تزامناً مع أربعينية الإمام الحسين(ع)، شهدت طهران تظاهرة فنية وثقافية مهيبة تمثلت في إقامة فعاليات متعددة ضمن مشروع «خیمه هنر» وعرض مسرحية «العَلَم»، وذلك على هامش مسيرة المتخلفين عن زيارة الأربعين التي انطلقت من ساحة الإمام الحسين(ع) وصولاً إلى مرقد السيد عبد العظيم الحسني(ع) في «شهر ري» بطهران.
في ساحة شوش، أقامت دار الفنون التشكيلية وشؤون المتاحف التابعة للمنظمة الثقافية الفنية لبلدية طهران «خیمه هنر»، حيث تجلت مظاهر الفن الشعائري والتقليدي الإيراني.
بمناسبة حلول أيام الحداد الخاصة بأربعينية الإمام الحسين(ع)، تم عرض مجموعة من الأعمال الفنية المنتجة ضمن مشروع «خيمة الفن» التابع لقسم الشؤون الفنية في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، بحضور نادرة رضائي مساعدة وزير الثقافة في الشؤون الفنية، ومسؤولين ثقافيين، إلى جانب عدد من الفنانين والمهتمين بمجال الرسم والتصوير، وذلك في قاعة «خيال» التابعة لمؤسسة «صبا».
في هذا الحدث، تم عرض 22 لوحة فنية من إبداع 18 فناناً ملتزماً، تم إنتاجها خلال ورشة العمل الجماعية لقسم الفنون التشكيلية في «خيمة الفن» خلال أيام محرم لهذا العام. كما تم في القسم الجانبي عرض 53 صورة مختارة من خمس دورات سابقة لمهرجان تحت عنوان «قاب أربعين» الدولي، تجسد لحظات مميزة ومهيبة من مسيرة الأربعين.
شارك في هذه الخيمة نخبة من الفنانين البارزين، من بينهم الأستاذان كريم عرب تهراني ومهدي سهرابي في فن الخط والكتابة العاشورائية، إلى جانب سعيد وسهيل مصيبي اللذين قدما لوحة فنية مؤثرة تجسد مشهد استشهاد سيدنا علي الأكبر(ع).
كما قام الخطاطون بكتابة عبارة «انا على العهد» وأسماء شهداء الحرب المفروضة الأخيرة على أحزمة الزائرين، وقدموا لهم لوحات تحمل العبارة الخالدة «إذا لم تكن إيران، فلا حاجة لجسدي»، في تعبير فني مؤثر عن الحزن والتضامن مع الشهداء.
وفي سياق متصل، عرضت مؤسسة تنمية الفكر للأطفال والناشئين في محافظة طهران مسرحية «العَلَم» من تأليف وإخراج صادق كيانيمقدم على خشبة المسرح المتنقل، حيث جسدت قصة زوجين من فناني المسرح الجوال يقدمان عروضاً عاشورائية في مختلف الطرق، مستعرضين مصائب الإمام الحسين(ع) ورفاقه الأوفياء كسيدنا علي الأكبر(ع)، سيدنا أبي الفضل العباس(ع)، والسيدة أم البنين(س).
كما نظّمت الإدارة الثقافية الفنية في بلدية طهران برنامجاً بعنوان «صورة الإيمان في طريق كربلاء المقدسة»، شارك فيه فنانون شباب برسم وجوه شهداء الحرب المفروضة الأخيرة باستخدام تقنية الفحم، في موكب الشهداء، بإشراف بيت الثقافة «أبوذر».
9ومن بين المشاركين: سارة سادات آرمون، برنيا رازآبادي، فاطمة سادات صفوي، كوثر فلاح، وحامد فلاح. وقد تميزت مسيرة المتخلفين عن زيارة الأربعين هذا العام بمشاركة واسعة من مختلف الفئات، حيث تم نصب نحو 2000 موكب على طول الطريق، منها مواكب عائلية، مواكب عائلات الشهداء، مواكب الشباب، مواكب الأم والطفل، إضافة إلى «الحافلة المحبوبة» التي قدمت خدمات ثقافية وتعليمية للأطفال.
أنا في إيران وأنت في العراق
كما أُطلقت حملات شبابية متنوعة مثل «أنا في إيران وأنت في العراق»، «دعوة»، «العهد مع الشهداء»، و«نائب الشهيد»، إلى جانب مراسم «دمامزني» اي ضرب الدمام وغيرها التي شارك فيها عشرات الفرق الشبابية.
هذه الفعاليات، التي جمعت بين الفن، الإيمان، والهوية الوطنية، جسدت روح عاشوراء في قالب فني معاصر، وشكلت جسراً بين الماضي المجيد والجيل الجديد، مؤكدة أن الفن لا يزال وسيلة فعالة للتعبير عن الولاء والوفاء لأهل البيت(ع) وقيم المقاومة والعدالة.