تفاصيل مروعة من داخل “جلبوع”.. الاحتلال وانتهاكاته الصارخة بحق الأسرى

في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، تتكشف يوما بعد آخر حقائق صادمة عن ما يتعرض له الأسرى داخل السجون، حيث كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين عن ممارسات تعذيب مروعة في سجن "جلبوع"، تُظهر حجم القمع الممنهج وانعدام الرقابة الدولية.

كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية عن تفاصيل مروعة لانتهاكات جسيمة تُرتكب بحق الأسرى الفلسطينيين في سجن “جلبوع” الإسرائيلي، من بينها تعذيب بالصعق الكهربائي والضرب الوحشي الممنهج، وسط غياب أي رقابة دولية فاعلة، واستمرار سياسة الانتقام التي تنتهجها سلطات الاحتلال. وأكدت محامية تمثل مؤسسات الأسرى أن إدارة السجن كثفت من إجراءات التنكيل، حيث تُستخدم الصعقات الكهربائية خلال اقتحام الأقسام، بعد تقييد الأسرى من الأيدي والأقدام وإخراجهم لساحة الفورة، ليتم ضربهم وإهانتهم وصعقهم بالكهرباء، في مشهد قالت إنه “ينتمي لعصور التعذيب البدائي”.

وأضافت المحامية أن بعض السجانين يقومون ببل أجساد وملابس الأسرى بالماء قبل صعقهم مجددا، ما يؤدي إلى مضاعفة الألم وسقوط العديد منهم أرضا، وفقدانهم الوعي. كما تُستخدم مسدسات الصعق على رؤوس الأسرى، متسببة بجروح عميقة ونزيف، وسط ضحك وسخرية من عناصر وحدات القمع. وإلى جانب التعذيب الجسدي، يعاني الأسرى من حرمان ممنهج من الغذاء والرعاية الصحية، حيث تُقدّم لهم كميات طعام ضئيلة تؤدي إلى هبوط حاد في الوزن، إضافة إلى نقص حاد في مواد التنظيف والمعقمات، ما يجعل السجون بيئة خصبة لانتشار الأمراض.

ويُجبر الأسرى على استخدام أدوات طعام بلاستيكية واحدة لكل فرد لمدة شهر كامل، ما يزيد من خطر انتقال العدوى والجراثيم، في ظل تجاهل سلطات السجون لأدنى المعايير الصحية. وأكد مكتب إعلام الأسرى أن هذه الممارسات تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي واتفاقيات حقوق الإنسان، داعيا إلى تحرك عاجل من المؤسسات الحقوقية واللجان الدولية لحماية الأسرى من هذه السياسات الانتقامية.

وشدد المكتب على أن الاحتلال، رغم بطشه، لن يتمكن من كسر إرادة الأسرى أو ثنيهم عن مواصلة نضالهم المشروع من أجل الحرية والكرامة. وبحسب إحصاءات نادي الأسير الفلسطيني، بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى مطلع الشهر الجاري 10,800 أسيرا، من بينهم 49 أسيرة، و450 طفلا، و2,378 معتقلا، بالإضافة إلى عدد غير معلن من الأسرى المحتجزين في معسكرات الجيش، منهم من لبنان وسوريا.

ويأتي تصاعد الانتهاكات داخل السجون في سياق أوسع من سياسة إبادة ترتكبها “إسرائيل” في الأراضي الفلسطينية، حيث تشير الإحصائيات إلى استشهاد 61,258 فلسطينيا وإصابة 152,045 آخرين في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، فضلا عن أكثر من 9,000 مفقود وآلاف النازحين وسط مجاعة خانقة، بينما أستشهد في الضفة الغربية والقدس أكثر من 1,013 فلسطينيا واعتُقل أكثر من 18,500. ورغم الإدانات الدولية، يستمر الكيان الصهيوني، بدعم أميركي، في ارتكاب جرائم إبادة جماعية وتجويع وتهجير قسري بحق الفلسطينيين، متحديّاً قرارات محكمة العدل الدولية وكافة المواثيق الإنسانية.

المصدر: العالم