة للجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ التابعة للأمم المتحدة (الإسكاب)، وأضافت: جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي تقريبًا أعضاء في هذه الاتفاقيات الثلاث.
وطلبت الوزيرة صادق من أمانة منظمة التعاون الاقتصادي وضع الخطط اللازمة، بالتعاون مع أمانة الإسكاب، للاستفادة القصوى من هذه الاتفاقيات لمساعدة الدول غير الساحلية.
وصرحت قائلة: إن مسارات الطريق السريع الآسيوي في أراضي جمهورية إيران الإسلامية، بالإضافة إلى اتصالها بالنقاط الحدودية لتركمانستان وأذربيجان، تتصل أيضًا بالموانئ الشمالية لإيران ثم تنتهي في الموانئ الجنوبية للبلاد في الخليج الفارسي وبحر عمان.
وبالتالي، فإن ربط شبكات الطرق السريعة للدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي يوفر هذه الفرصة للدول غير الساحلية للوصول إلى الأسواق الدولية عبر المياه المفتوحة.
وأشارت وزيرة الطرق إلى أن التعاون في مجال الترانزيت في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي قد تسارع في السنوات الأخيرة، وقالت: في هذا الصدد، حققت جمهورية إيران الإسلامية 20 مليون طن ترانزيت العام الماضي، ووفقًا لخطة التنمية الاقتصادية السابعة، يجب أن يصل هذا الرقم إلى 40 مليون طن.
وأضافت: إن الأهداف التي تم تحديدها مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي في شرق بحر قزوين لتحقيق 20 مليون طن ترانزيت وفي غرب بحر قزوين للوصول إلى 15 مليون طن هي أهداف، إذا تحققت، يمكن أن تخلق تحولاً هائلاً في مجال التجارة والترانزيت في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي.
وأعربت وزيرة الطرق والتنمية الحضرية عن امتنانها لحكومة تركمانستان لاستضافتها هذا الاجتماع، ومنظمة الأمم المتحدة والدول النامية غير الساحلية وأمانة منظمة التعاون الاقتصادي على التنظيم الناجح لهذا الحدث الإقليمي المهم في مدينة آوازة في تركمانستان، وأعربت عن أملها في أن تُعزز إنجازات هذا الاجتماع التعاون بين الأعضاء في مجال النقل والترانزيت.