وقام الفريق البحثي بقيادة الدكتور وحيد نيكنام، الأستاذ في كلية العلوم، بدراسة آليات مقاومة الجفاف في نبات الزعفران المزروع، ضمن مشروع بحثي وأطروحة الدكتوراه للباحثة مينو نصيري.
وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في 2 يونيو 2025 في مجلة “Scientific Reports” التابعة لمجموعة “Nature” العلمية المرموقة.
وأثبتت نتائج الدراسة أن استخدام مبيد الفطريات “بينكونازول” يساهم في حماية نبات الزعفران من الإجهاد المائي ويقلل في نفس الوقت من خطر الإصابة بالعدوى الفطرية. وهذه النتائج من شأنها تحسين جودة محصول الزعفران وزيادة قيمته الاقتصادية كمحصول طبي مهم.
وأعلن الدكتور وحيد نيكنام أن نتائج البحث أظهرت ارتفاعاً ملحوظاً في مستويات بعض المستقلبات التكيفية مثل البرولين في الجذور الليفية، بينما انخفضت مستويات مركبات الإجهاد مثل مالون ثنائي الألدهيد “كمؤشر لأكسدة الدهون الغشائية” وبيروكسيد الهيدروجين “كمؤشر للأكسجين النشط” في نفس الجذور مقارنة بالأجزاء الأخرى للنبات مثل الأبصال والجذور الانقباضية والأوراق.
وأضاف: ان هذه النتائج تشير إلى وجود مقاومة فطرية أعلى في الجذور الليفية مقارنة بالأعضاء الأخرى للنبات. وأكّد أستاذ كلية العلوم البيولوجية بجامعة طهران أن تحليل الإنزيمات المضادة للأكسدة والعلاقة بين المعايير الفسيولوجية والكيميائية الحيوية المدروسة وتحمل الإجهاد، أظهر الدور الحاسم للإنزيمات المضادة للأكسدة “البيروكسيداز، الكاتالاز، والسوبر أكسيد ديسموتاز”، وكذلك البرولين في الجذور الليفية في: السيطرة على الإجهاد التأكسدي، وإزالة أنواع الأكسجين النشط والجذور الحرة، وتعزيز مقاومة الزعفران المزروع للإجهاد التأكسدي والجفاف.
وأشار إلى أن هذه الآليات الدفاعية تساهم بشكل أساسي في حماية النبات وتحسين قدرته على التكيف مع الظروف البيئية الصعبة.
وأشار الباحث في جامعة طهران إلى أن فريقهم البحثي ركز على تحسين مقاومة الزعفران للجفاف باستخدام مبيد الفطريات “بينكونازول”، وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في مستويات أكسدة الدهون الغشائية ومركب مالون ثنائي الألدهيد في نباتات الزعفران المعرضة للجفاف بعد المعالجة المسبقة بالمبيد.
كما لاحظ الباحثون أن الجذور الليفية للنبات أظهرت أعلى مستويات من إنزيمات مضادات الأكسدة ومركب البرولين، مما يشير إلى دورها المركزي في تحمل الزعفران لظروف الجفاف.
ونظراً للأهمية البالغة لقضية شح المياه والإجهاد الجفافي، ركز فريق البحث في كلية العلوم البيولوجية بجامعة طهران – والذي يُعتبر وفقاً لوثائق مؤسسة “كلاريفيت أناليتيكس” الرائدة في أبحاث استجابة النباتات للإجهاد البيئي في إيران – على دراسات الإجهاد البيئي وخاصة الإجهاد المائي لأكثر من عشرين عاماً.
وتتركز أبحاث هذا الفريق على اكتشاف آليات مقاومة الإجهاد المائي وتحسين قدرة النباتات الزراعية على تحمل نقص المياه وخفض الجهد المائي.
وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من 90% من مساحة إيران تصنف ضمن المناطق الجافة وشبه الجافة، حيث تواجه البلاد تحديات مائية كبيرة ناتجة عن زيادة الطلب، وتملح الموارد المائية، والاستخدام المفرط للمياه الجوفية، وانخفاض معدلات هطول الأمطار.