والسلطات الأمنية تحبط مخططاً إرهابياً لاستهداف زائري الأربعينية

استنفار رسمي وشعبي في العراق لخدمة زوار الإمام الحسين(ع)

تشهد محافظتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة استنفاراً رسمياً وأمنياً وشعبياً واسع النطاق، تحضيراً لاستقبال ملايين الزوار في ذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام، على طول طريق المشاية الذي يربط بين المدينتين.

ومع اقتراب موعد الزيارة الأربعينية، استنفرت السلطات العراقية كل طاقاتها لتأمين الطريق وتلبية حاجات ملايين الزوار من داخل العراق وخارجه، رغم الظروف المناخية وارتفاع درجات الحرارة القياسية.

 

ويُرافق الاستنفار الرسمي حراك شعبي عراقي واسع لخدمة الزوار، إلى جانب جهود كبيرة تبذلها العتبات المقدسة لضمان حسن سير مراسم الزيارة الأربعينية.

 

وفي سياق متصل، قدمت السلطات العديد من التسهيلات للمؤسسات الإعلامية والناشطين لنقل المشهد المهيب لزيارة الأربعين إلى العالم أجمع، إلى جانب الدعم الكبير الذي توفره قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي وجميع القوات الأمنية العراقية لتنظيم حركة الزوار وضمان أمنهم وسلامتهم.

 

*إدخال تقنيات حماية متقدّمة

في التفاصيل أعلن قسم حفظ النظام في العتبة الحسينية المقدسة عن، المباشرة بتنفيذ خطته الخاصة بزيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، بهدف تأمين أجواء آمنة ومنظمة تضمن سلامة الزائرين وانسيابية الحركة.

وقال معاون رئيس القسم علي الوائلي أن “الخطة شهدت تنسيقا عالي المستوى مع أقسام العتبة الحسينية المقدسة والجهات الحكومية ذات العلاقة، حيث خصصت السراديب بشكل كامل للنساء، فيما تم توزيع الحائر الحسيني بين الزائرين من النساء والرجال، لضمان انسيابية الحركة وتنظيم الزيارة”.

وأشار إلى أن “كاميرات المراقبة التابعة للعتبة تغطي جميع الطرق والمناطق داخل المدينة والمحيطة بالصحن الحسيني الشريف، فضلا عن نشر منظومات إطفاء حديثة، وتواجد فرق خاصة من الدفاع المدني لمتابعة الأوضاع وتعزيز معايير السلامة”.

وتأتي هذه الإجراءات في إطار حرص العتبة الحسينية المقدسة على توفير بيئة آمنة وخدمات متكاملة للزائرين خلال إحياء مراسيم زيارة الأربعين.

بالموازاة، أعلن الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة حسن رشيد جواد العبايجي، عن إدخال تقنيات متقدمة في منظومة حماية وتأمين زيارة الأربعين، تشمل تشغيل أكثر من ألفي كاميرا مراقبة ذكية تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب اعتماد الأمن السيبراني لتأمين شبكات الاتصال والبنى التحتية.

ويأتي هذا التوجه التقني المتقدم ضمن رؤية العتبة الحسينية المقدسة في تعزيز منظومات الأمن والخدمة خلال زيارة الأربعين، من خلال توظيف أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجالي الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، بما يسهم في خلق بيئة آمنة ومستقرة تليق بقدسية المناسبة وضخامة الحشود المشاركة.

 

*إحباط مخطط إرهابي

في السياق أعلن مجلس القضاء العراقي، القبض على شبكة إرهابية كانت تنوي استهداف الزائرين المشاركين في أربعينية الإمام الحسين( ع)، والتي من المقرّر أن تكون في الأيام المقبلة.

وكشف القضاء، أنّ “مخططات الشبكة الإرهابية كانت تتضمّن تصنيع وزرع عبوات ناسفة على طرق سير الزائرين في المحور الجنوبي ودسّ السموم القاتلة في أواني الطعام المُقدّم للزائرين”.

كما أشار إلى أنّ “التحقيقات كشفت عن استخدام داعش الإرهابي لأساليب في تجنيد هؤلاء العناصر بدءاً من غسيل الأدمغة”.

ودعا القضاء العراقي، الأهالي إلى ضرورة مراقبة أنشطة أبنائهم عبر المنصات الرقمية والانتباه لأيّ تغيير في سلوكهم أو توجّهاتهم العقائدية.

وأعلنت محافظة كربلاء، عن إلقاء القبض على خلية إرهابية مكوّنة من 22 إرهابياً، كانت تخطّط لتنفيذ عمليات خلال زيارة الأربعين، وكانت تستهدف إحدى الحسينيات على طريق الزائرين كربلاء – نجف.

 

*بغداد تندد بتصريحات السفير البريطاني

من جانب آخر أبلغت وزارة الخارجية العراقية، السفير البريطاني عرفان صديق اعتراضها الشديد على التصريحات الإعلامية الأخيرة الصادرة في 8 آب/أغسطس 2025، معتبرةً أنّها “مخالفة للأعراف الدبلوماسية وتدخّل في الشؤون الداخلية للدولة”.

وأعرب وكيل الوزارة للشؤون الثنائية، السفير محمد حسين بحر العلوم، الأحد، عن قلق الحكومة العميق، وأكد مجدّداً أنّ هذا السلوك يتعارض مع أحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، التي تُلزم الممثّلين الدبلوماسيين باحترام قوانين وأنظمة الدولة المضيفة، والامتناع عن التدخّل في شؤونها الداخلية.

وكان السفير البريطاني قد زعم في مقابلة تلفزيونية، قبل يومين، أنّ الحاجة إلى وجود الحشد الشعبي بعد هزيمة “داعش” انتفت.

وادّعى عرفان صديق، أنّ “الحشد الشعبي يأخذ الأوامر والتعليمات من جهات غير الحكومة العراقية”، زاعماً أنه ينفّذ “أعمالاً منفردة ضد القانون لمصالحه الشخصية”.

 

المصدر: الوفاق/ وكالات