الأربعين الحسيني؛ رمز عالمي لمحبة أهل البيت (عليهم السلام) وأكبر مناورة عالمية للأمة الإسلامية استعداداً لظهور الإمام المهدي(عج)، والذي يتجاوز مجرد تجمع ديني ليكون رمزاً حياً للمحبة لأهل البيت (عليهم السلام) وتجسيداً لقيم المجتمع المثالي المهدوي.
يُعدّ الأربعين الحسيني أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم الإسلامي، حيث يُظهر مشهداً فريداً من المحبة والوفاء لأهل البيت (عليهم السلام) وثقافة الإيثار والشهادة. هذا الحدث العظيم الذي يجتذب سنوياً ملايين الزوار من أنحاء العالم إلى كربلاء المقدسة، لا يقتصر على استذكار ملحمة كربلاء الدامية، بل يُعدّ أيضاً منصة لإحياء القيم والمبادئ الدينية في العصر الحاضر.
إن الربط بين الأربعين والمهدوية لا يقتصر على الجانب الظاهري والشعائري، بل يرتكز على تعاليم دينية واجتماعية عميقة. فواقعة عاشوراء وكربلاء كانت نقطة انطلاق لمسيرة تاريخية في طلب الحق والعدالة، وانتظار الفرج هو امتداد لهذا الطريق حتى بلوغ ذروته النهائية. وفي هذا السياق، تظل مسيرة الأربعين رمزاً حياً ومتحركاً يذكرنا بهذا الترابط التاريخي والروحي.
تنسيقات واسعة بين مسؤولي إيلام وواسط لخدمة الزوار
وفي هذا الصدد أكد محافظ إيلام، خلال زيارته لمنفذ زرباطية الحدودي ولقائه بحميد عاطف ناجي مدير هذا المنفذ، على تعزيز التعاون الثنائي خلال أيام الأربعين.
وأشار أحمد كرمي إلى التنسيقات الواسعة بين مسؤولي البلدين، بما في ذلك محافظا إيلام وواسط العراقية، وقادة الحدود، ودعا إلى حل سريع للمسائل التنفيذية والخدمية.
واقترح كرمي لاحقاً تشكيل لجنة مشتركة بين المحافظين والأجهزة التنفيذية في إيران والعراق، بحيث يتواجد ممثلو الأجهزة الخدمية مثل المياه والكهرباء والمؤسسات ذات الصلة بشكل يومي في موقع الحدود، ويتخذوا إجراءات فورية لحل أي مشكلة تطرأ.
وأكد كرمي على ضرورة تقديم خدمات مستمرة ودون انقطاع للزوار من البداية حتى نهاية الطريق، مضيفاً أن أي نقص في تقديم الخدمات هو مسؤولية مشتركة للطرفين ويجب معالجته بالتعاون والتنسيق الكامل.
وأشار إلى رؤية الحكومة الرابعة عشرة وقائد الثورة الإسلامية لموضوع الأربعين، مؤكداً على تسهيل عبور الزوار وتقديم خدمات متميزة على جانبي الحدود، وقال: جميع المسؤولين ملزمون بالسعي لتحقيق توجيهات القيادة.
وأعلن كرمي عن النشاط المتواصل للجنة الأربعين على مدار الساعة، وأعرب عن أمله في استمرار التعاون مع محافظة واسط ومنفذ زرباطية، حتى يتمكن الزوار في السنوات القادمة من التنقل دون أدنى مشكلة ومع تقديم خدمات ضيافة مناسبة.
وفي هذا اللقاء، تم تقييم التعاون القائم بين البلدين بشكل إيجابي، وتم الاتفاق على تعزيز مناسبة الأربعين كنقطة اشتراك قوية ودائمة بين إيران والعراق، كما تم التأكيد على معالجة النواقص الجزئية الموجودة لتحسين الخدمات في السنوات المقبلة.
وأكد كرمي على دور وسائل الإعلام في أيام الأربعين، وأضاف: في هذه الأيام التي ينشغل فيها الجميع بتجهيز الظروف لاستقبال ملايين الزوار، حيث تلعب وسائل الإعلام دوراً رئيسياً من خلال نقل الأخبار في الوقت المناسب، ويجب ان نكون ممتنين لجهود الإعلاميين.
واعتبر كرمي دور الإعلام في مراكز تجمع الزوار أمراً مهماً، وأكد على أهمية تركيب واستخدام النظام الصوتي بشكل فعّال، وتسهيل الوصول إلى المواد الغذائية، والتنسيق بين الأقسام المختلفة في المحطات، مشيراً إلى ضرورة معالجة بعض المشكلات المطروحة في مجال توزيع الطعام وتوجيه الحشود.
التعريف بتطبيق «إيلام بلد» الذي يعد دليلاً كاملاً وشاملاً للزوار
وأعلن مدير عام التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في إيلام عن تركيب لوحات إعلانية دعائية متناسبة مع مناسبة الأربعين الحسيني على طريق زوار الأربعين في المحافظة.
وأعلن فرزاد شريفي: في أيام الأربعين الحسيني، قامت هذه الإدارة العامة بتركيب وتحديث ست لوحات إعلانية متناسبة مع الأربعين على طرق مطار إيلام، تقاطع جندا ومدينة مهران، دهلران، دره شهر وشباب في جرداول.
وأضاف شريفي: تم تحديث هذه اللوحات بهدف التعريف بتطبيق «إيلام بلد» الذي يعد دليلاً كاملاً وشاملاً للزوار القادمين إلى المحافظة.
وتابع شريفي: بعض ميزات هذا التطبيق في قسم الأربعين تشمل تقديم الأخبار الفورية عن الحدود في مهران والأربعين، وتقديم خدمات إقامة الزوار (بما في ذلك دور الزوار، الفنادق، النزل، الحسينيات، المواكب، أماكن الاستراحة
وغيرها من المنشآت) مع إمكانية التحديث الفوري، وإمكانية التذكير والتعليم بالأدوات اللازمة لسفر الأربعين، وثم توفير الخرائط اللازمة في العراق وكربلاء المقدسة، واستخدام ميزات الذكاء الاصطناعي المخصصة كدليل ومترجم إلكتروني مرافق للزائر.
استفادة الفنانين من الفرص الاقتصادية والثقافية
ومن جانب آخر قال رئيس دائرة التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية في محافظة كرمانشاه: بإنشاء أكثر من 30 جناحاً للحرف اليدوية على طريق زوار الأربعين، استفاد الفنانون في هذا المجال من الفرص الاقتصادية والثقافية.
وأشار فردين زارعي إلى الاستفادة القصوى من اقتصاد الأربعين ونشر فن الحرف اليدوية في المحافظة، وأشار زارعي إلى التجارب الإيجابية في السنوات الماضية والإقبال الخاص من زوار العتبات المقدسة في مراسم الأربعين العظيمة، وأكد: بالتنسيق مع معاون الحرف اليدوية، تم إنشاء هذه الأجنحة في نقطتين على طريق كربلاء المقدسة.
وأضاف: حاولنا من خلال اللامركزية وإبعاد التركيز عن مركز القضاء، أن ننشئ هذه الأسواق المؤقتة في نقطتين خارج المدينة وفي الأقسام التابعة للقضاء وعلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدينة كربلاء المقدسة.
كما أعرب عن شكره لدعم إدارة وصناعة الحرف اليدوية في المحافظة ، وقال: لقد تم اختيار مواقع هذه الأسواق في أماكن حيوية وذات حركة مرور كثيفة.
وأكد زارعي في ختام حديثه: هذا العام استخدمنا في هذه الأجنحة مختلف أنواع الحرف اليدوية في القضاء والفنانين الذين يشملهم دعم المؤسسات الداعمة، وذلك للاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية لموسم الأربعين وحل جزء من مشاكل هذه الشريحة الكادحة.
إن هذا الإجراء يدل على العزم الجاد للمسؤولين في دعم الفنانين ونشر ثقافة وفن الصناعات اليدوية في محافظة كرمانشاه.