ورمز لحياة الأمة الإسلامية

المسيرة الأربعينية.. صوت الشعوب الحرة 

مسيرة الأربعين حولت شعار العدالة ومناهضة الظلم إلى شعار عالمي، واليوم نشهد نتائج هذا الشعار في مختلف أنحاء العالم .والملحمة المليونية لمسيرة هذا العام وجهت رسالة أكثر حزمًا لأعداء الأمة الإسلامية، وأضعفت أسس الظلام، وعززت وحدة الأمة الإسلامية.

الأربعين الحسيني حدث عظيم يجمع سنوياً ملايين القلوب العاشقة في مسيرة مهيبة من مختلف أنحاء العالم نحو  مدينة كربلاء المقدسة. هذه الحركة العظيمة ليست مجرد طقس ديني، بل هي رمز لحياة الأمة الإسلامية وإرادة الشعوب المشتركة لمواجهة الظلم والاحتلال والاستكبار العالمي.

مسيرة الأربعين حولت شعار العدالة ومناهضة الظلم إلى شعار عالمي، واليوم نشهد نتائج هذا الشعار في مختلف أنحاء العالم .والملحمة المليونية لمسيرة هذا العام وجهت رسالة أكثر حزمًا لأعداء الأمة الإسلامية، وأضعفت أسس الظلام، وعززت وحدة الأمة الإسلامية.

 

 مراسم الأربعين تزداد عظمة سنة بعد اخرى

 

وبهذا  الصدد قال محافظ خوزستان: إن مسيرة الأربعين تزداد عظمة سنة بعد سنة، وتقام بشكل أكثر روحانية ومعنوية وحماسة وبالتعاون بين مختلف القطاعات، ومستوى هذه المسيرة في ازدياد مستمر.

واضاف محمد رضا موالي زاده: إن هذا الجذب هو من وجود الإمام أبي عبد الله الحسين(ع)، الذي يجذب هذه الحشود المليونية إليه كما يجذب المغناطيس برادة الحديد. وهذه من الأنوار القدسية لسيد الشهداء التي تنظم هذه الحركة. إذا أردنا أن ننظر إلى هذه الحركة بمعايير مادية، فهي غير قابلة للتفسير. إنها حركة إلهية وروحانية تزداد عظمة وقوة.

وتابع موالي زادة: المهمة الرئيسية تقع على عاتق الناس، فهم من يتحملون التكاليف ويقيمون المواكب في هذا الطريق، ولا يبخلون بأي عمل مخلص يستطيعون تقديمه. اليوم رأينا في طريق جذابة أن مواكب بسيطة جداً قد أُقيمت، وكل شخص يعتبر ذلك واجباً عليه ليكون له نصيب في هذه الحركة المعنوية والمقدسة، وهذا ما يجلب البركة لأعمالنا.

وقال موالي زاده: تم إقامة 650 موكباً على حدود شلمجة، و٢٥٠ موكباً في الطرق المؤدية إلى المحافظة، و٧٠ موكباً على طريق النجف – كربلاء من قبل أهالي خوزستان. كما تم إنشاء ٣٠ ألف متر مربع من المظلات وأجهزة الرش في شلمجة، و٢٠ ألف متر مربع في جذابة.

 

وقال موالي زادة: كان لدينا 45 قطار من مدن مختلفة، وتم إنشاء خط ينقل يومياً نحو 15 ألف شخص مجاناً من خرمشهر إلى شلمجة، وهذا أمر ملحوظ ويستحق التقدير. كما أن تشغيل الخط البحري بين خرمشهر والبصرة يُعد قدرة هامة تم إنشاؤها وأوجدت تنوعاً في هذا المسار وتم إنشاء غرف تبريد، كما أنشأنا عيادات ومستشفيات في كلا المسارين.

 

وأكد موالي زادة: إن الحضور الواسع للزوار من جميع أنحاء العالم في هذه المسيرة أظهر مرة أخرى أن حب أهل البيت (عليهم السلام) قادر على تجاوز الحدود وربط القلوب ببعضها.

 

وتابع: لقد تحولت هذه المناسبة، بما تتضمنه من برامج ثقافية واجتماعية وخدمية متعددة، من بينها توزيع الطعام والدواء والمساعدات الرفاهية الأخرى، إلى واحد من أكبر وأشد التجمعات البشرية تنظيماً، وهي ليست مجرد تعبير عن الحب والوفاء للإمام الحسين(ع)، بل هي رسالة قوية تعبر عن الوحدة والصداقة بين المسلمين على مستوى العالم.
وشكر موالي زاده القوات الأمنية وأكد: إن الحفاظ على أمن هذا الحشد الكبير ليس أمراً سهلاً، وقد تعاونت القوات العراقية في هذا المجال حتى يتحقق ذلك.

 

خرمشهر؛ موحدة بلون حسيني وأربعيني

 

كما أعرب ممثل اهالي خرمشهر في مجلس الشورى الاسلامي، إلى جانب شكره للأجهزة التنفيذية في موضوع الأربعين، قائلاً: خلال فترة زيارة الأربعين، جميع منازل أهالي خرمشهر جاهزة لتقديم الخدمة، والأشخاص الذين ليست لديهم القدرة المالية يضعون على الأقل ساحة منازلهم تحت تصرف الزائرين. خرمشهر موحدة، بلون حسيني وأربعيني، والجميع يشاركون في العمل ويفتخرون بأنهم خدام زوار أبي عبد الله الحسين(ع).

 

وتابع سيد مصطفى مطورزاده: تم إنجاز أعمال قيمة جداً على مستوى المدينة وفي موضوع زوار الأربعين الحسيني، وهذا يُعد فخراً كبيراً لجميع العاملين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

 السكك الحديدية تشهد زيادة في نقل الزوار بنسبة 19%

من جهة اخرى قالت وزيرة الطرق والتنمية الحضرية: في مجال السكك الحديدية، وبفضل الجهود المتواصلة لزملائي في السكك الحديدية، شهدنا زيادة في نقل الزوار بنسبة 19% .

 

وأضافت فرزانة صادق: اليوم نعيش زمناً تحولت فيه هذه الحدود إلى حدود صداقة وتواصل بين المسلمين، وهذه نعمة عظيمة جداً.وتابعت قائلة: كما أكد قائد الثورة الإسلامية، فإن مسيرة الأربعين بالتأكيد تسهم كثيراً في تعزيز روابط الأخوة، ونحن أيضاً نفتخر بخدمة زوار الإمام الحسين(ع) في هذه المناسبة.

 

وأضافت فرزانة صادق: في الطريق إلى الجذابة، شاهدنا أصحاب المواكب الذين لم يكن لديهم سوى قطعة من الحصير على السقف وسجادة على الأرض، لكنهم كانوا يخدمون المواكب بكل طاقتهم وإيمانهم القلبي. أصحاب المواكب الحقيقيون هم هؤلاء الناس النبلاء والشرفاء الذين ربما لديهم احتياجات كثيرة، لكنهم يفتخرون بمرور زوار الإمام الحسين(ع) أمام مواكبهم، وهذا يجعل مسؤوليتنا أكثر صعوبة.

 

وتابعت فرزانة صادق: إن تاسوعاء وعاشوراء والأربعين هذا العام تختلف عن الأعوام السابقة. بعد سنوات، تعرضنا للهجوم والحرب المفروضة، وهذه المرة أيضاً صنع الناس رواية المقاومة وحققوا ملحمة وأثبتوا قدرتهم في خدمة الزوار.

 

وقالت: كان أداء القطاع البحري مختلفاً عن العام الماضي، حيث استخدم ألف شخص السفن في منتصف الطريق هذا العام، ويبدو أنه يمكننا أن نصل إلى طاقة استيعابية تبلغ ثلاثة آلاف شخص، وهذا حدث كبير أننا نستطيع تقديم الخدمات من خلال النقل البحري أيضاً.

 

منفذ باشماق مريوان؛ محور عبور زوار الأربعين وفرصة لتطوير السياحة

ومن جانب آخر قال مدير عام التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في محافظة كردستان: إن منفذ باشماق مريوان الدولي، باعتباره طريق عبور زوار أربعين الإمام الحسين(ع)، يعدّ قدرة ثمينة لتطوير السياحة الدينية وإنعاش الاقتصاد في المحافظة.

 

وأشار منصور مهرزاد إلى أن أربعين الإمام الحسين(ع)، إلى جانب الأبعاد الدينية، هو حركة ثقافية واجتماعية كبرى تعزز وحدة العالم الإسلامي، وقال: إن وجود الأماكن الدينية والمعالم الثقافية والتراث المعنوي القيّم في محافظة كردستان، وفر بيئة مناسبة لجذب السياح الدينيين، والتي يمكن أن تسهم في التنمية الاقتصادية للمحافظة من خلال الإدارة الصحيحة.

وأوضح مهرزاد أن المحافظة تستضيف للمرة الرابعة حركة عبور زوار الأربعين الحسيني إلى العراق، وأضاف: إن الزوار من جميع أنحاء البلاد يعبرون من منفذ باشماق للذهاب إلى العتبات المقدسة، ومن الضروري، إلى جانب تقديم خدمات جيدة، الاستفادة من هذه الفرصة لتعريف معالم المحافظة وتنشيط قطاع السياحة.

 

وأشار إلى جاهزية مراكز الإقامة والسياحة في هذه الفترة، ولفت إلى أن رضا الزوار من أهم أولويات المديرية العامة، وأن شعب  محافظة كردستان، بروح الضيافة وتعاون المسؤولين، مستعدون لاستقبال زوار الأربعين.

 

المحافظة المركزية.. تجهيز قوافل خدمية في المرافق السياحية لاستقبال الزوار

 

وبهذا الصدد قال مدير عام التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في المحافظة المركزية: مع اقتراب أيام إحياء أربعين الإمام الحسين(ع)، وبهدف دعم الزوار وتعزيز خدمات السياحة الدينية، تم إنشاء مواكب في المنشآت السياحية، حيث تقدم هذه المواكب خدمات متنوعة تشمل الضيافة، الإقامة المؤقتة، وتقديم حزم ثقافية للزوار، بالإضافة إلى توفير فرصة للتعريف بإمكانات السياحة في المحافظة.

 

وأضاف محمود مرادي نراقي: إن إنشاء المواكب في المنشآت السياحية تُعد خطوة مبتكرة وفعالة لخدمة الزوار، حيث توفر إلى جانب الخدمات المريحة المناسبة، أرضية لنقل الرسائل الثقافية والدينية.

 

وأوضح قائلاً: إن المنشآت السياحية التي تعدّ أماكن تجمع للمسافرين والسياح، قد تحولت إلى مراكز هامة للاستقبال وتقديم الخدمات من خلال تجهيزها بمواكب خاصة للأربعين الحسيني، وذلك ليتمكن الزوار من الاستفادة من هذه الرحلة الروحية والمعنوية براحة واطمئنان أكبر.

 

وأكد مرادي نراقي أن تعاون القطاعات الحكومية والخاصة والمؤسسات الشعبية في هذا المشروع قد لعب دوراً محورياً في نجاحه، ونأمل أن يسهم هذا الإجراء في تعزيز مكانة المحافظة في مجال السياحة الدينية.

 

وأضاف أن إقامة المواكب في المنشآت السياحية ستستمر حتى عودة جميع زوار الأربعين، وستعمل على مدار الساعة لتلبية جميع احتياجات الزوار في طرق المحافظة بأفضل شكل ممكن.

 

المصدر: الوفاق