“خيّام”.. العين الساهرة لإيران في مواجهة الجفاف

الوفاق/ قال رئيس المنظمة الفضائية الإيرانية: إن الصور المأخوذة من قمر "خيّام" الصناعي تلعب دورًا مهمًا في تقدير مساحات الخزانات المائية مثل السدود والأهوار والبحيرات، مما يساهم في إدارة الجفاف وضبط استهلاك المياه.

وأضاف حسن سالارية، أمس السبت، حول آخر مستجدات استخدام بيانات أقمار “خيّام” الصناعية: إن قمر “خيّام”، الذي وُضع في المدار منذ 9 أغسطس 2022، بدأ عملياته التشغيلية بنجاح في نهاية عام 2023 بعد اجتياز مراحل الاختبار، ويقوم هذا القمر المصوّر بدقة تصل إلى حوالي متر واحد بالتقاط صور متعددة يوميًا لمناطق مختلفة من البلاد حسب الطلب، كما تم حتى الآن تغطية مساحات واسعة من إيران بالصور.

 

وأشار سالارية إلى أن “خيّام” يغطي سنويًا تقريبًا مساحة كاملة من البلاد، ويقدم صورًا دقيقة في مجالات مختلفة، موضحًا: للصور الفضائية الدقيقة تطبيقات واسعة، أهمها في مجال الكتاستر (تحديد الملكيات)، والمسح الطوبوغرافي، ورصد التغيرات الأرضية المستخدمة في نظام “نافذة الأرض الموحدة”، ومشروع “جي نف”، وتقدير الموارد المائية والزراعية، وغيرها. كما يمكن استخدام صور “خيّام” في تحديد المعالم الأرضية والأجسام المختلفة والأبحاث المتعددة.

 

وأكد سالارية على أهمية مشروع “جي نف”، وقال: إن أحد أهم استخدامات “خيّام” هو توفير صور أساسية لتحديث الخرائط، والتي تُستخدم في مطابقة الرمز البريدي والعنوان مع الخريطة ضمن المشروع الاستراتيجي “جي نف” (أحد أهم مشاريع وزارة الاتصالات بالتعاون مع الشركة الوطنية للبريد).

 

وأشار إلى الخصائص التقنية للقمر الصناعي، وأضاف: هذا القمر الصناعي يُنتج صورًا ذات حدة طيفية عالية (بانشارب) بدقة تبلغ حوالي متر واحد، وصورًا طيفية ملونة بدقة أربعة أمتار. وباستخدام تقنيات معالجة متقدمة، يمكن الوصول إلى دقة تبلغ حوالي 0.5 متر، وهي منتجات معالجة الصور الفضائية التي يُعدها ويوفرها معهد الفضاء الإيراني حسب احتياجات العملاء. وتُستخدم هذه المنتجات في إعداد وتحديث الخرائط، وكشف التغيرات في استخدامات الأراضي، وتقدير المساحات المزروعة، وإدارة الموارد المائية والبيئة.

 

وحول استخدام الصور في إدارة الأزمات، أوضح سالاريه: عند حدوث كوارث طبيعية مثل الفيضانات والزلازل والحرائق، لدينا تواصل مباشر ووثيق مع مركز إدارة الأزمات، وهلال الأحمر، والبلديات، ومكاتب المحافظات. يتم إعداد الصور الفضائية بسرعة وتقديمها للجهات المعنية لتكون فعالة في تقييم الأضرار وتخطيط عمليات الإغاثة.

 

وتحدث سالارية عن استخدام الصور في القطاع الزراعي قائلًا: من المواضيع المهمة مراقبة الموارد المائية والمناطق التي تعاني من الإجهاد المائي، حيث يتم تحليلها بمساعدة صور “خيام” وتقديمها للجهات المسؤولة. كما يمكن للجامعات والمراكز البحثية في المجال الأكاديمي تقديم طلباتهم وتسجيل بياناتهم للحصول على الصور المطلوبة، مع توفير امتيازات وخصومات مناسبة في هذا الصدد. وأضاف: تلعب صور قمر “خيام” دورًا مهمًا في تقدير مساحات الخزانات المائية مثل السدود والأهوار والبحيرات، مما يساهم في إدارة الجفاف ومراقبة استهلاك المياه. هذه البيانات، إلى جانب نماذج الذكاء الاصطناعي والقياسات الأرضية، تساعد في تطوير خوارزميات تنبؤ دقيقة.

 

وأكد أن “منظمة الفضاء الإيرانية ومعهد الفضاء، بصفتهما الجهتين المسؤولتين في هذا المجال، توفران الصور الفضائية بناءً على طلب الجهات المعنية في إدارة الموارد المائية والزراعة والبيئة، ولديهما مذكرات تفاهم مع معظم المؤسسات في هذه المجالات. كما تتيح الصور الفضائية تحديد المناطق المتضررة في الكوارث مثل الفيضانات والزلازل والحرائق، ويمكن من خلالها تحديد طرق الوصول والمناطق الحرجة”.

وتحدث سالاريه عن إتاحة الصور للقطاعين الخاص والعام قائلًا: يمكن طلب الصور عبر موقع المنظمة ومعهد الفضاء أو بإرسال خطاب رسمي، حيث يحدد العميل أو مقدم الطلب المنطقة المطلوبة ويوضح ما إذا كانت الصور الأرشيفية تلبي احتياجاته أم لا. إذا كانت الصور المطلوبة متوفرة في الأرشيف، يتم توفيرها، وإلا فيتم التقاط صور جديدة لتلبية الطلب.

 

المصدر: الوفاق