وتوظّف الذكاء الاصطناعي في أقسام العناية المركّزة

إيران تطوّر مجموعات الكشف السريع عن سرطانات الجهاز الهضمي

الوفاق/ أعلن رئيس مركز تطوير التقنيات الاستراتيجية التابع للمعاونية العلمية، أن تنفيذ 20 مشروعًا تكنولوجيًا صحيًا مدرج على جدول الأعمال لهذا العام.

وأشار سعيد سركار، خلال حضوره في المؤتمر الصحفي لإنجازات قطاع الصحة والأجهزة الطبية، إلى التقدم المحرز في مجال الأدوية الحديثة القائمة على تقنية النانو، وقال: إن ثلاثة أدوية مهمة تم إنتاجها محليًا العام الماضي. وأضاف: هذه الأدوية تشمل دواءً مخصصًا لعلاج سرطان الدم، ودواءً آخر لعلاج سرطان البنكرياس، بالإضافة إلى دواء حقن لعلاج الالتهابات الفطرية الشديدة، والتي دخلت السوق هذا العام، وكانت هذه الأدوية تُستورد سابقًا بتكلفة تجاوزت 5/6 مليون دولار.

 

وأشار سركار إلى أن هذه الأدوية كانت في الماضي تُستورد بأسعار تتراوح بين 800 دولار و1200 يورو لكل حقنة، ولم يكن سوى عدد محدود من المرضى قادرين على تأمينها؛ أما الآن، وبالاعتماد على التكنولوجيا المحلية، يتم توفير هذه الأدوية في السوق المحلي بسعر يقارب 25 – 30 دولارًا، كما أنها مشمولة بالتأمين الصحي، مؤكداً أن هذا التحوّل يُسهّل وصول المرضى إلى العلاج، ويُعد خطوة نحو تحقيق العدالة في القطاع الصحي.

 

وأكد رئيس مركز تطوير التقنيات الاستراتيجية على الدور المحوري للتكنولوجيا في خفض الاعتماد على العملات الأجنبية وتقليل التكاليف العلاجية، قائلاً: عندما يتم تطوير المعرفة الفنية محلياً، فإن ذلك يحول دون تسرّب العملة الصعبة ويخفض تكلفة توفير الأدوية للمواطنين بشكل كبير، وبعض التقنيات تُحقّق عوائد اقتصادية تفوق الاستثمار الأولي بأضعاف، كما أن تطويرها يحظى بأهمية استراتيجية بالغة.

 

 

* تطوير مجموعات الكشف المبكر عن سرطانات الجهاز الهضمي

 

وأوضح سركار أنه من المقرر تنفيذ 20 مشروعًا تكنولوجيًا هذا العام تشمل إنتاج دواء لعلاج الضمور العضلي النخاعي SMA وتطوير مجموعات الكشف المبكر عن سرطانات الجهاز الهضمي ومنتجات صحية أخرى، حيث من المتوقع أن تحقق هذه المشاريع مجتمعة وفورات مالية تزيد عن 40 مليون دولار.

 

كما تناول مجال الأعشاب الطبية، وأشار إلى وجود هدفين رئيسيين في هذا المجال يتمثلان في تحسين فعالية الأدوية العشبية باستخدام تقنيات مثل النانو وإجراء اختبارات سريرية علمية لتوثيق ادعاءات الطب التقليدي وعرض النتائج على وزارة الصحة للحصول على الموافقات العلمية.

 

كما أشار سركار إلى دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي في المنظومة الصحية، قائلاً: نعمل بالتعاون مع وزارة الصحة على تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الأشعة والأنسجة، وتلعب هذه الأدوات دوراً مكملاً في التشخيص الطبي، وتساهم في تعزيز الدقة، وخفض التكاليف، وتحسين إتاحة الخدمات العلاجية للجميع.

 

وأكد رئيس مركز تطوير التقنيات الاستراتيجية، مشيراً إلى القدرات غير المسبوقة للذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي: إن استخدام الذكاء الاصطناعي في النظام الصحي يمكن أن يزيد بشكل ملحوظ من دقة وسرعة القرارات السريرية، وفي نفس الوقت يقلل من التكاليف والمخاطر.

 

 

* نشر أنظمة الذكاء الاصطناعي في أقسام العناية المركزة

 

وأشار سركار إلى أحد التحديات الحالية في المراكز العلاجية، وهو نقص الممرضين المتخصصين في أقسام العناية المركزة ICU، موضحاً: في الوضع الحالي، نحتاج إلى ممرض متخصص لمراقبة العلامات الحيوية لكل مريض بشكل مستمر؛ لكن نقص الكوادر البشرية أدى إلى عمل بعض الأقسام المجهزة بنصف طاقتها فقط. وتابع: إن نشر أنظمة الذكاء الاصطناعي في هذه الأقسام يمكن أن يوفر مراقبة مستمرة للمرضى، ويصدر إنذارات فورية عند حدوث أي خلل، مما يتيح لإدارة 10 مرضى في نفس الوقت بواسطة ممرض واحد.

وأضاف: دور الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على المراقبة فقط، وهذه التقنية يمكنها أيضاً تقديم توصيات علاجية فورية لمساعدة المريض على تخطي الأزمات.

 

 

* خفض التكاليف باستخدام الذكاء الاصطناعي

 

وقال رئيس مركز تطوير التقنيات الاستراتيجية: على نطاق أوسع، ستحدث هذه التقنية تحولاً في التخطيط، وضع السياسات، وإدارة المستشفيات، من التشخيص المبكر للسرطان إلى منع تطور الأمراض إلى مراحل حرجة، ويمكن تحقيق انخفاض في التكاليف والخسائر بنسبة 30 – 40 بالمائة.

 

وأعلن سركار عن تصميم مشروع مشترك مع وزارة الصحة يتضمن تطوير “نظام إحالة ذكي” على مستويين: مستوى الرعاية الصحية الأولية وتقديم استشارات تلقائية للأمراض المزمنة الشائعة مثل السكري وضغط الدم، ومستوى علاج الأمراض المكلفة والعالية العبء مثل أمراض القلب والسرطانات وأمراض الكلى، ومن المتوقع تنفيذ المشروع تجريبياً في محافظة أو محافظتين خلال الفترة القادمة. وأضاف: في مجال صناعة الأدوية، من المتوقع أن يتم تسهيل وتسريع عملية تصميم الأدوية المعقدة التي تستغرق حالياً ما بين 5 إلى 10 سنوات بشكل كبير بمساعدة الذكاء الاصطناعي. وتابع: في المستقبل القريب، ستصبح الرعاية الطبية الشخصية القائمة على البيانات الجينية للأفراد باستخدام الذكاء الاصطناعي حقيقة واقعة؛ حيث سيكون لكل مريض تركيبته الدوائية الفريدة الخاصة به.

 

وشدد سركار على أن الاستثمار في هذا المجال ليس خياراً، بل ضرورة وطنية، وحذر قائلاً: إذا لم نتبنّى بشكل جاد التكنولوجيات الحديثة اليوم، فستحرم أجزاء من المجتمع من الوصول إلى الخدمات العلاجية المتطورة في المستقبل، وحققت إيران حتى الآن إنجازات مهمة في القطاع الصحي؛ ولكن للحفاظ على هذا الموقع يجب أن نتبنى رؤية مستقبلية.

 

وأشار إلى الاتفاق الأخير بين المعاونية العلمية وجامعة طهران للعلوم الطبية، قائلاً: في الدعوة الأولى لهذا التعاون، تم تقديم 46 مقترحاً بحثياً من قبل الباحثين، ومن المقرر في المرحلة الثانية دعم المشاريع التي وصلت إلى مستوى تقدم بنسبة 60% لإكمال مراحلها النهائية.

 

وأوضح سركار بشأن عملية اعتماد مشاريع الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي: إصدار التراخيص والشهادات النهائية لهذه المشاريع مشروط بإجراء اختبارات سريرية وفنية، وقال: فقط في حال تمكن هذه التقنيات من تقديم نتائج مقبولة، ستحصل على المواصفات القياسية المطلوبة. وأضاف: هناك مفاوضات جارية لتنفيذ عملية منح التراخيص عبر التقييم المتخصص في المراكز المستشفية وبالتعاون مع الإدارة العامة للأجهزة الطبية.

 

وأكد سركار على ضرورة تبني رؤية مستقبلية في القطاع الصحي، وقال: على الرغم من وجود إيران اليوم ضمن الدول الرائدة في المجال الصحي، إلا أن إهمال التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي قد يؤدي في المستقبل إلى حرمان المواطنين من الوصول إلى الخدمات العلاجية المتطورة.

 

 

* المرتبة الثامنة عالمياً في علاج الخلايا

 

 

من جانبه، صرح أمين لجنة التقنية الحيوية والصحة والتقنيات الطبية: حتى العام الماضي، كنا نمتلك منتجاً واحداً فقط لعلاج الخلايا في السوق وكنا في المرتبة الثانية عشرة عالمياً؛ لكننا هذا العام وبفضل إنتاج خمسة منتجات في هذا المجال، وصلنا إلى المرتبة الثامنة عالمياً.

 

وقال الدكتور مصطفى قانعي خلال المؤتمر: لقد وضعنا إنتاج الإنسولين والبلازما محلياً على جدول الأعمال بهدف القضاء على الاعتماد على العملات الأجنبية وتعزيز الاقتصاد الوطني، هذان المنتجان من بين أكثر المواد استهلاكاً للعملة الصعبة في القطاع الصحي.

 

وأكد قانعي: نسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الإنسولين بالكامل خلال العامين المقبلين، مما سيوفر ملايين الدولارات من النقد الأجنبي سنوياً. وأضاف: يتم استنزاف أكثر من 300 مليون دولار سنوياً من العملة الصعبة لاستيراد البلازما، كما أن الإنسولين يستحوذ على حصة كبيرة من مواردنا المالية، ومع اكتمال البنى التحتية وخطوط الإنتاج المحلية، نتوقع أن نتمكن خلال العامين المقبلين من الاستغناء كلياً عن استيراد هذه المنتجات.

 

* نتفوق في مجال الأدوية البيوتكنولوجية على مستوى المنطقة

 

كما تحدث أمين لجنة التقنية الحيوية عن مكانة إيران في مجال الأدوية البيوتكنولوجية، وقال: نحن الآن بلا منافس على المستوى الإقليمي ونحتل المرتبة الخامسة على مستوى آسيا، حتى في ظل أقسى ظروف العقوبات، لم تشهد أي من الأدوية الحيوية نقصاً، وهذا دليل واضح على القدرات المحلية للبلاد.

 

 

* المرتبة الثامنة عالمياً في مجال الخلايا الجذعية

 

وأشار الدكتور قانعي إلى التقدم المحرز في مجال الخلايا الجذعية كأحد نقاط القوة الوطنية، موضحاً: حتى العام الماضي، كنا نمتلك منتجاً واحداً فقط للعلاج بالخلايا في السوق ونحتل المرتبة الثانية عشرة عالمياً، لكننا هذا العام، وبفضل إنتاج خمسة منتجات جديدة، صعدنا إلى المرتبة الثامنة عالمياً. وأضاف: نسعى جاهدين لأن نكون من بين الدول الخمس الأولى عالمياً في هذا المجال في المستقبل القريب، حتى لا يضطر أي مريض للسفر للعلاج خارج البلاد.

 

 

المصدر: الوفاق