سيسكو يهز أولد ترافورد.. صفقة مدمرة لثنائي الـ110 ملايين إسترليني

في خطوة أثارت اهتمام عشاق الشياطين الحمر، أعلن مانشستر يونايتد عن إتمام صفقة انتقال المهاجم السلوفيني بنجامين سيسكو من آر بي لايبزيج مقابل 73.7 مليون جنيه إسترليني (85 مليون يورو شاملة الإضافات).

هذا الانتقال، الذي تفوق فيه اليونايتد على منافسه نيوكاسل يونايتد، يأتي كجزء من استراتيجية النادي لإعادة هيكلة خط الهجوم بعد موسم 2024-2025 المخيب للآمال، حيث احتل الفريق المركز الخامس عشر في الدوري الإنجليزي الممتاز وسجل 44 هدفاً فقط.
مع وصول سيسكو، إلى جانب صفقتي ماتيوس كونيا وبراين مبيومو، يواجه المدرب روبن أموريم تحديًا تكتيكيًا لدمج هذه الإضافات الجديدة، بينما يبرز تساؤل حول مصير المهاجمين الحاليين راسموس هويلوند وجوشوا زيركزي.
مهاجم بمواصفات استثنائية
يعد بنجامين سيسكو، البالغ من العمر 22 عامًا، أحد أبرز المواهب الهجومية في أوروبا، فخلال موسمين مع لايبزيج، سجل 39 هدفًا في 87 مباراة، بما في ذلك 27 هدفاً في الدوري الألماني.
ويتميز سيسكو بطوله الفارع (1.95 متر)، وسرعته المتفجرة، وقدرته على التسجيل من مسافات بعيدة، مما جعله يُقارن بنجم مانشستر سيتي إرلينج هالاند.
ويجمع سيسكو بين قدرات المهاجم التقليدي (رقم 9) والمهاجم العصري القادر على المراوغة والانطلاق في المساحات، حيث سجل 5 أهداف من هجمات مرتدة في الدوري الألماني خلال الموسمين الماضيين، وهو ثالث أعلى معدل في البوندسليجا.
إضافة إلى ذلك، يمتلك سيسكو قدرة استثنائية على التسجيل برأسه، حيث سجل 8 أهداف رأسية في الدوري الألماني خلال الموسمين الماضيين، مما يجعله خيارًا مثاليًا لتعزيز فعالية اليونايتد في الركلات الثابتة، وهي نقطة ضعف واضحة للفريق في السنوات الأخيرة.
ومع خبرته التي تتجاوز 250 مباراة على مستوى الأندية والمنتخب الوطني، يبدو سيسكو جاهزًا لتحمل الضغوط في أولد ترافورد، على الرغم من أن معدل تسجيله (27 هدفًا من 17.7 هدف متوقع) يثير تساؤلات حول استدامة فعاليته.
هويلوند على حافة الهاوية
واجه راسموس هويلوند، الذي انضم إلى اليونايتد في 2023 مقابل 72 مليون جنيه إسترليني، صعوبات في التأقلم خلال الموسم الماضي، حيث سجل 10 أهداف فقط في 43 مباراة بجميع المسابقات.
ويضع وصول سيسكو، هويلوند تحت ضغط كبير، خاصة مع تقارير تشير إلى أن اليونايتد قد يكون منفتحًا لبيع المهاجم الدنماركي مقابل 38-45 مليون يورو، أو حتى إعارته مع خيار الشراء.
ويتحرك إنتر ميلان، وفقاً لتقارير إيطالية، بقوة لضم هويلوند، بينما أبدى لايبزيج اهتمامًا بإدراجه في صفقة سيسكو كإعارة.
ومع ذلك، أكد هويلوند رغبته في البقاء والمنافسة، مشيرًا إلى أن عمره (22 عامًا) يمنحه متسعًا من الوقت للتطور.
وفي تصريحات لوسائل الإعلام الدنماركية، قال: “أخطط للبقاء والقتال من أجل مكانتي. المنافسة تجعلني أفضل”، ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن وصول سيسكو قد يقلل من فرص هويلوند في التشكيلة الأساسية، حيث يفضل أموريم استخدام سيسكو كمهاجم صريح في نظام 3-4-2-1، مما قد يدفع هويلوند إلى دور ثانوي أو حتى إلى الرحيل.
على عكس هويلوند، يبدو أن جوشوا زيركزي، الذي انضم إلى اليونايتد من بولونيا في 2024 مقابل 36.5 مليون جنيه إسترليني، سيحظى بفرصة البقاء.
وأظهر زيركزي، الذي سجل 7 أهداف في الموسم الماضي، دعمه لصفقة سيسكو من خلال تفاعله على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعكس استعداده للمنافسة.
ويمتلك زيركزي مرونة تكتيكية تمكنه من اللعب كمهاجم ثانٍ أو في مركز الجناح، على عكس هويلوند، مما قد يجعله مكملاً لسيسكو بدلاً من منافس مباشر.
ومع ذلك، سيحتاج زيركزي إلى تحسين فعاليته التهديفية لضمان مكان في خطط أموريم.
يسعى روبن أموريم، الذي يعتمد على نظام 3-4-2-1، لإعادة بناء هجوم اليونايتد حول سيسكو كمهاجم صريح.
وسيكون سيسكو، بفضل قدراته في الاحتفاظ بالكرة وخلق المساحات، الرأس الحربة في هذا النظام، مدعومًا بماتيوس كونيا وبراين مبيومو كمهاجمين داخليين خلفه.
هذه التشكيلة تهدف إلى تعزيز الإبداع الهجومي، حيث سيخفف وصول كونيا ومبيومو الضغط عن برونو فرنانديز، الذي سيلعب في خط الوسط إلى جانب كاسيميرو أو مانويل أوجارتي.
من الناحية الدفاعية، يعتمد أموريم على ثلاثي ماتياس دي ليخت، هاري ماجواير، وليني يورو، مع ديوجو دالوت وباتريك دورجو كظهيرين جناحين.
ومع ذلك، فإن التركيز على تعزيز الهجوم قد ترك الدفاع دون تعزيزات كبيرة، مما قد يكون نقطة ضعف إذا استمرت الإصابات، خاصة مع غياب أندريه أونانا المحتمل في بداية الموسم.
تكتيكيًا، يركز أموريم على استغلال سرعة سيسكو في الهجمات المرتدة، وهي نقطة قوة طوّرها في لايبزيج، حيث سجل الفريق 17 هدفًا من الهجمات المرتدة في الموسمين الماضيين.
كما يهدف إلى تحسين أداء الفريق في الركلات الثابتة باستخدام قدرات سيسكو الرأسية.
ومع ذلك، يبقى تحدي دمج هذه العناصر الجديدة مع الحفاظ على التوازن الدفاعي، خاصة مع تراجع فرنانديز إلى خط الوسط، مما قد يعرض الفريق للخطر في المناطق الوسطى.
هالاند جديد أم فشل آخر؟
على الرغم من الإثارة المحيطة بصفقة سيسكو، إلا أن هناك مخاطر، فأداء سيسكو غير المتسق في بعض الفترات مع لايبزيج، إلى جانب اعتماده على التسديدات البعيدة التي قد لا تكون مستدامة، يثير تساؤلات حول قدرته على تحمل الضغوط في الدوري الإنجليزي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن قرار اليونايتد بالاستغناء المحتمل عن هويلوند قد يثير الجدل، خاصة إذا لم يحقق سيسكو النجاح المتوقع.
ومع ذلك، فإن دعم زيركزي وهويلوند للصفقة يعكس روحًا إيجابية داخل الفريق، مما قد يساعد أموريم في بناء تماسك هجومي.
في النهاية، من المؤكد أن انتقال بنجامين سيسكو إلى مانشستر يونايتد يمثل نقطة تحول في مشروع روبن أموريم لبناء فريق قادر على المنافسة على الألقاب.
لكن نجاح هذه الصفقة يعتمد على قدرة أموريم على دمج اللاعب الجديد مع كونيا ومبيومو، مع إدارة مصير هويلوند وزيركزي بحكمة.
ويبقى الموسم المقبل هو الفيصل في تحديد ما إذا كان سيسكو هو “هالاند الجديد” الذي يحتاجه اليونايتد، أم أن التحديات التكتيكية والتنافسية ستعيق هذا الطموح.

المصدر: الاخبار كووره