والتقى رئيس الجمهورية بالمدير العام لوكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء حسين جابري أنصاري، والمدراء والمحررين والمراسلين والمصورين وموظفي الوكالة.
وفي كلمة له خلال هذه الزيارة، قال رئيس الجمهوریة: إن دور وسائل الإعلام في الحفاظ على الوحدة والتماسك الداخلي مهم للغاية، وأکد: “إننا نسعى جاهدين من أجل فخر و اعتزاز إيران لأن نكون نموذجاً قوياً ومقتدراً يحتذى به في المنطقة”.
وقال الرئيس بزشکیان: أهنّئ جميع الصحفيين العاملين في الشبكات والمواقع المختلفة بمناسبة يوم الصحفي، ولطالما أكدت على الوحدة والتماسك الداخلي، ولا يمكن لأي مجتمع أن يستقر ویزدهر ما لم يقبل الأذواق المختلفة دون صراع ونزاع، ويسمح لجميع الناس ذوي الأذواق المختلفة بالعيش معًا في إطار من السلام. وأضاف: خلال الأيام الإثني عشر الأخيرة من الحرب المفروضة، اتضح جلياً مدى قدرة وحدة وتماسك بلدنا ومجتمعنا على خلق القوة والإيمان وحب الحياة أمام اعتداءات العدو.
*الشعب کان یفتخر بالقوات المسلحة وسياسات البلاد
وقال رئيس الجمهورية: إن هذا التضامن کان أمرًا لا يُصدقه الكثيرون، حتى الأعداء لم يصدقوا أن شعبنا الحبيب والعزیز سيبقى متحدًا على هذا النحو، ولقد أظهر شعبنا أداءً رائعًا في إظهار التضامن والوحدة. واستطرد قائلاً: إن أجواء الحوار والشعارات شهدت تغيرات جذرية مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية على الرغم من تهديدات العدو وأفعاله الجبانة والقصف. وتابع قائلاً: لقد خرج الشعب بكافة أطيافه إلى الشوارع، ووقف وصمد ودعم الولایة “ولایة الفقیه” والقيادة باعتبارهما ركيزتي استقرار البلاد، والشعب کان یفتخر بالقوات المسلحة وسياسات البلاد وهذا إنجاز عظيم.
وأردف الدكتور بزشكيان: إن هذه الوحدة والتماسك كانت ذات قيمة كبيرة، رغم كل الصعوبات والمشاكل التي تعاني منها البلاد، وأکد: اعتقد بأننا سنتجاوز جميع المشاكل بعون الله وقدرته وبمساعدة شعبنا، وقال: لن تكون هناك مشكلة وصعوبة لا يمكننا التغلب عليها بفضل حضور الشعب في الساحة ووقوفه إلى جانبنا وقد يكون هذا التضامن الأخير مفتاحاً لحل العديد من المشاكل الداخلية.
وأضاف: إن ترحيب الدول المجاورة بالعلاقات مع إيران – من العراق إلى جمهوریة أذربيجان وتركمانستان وباكستان وعُمان وقطر – يُمثل نموذجًا يُحتذى به، وأدانت جميع دول المنطقة اعتداء الکیان الصهيوني على بلدنا، وفي حدث غير مسبوق، أدانت هذه الدول بالإجماع عدوان الکیان الصهيوني والولايات المتحدة على إيران، واعتبرته مخالفاً للقانون.
وقال الرئيس بزشکیان: لذلك، ينبغي أن تكون سياستنا هي الحفاظ على الوحدة مع جيراننا وإخواننا وأخواتنا المسلمين، والوصول إلى لغة ورؤية مشتركة، كما يجب علينا أن نضع خلافاتنا الداخلية جانباً ونكون معاً، وإن دور وسائل الإعلام مهم للغاية في هذا الصدد؛ ويجب علينا التأكيد على الجوانب الإيجابية والمشتركة والجديرة بالثقة وتعزيزها بدلاً من تضخيم العيوب وتحويلها إلى انقسامات وفجوات. وتابع قائلاً: نحن جميعاً معًا في القضايا الكبرى والأساسية والجوهریة.
*الإعلام صوت الشعب
كما أجرى رئيس الجمهورية، صباح السبت، زيارة غير معلنة لمقرّ هيئة الإذاعة والتلفزيون الايراني، حيث تفقد قناة “خبر” التي تعرضت لعدوان سافر من قبل الكيان الصهيوني خلال الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً.
وخلال زيارته هذه، أكد الرئيس بزشكيان على أن الإعلام هو صوت الشعب، مُشيداً بالصحفيين الذين ينقلون صوت مظلومية الشعب في وجه اعتداءات الصهاينة إلى أسماع العالم. وأشار إلى أن الإعلام يستطيع أن يوضح الفروقات بشفافية ووضوح. مضيفاً: خلال العدوان الصهيو-أمريكي على إيران الذي استمر لمدّة 12 يوماً، كان الإعلام الوطني عاملاً في تعزيز التماسك والوحدة والدفاع الشامل للشعب الإيراني في مواجهة هذا العدوان.
ولفت الرئيس بزشكيان إلى أن الكيان الصهيوني، بتوجيه ودعم أمريكي، هاجم إيران، موضّحاً: إن هذا العدوان جاء في إطار الأهداف الأمريكية. وأضاف: إن الأعداء، من خلال هجمات عشوائية واغتيال قادة عسكريين وعلماء ومواطنين عزّل، سعوا إلى نشر الفوضى في إيران، إلاّ أن الشعب، بحضوره في الميدان وصموده، حقّق النصر في هذه المواجهة.
وفيما يتعلق بالدور الإعلامي في الدفاع المقدس خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، قال: الصحفيون خلال هذه المدة، ورغم التهديدات والقيود، أدوا دوراً بالغ الأهمية. كان الصهاينة يعتقدون أنهم بضرب الإعلام الوطني سيتمكنون من وقف عملية نقل المعلومات، حتى أن الأعداء، عبر اغتيال القادة والعلماء ومهاجمة قوات الأمن، سعوا لجرّ البلاد إلى الفوضى وإسكات صوت الإعلام؛ لكن الصحفيين ووسائل الإعلام، بمزيد من الصدق والنفوذ، أوصلوا الحقائق إلى الشعب.
*تراجع العدو عن أهدافه الخبيثة
وقال الرئيس بزشكيان: التعيين السريع للقادة البدلاء، واستمرار النشاطات العلمية، وتكاتف الشعب، وجهود القوات المسلحة، أدت إلى تراجع العدو عن أهدافه الخبيثة. هيئة الإذاعة والتلفزيون لم تتوقف لحظة واحدة، بل واصلت بث الرسائل والمقابلات والمواد الوثائقية من الميدان، مما أظهر صدقها وقوتها وتأثيرها أكثر من أي وقت مضى. وأشار إلى أن تضامن شعبنا العزيز في هذا المسار أمر يستحق الثناء، فالوحدة والتآلف ونشر الأصوات المطالبة بالحق هي التي أجبرت العدو على إعادة النظر في حساباته، معتبراً إن العامل الأساسي وراء هذه الهجمات لم يكن الكيان الصهيوني وحده، بل الولايات المتحدة وعملاؤها، الذين سعوا، لأهداف خاصة، إلى نشر الفوضى في إيران.
كما أوضح انه وبفضل جهاد القادة والجيش والحرس الثوري وقوات الأمن والدفاع الجوي، اضطر العدو للتراجع عن عدوانه؛ مضيفاً: انه ورغم ادعائهم تحقيق النصر، فإن الحقيقة أن النصر الحقيقي كان من نصيب الشعب الإيراني ومقاومته وصموده.
وفي ردّه على سؤال حول حضوره الميداني خلال هذه الأيام العصيبة، ومن ذلك زيارته للمبنى الزجاجي في مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون بعد استهدافه من قبل الكيان الصهيوني، وما الرسالة التي وجّهها للعاملين والصحفيين في الإعلام الوطني، قال: خلال هذه الأيام الـ12، كان يجب أن نكون في الميدان. حتى في اليوم نفسه الذي تعرض فيه المبنى الزجاجي للهجوم، كنا قبل ذلك قد عقدنا اجتماعا هناك، ثم استهدفه العدو؛ لكنه فشل في تحقيق مراده. وأضاف: خلال هذه الفترة، عقدنا اجتماعات منتظمة مع جميع الوزارات، ووضعنا خططاً دقيقة لإدارة الأوضاع. بذلت الحكومة خلال هذه الأيام الـ12 أقصى جهدها لتقديم الخدمات للشعب، ولم نواجه أي نقص أو تقصير في أي مجال؛ وبرغم الضغوط، تم الحفاظ على حالة من الهدوء النسبي في البلاد، سواء في تأمين السلع الأساسية أو تقديم الخدمات العامة.
ومضى يقول: انه وبعد الهجوم على الإعلام الوطني، أُعيد تنظيم وهيكلة جهاز الإعلام بسرعة، وتمت مواصلة إيصال الرسائل بطرق مختلفة، لافتاً إلى أن هذا الأداء النموذجي جعل من هيئة الإذاعة والتلفزيون محط اهتمام حتى على المستوى الدولي. وتابع: نحن من أعماق قلوبنا نشكر كل من ساهم في تشكيل وتعزيز هذا التماسك والتآزر، ومازال يواصل جهوده، وبالأخص في هذا اليوم الذي خُصص لتكريم مكانة شهداء الصحافة، ومن بينهم الأعزاء الذين استشهدوا في أفغانستان وهم يؤدون واجبهم في إيصال الحقيقة ونقل الأخبار، نعتبر من واجبنا أن نكرّم جميع الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي.
*دور الصحفيون في الحفاظ على الوحدة وتعزيزها
وقال رئيس الجمهورية: في ظروف الحرب الصعبة التي استمرت 12 يوماً، تمكنت وسائل الإعلام من نقل رسالة شاملة وفاعلة، وما نتوقعه هو أن تستمر رسالة الدفاع عن وحدة أراضي وطننا، ورسالة الوحدة والانسجام الوطني، ورسالة تعاون جميع القوميات والمذاهب والتيارات السياسية والاجتماعية المختلفة من أجل الحفاظ على إيران العزيزة.
وأكد الرئيس بزشكيان على أن وسائل الإعلام لعبت دوراً مهماً في إيجاد روح التضامن والوحدة، معرباً عن امتنانه لوسائل الإعلام والصحفيين الذين استطاعوا مواصلة هذا المسار بقوة، متأملاً بأن يستمر هذا الطريق بقوة أكبر؛ مضيفاً: إن إيران ملك لجميع الإيرانيين، سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها، والجميع سيدافع عنها. هذه الرسالة يجب أن تواصل هيئة الإذاعة والتلفزيون إيصالها بقوة.
وعند سؤاله عن دور الصحفيين في الحفاظ على هذه الوحدة وتعزيزها، قال الرئيس بزشكيان: أنا أؤمن بأن دور الصحفيين حيوي للغاية. لدينا نقاط مشتركة كثيرة؛ لكن من الطبيعي أن نختلف في بعض الآراء. وقد قلت مراراً، وأكرر عبر الإعلام الوطني أمام الشعب: في عائلتي، خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً، لم تقبل ابنتي وزوجها أن يتركوني للحظة، وكانا مستعدين لمرافقتي حتى لو كلّفهما ذلك حياتهما. حتى عندما أصبت بكورونا، بقيا إلى جانبي وأصيبا بالعدوى أيضاً. إنهما يضحيان بحياتهما من أجلي، ولكن عندما نتحاور، قد لا يقبلان رأيي، وأحيانا نختلف بشدة.
واعتبر رئيس الجمهورية أن كل أبناء إيران هم أسرة واحدة، وقال: من الطبيعي أن تظهر اختلافات بين أفراد الأسرة، وهذا لا يعني العداء. وسائل الإعلام يمكنها توضيح هذه الفوارق. إذا قبلنا بأن الاختلاف في الرأي أمر طبيعي وتجاوزناه في حدوده المعقولة، يمكننا التعايش معه.