بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة على القطاع

غضب عربي من مخطط احتلال غزة.. والمقاومة تتوعّد الصهاينة

في اليوم 673 من حرب الإبادة على غزة، أثار القرار الصهيوني باحتلال مدينة غزة، غضبا دوليا وتدابير في مواجهة تل أبيب، حيث من المقرر أن يعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا وسط اعتراض واشنطن.

وأفادت وكالات أنباء، نقلا عن مصادر دبلوماسية، بأن روسيا والصين والصومال والجزائر وباكستان وغويانا وكوريا الجنوبية وسيراليون، أعربت عن دعمها لعقد الاجتماع العاجل لمجلس الأمن، وبذلك تصبح كل الدول في مجلس الأمن الدولي قد طلبت عقد الجلسة أو دعمت الطلب بخلاف الولايات المتحدة.

 

كما توالت المواقف العربية والإسلامية الرافضة للخطة الصهيونية، حيث أعربت عن “إدانتها الشديدة ورفضها القاطع لإعلان حكومة الاحتلال الصهيوني نيّتها احتلال مدينة غزة”.

 

من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن إقرار المجلس الوزاري الصهيوني خططا لاحتلال غزة وإجلاء سكانها جريمة حرب جديدة. وأضافت الحركة، في بيان، أن قرار الاحتلال يفسر بوضوح سبب انسحابه المفاجئ من جولة التفاوض الأخيرة. وحذرت الحركة حكومة الاحتلال الصهيوني من أن مغامرتها باحتلال غزة ستكلفها أثمانا باهظة ولن تكون نزهة.

 

*عشرات الشهداء والجرحى في قطاع غزة

 

في التفاصيل، استشهد 7 مواطنين وأصيب العشرات، السبت، من جرّاء استهداف قوات الاحتلال الصهيوني شمال مخيم النصيرات، بالإضافة إلى استهداف تجمّعات أخرى قرب “نقطة توزيع المساعدات” عند شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع.

 

وأفادت مصادر طبية في مستشفى العودة بوصول 5 شهداء و33 إصابة نتيجة القصف على شمال مخيم النصيرات.

 

كما استشهد مواطنان وأصيب آخرون في إثر قصف مدفعي على تجمّعات المواطنين بالقرب من “نقطة توزيع المساعدات” جنوب وادي غزة.

 

وقصفت مدفعية الاحتلال حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، بالتزامن مع قصف طائرة مسيّرة قرب مسجد الشهيد شرق مخيم البريج وسط القطاع.

 

ويواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على القطاع في ظلّ الحصار المستمر، وهو ما أسفر عن ارتقاء وإصابة عشرات آلاف المدنيين.

 

وفي آخر إحصائية لوزارة الصحة، فقد ارتفعت حصيلة العدوان الصهيوني إلى 61,330 شهيداً و152,359 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

 

*بيان عربي إسلامي مشترك يدين مخطط الاحتلال

 

في غضون ذلك أعربت اللجنة الوزارية، المكلّفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن التطوّرات في قطاع غزة، والتي تضمّ عدداً من الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية، ومنظّمة التعاون الإسلامي، في بيان مشترك السبت عن “إدانتها الشديدة ورفضها القاطع لإعلان الكيان الصهيوني نيّته احتلال مدينة غزة”.

 

وأشار البيان إلى أنّ التوجّه الصهيوني يأتي “استمراراً لانتهاكات جسيمة تشمل القتل والتجويع والتهجير القسري وضمّ الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى إرهاب المستوطنين”.

 

كما أكدت اللجنة أن هذه السياسات “تدمّر فرص السلام، وتقوّض الجهود الإقليمية والدولية للتهدئة وإنهاء الصراع”، مضيفة أن “الشعب الفلسطيني يعاني منذ 22 شهراً من عدوان وحصار شامل طال كلّ مناحي الحياة في غزة، إضافة إلى انتهاكات خطيرة في الضفة الغربية والقدس الشرقية”.

 

وطالبت حكومة الاحتلال بصفتها “القوة القائمة بالاحتلال بالسماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بما يشمل الغذاء والدواء والوقود، وضمان حرية عمل وكالات الإغاثة والمنظمات الإنسانية وفقاً للقانون الدولي الإنساني”.

 

كما أبدت اللجنة دعمها للجهود التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة لإبرام اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى، معتبرة أن هذا الاتفاق مدخل إنساني أساسي لخفض التصعيد وتخفيف المعاناة.

 

ودعت اللجنة إلى البدء الفوري بتنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة، مع الدعوة للمشاركة الفعّالة في مؤتمر إعادة الإعمار المقرّر في القاهرة قريباً. كما أدانت أيّ محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم في غزة والضفة و”القدس الشرقية”.

 

*اتفاق مصري ـ تركي على مواجهة خطط الاحتلال

 

في السياق قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إنه بحث مع نظيره المصري بدر عبدالعاطي، التطورات في غزة، وإدخال المساعدات ووقف إطلاق النار، مؤكدا رفض خطط الكيان الصهيوني الجديدة في غزة.

 

وأضاف فيدان، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري عقب جلسة مباحثات في القاهرة السبت، أن مصر وقطر والولايات المتحدة تبذل جهودا لوقف الحرب لكن تحاول حكومة الاحتلال تعطيل هذه المساعي.

 

ووصف الوزير التركي موقف العدو الصهيوني بـ”الفاشي”، داعيا المجتمع الدولي إلى الوقوف في وجه السياسات الصهيونية وتحقيق العدالة والإنسانية للشعب الفلسطيني.

 

وشدد قائلاً: “فلسطين للفلسطينيين وأي محاولة لتهجيرهم هي في حكم المعدوم”، مضيفا أن مصر وتركيا ستتعاونان في إفشال كل هذه السيناريوهات.

 

وقال الوزير التركي، إن “الكيان الصهيوني لا يخطط لاحتلال غزة فقط ولكن له أهداف أخرى في لبنان وسوريا، إما بالاحتلال أو خلق فوضى وأزمة”.

 

وأدان الوزيران، وفقاً لعبدالعاطي، الممارسات الصهيونية في الأراضي السورية وأهمية وقفها باعتبارها غير شرعية وغير مسؤولة، مضيفة أنهما اتفقا على دعم جهود الوحدة في سوريا والحفاظ على وحدة البلاد وتوحيد السلطات وتمكين السلطات من ممارسة مهامها.

 

*مداهمات للاحتلال في الخليل ونابلس

 

في غضون ذلك اقتحم عشرات المستوطنين، صباح السبت، مقبرة باب الرحمة الإسلامية الملاصقة للمسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، وأدّوا طقوساً تلمودية في منتصف المقبرة، إضافة إلى رقصات استفزازية فوق القبور.

 

وتشهد المقبرة أعمال حفريات صهيونية بهدف إنشاء قاعدة للتلفريك التهويدي المحيط بالبلدة القديمة، مع نية الاحتلال الاستيلاء على أجزاء من المقبرة التي تبلغ مساحتها نحو 23 دونماً، وتخطّط حكومة الاحتلال لتحويل جزء من المقبرة إلى حديقة توراتية ضمن مشروعها لتهويد المدينة.

 

في سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني مواطنين اثنين خلال اقتحام بلدتي يطا والظاهرية جنوب الخليل، كما داهمت بلدة دورا ومخيم العروب، ونصبت حواجز عسكرية على مداخل عدة بلدات، وفتّشت مركبات واحتجزت عدداً من الشبان قبل الإفراج عنهم على مداخل بلدتي إذنا والشيوخ غرب الخليل.

 

كما نفّذت قوات الاحتلال فجر السبت اقتحامات لمخيمي العين وبلاطة في مدينة نابلس، حيث داهمت عدة منازل في المخيمين وفتّشتها وسط حالة من التوتر والاحتقان.

 

المصدر: الوفاق/ وكالات