بعد الكشف عن معطيات الطيارين الصهاينة المشاركين في قصف الشعب الإيراني

اليد الخفيّة الإيرانية تُزلزل البنية الأمنية للصهاينة

خاص الوفاق: وصفت وسائل الإعلام الصهيونية النشر المدروس لصور الطيارين الصهاينة في الأيام الأخيرة بـ"الخطير والمقلق".

كُشف لأوّل مرّة منذ بضعة أيام من قبل وزارة الأمن عن معطيات تتضمن صور ومعلومات تتعلق بعدد من الطيارين الصهاينة الذين شاركوا في الحرب المفروضة لمدّة 12 يومًا ضدّ الشعب الإيراني، حيث استهدف هؤلاء الطيارون المناطق السكنية خلال العدوان، مما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد كبير من المواطنين الإيرانيين.

 

كشف نشر هذه الوثائق السرّية وصور الطيارين الصهاينة الملطّخة أيديهم بدماء الشعب الإيراني إختراقاً إيرانياً عميقاً لبنية استخبارات الكيان الصهيوني، وأن تل أبيب تواجه الآن ليس فقط الطائرات المسيرة والصواريخ فحسب، بل أيضاً عمليات أمنية معقّدة وقاصمة ودقيقة أوقعتها في شباك حالة من الذعر الأمني.

 

*الهيكل الأمني الصهيوني أمام تحدٍّ كبير

 

كما تؤكد عملية الاختراق الأمني الإيرانية الموفّقة أن الهيكل الأمني للكيان الصهيوني، الذي قُدّم لسنوات بحملة دعائية مكثفة كواحد من أكثر أنظمة الاستخبارات تطوراً واختراقاً في العالم، تحدياً غير مسبوق منذ نشأته المُصطنعة. فبينما وجهت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مدار السنوات الماضية ضربات مدروسة لعمق الأمن والاستخبارات في الأراضي المحتلة بعمليات مُستهدفة، كُشفت في الأشهر والأسابيع الأخيرة أبعاد جديدة لهذا الإختراق أذهلت حتى المسؤولين الاستخباراتيين في تل أبيب.

 

*من الكشف عن أماكن تواجد الضباط إلى التواصل البشري

 

لم يكن الكشف عن صور وهويات طياري سلاح الجو الصهيوني وقادة عمليات الطائرات المسيرة الذين لعبوا دورًا في العدوان على الشعب الإيراني سوى جزء من ردّ طهران الاستخباراتي على عمليات تل أبيب العدائية.

 

والآن، لم تُكشف الوجوه التي حاول الكيان الصهيوني إخفاءها في تقارير مختلفة فحسب، بل وقعت صور الأقمار الصناعية لأماكن تواجدهم أيضاً في أيدي أجهزة الاستخبارات الإيرانية.

 

أثار النشر المدروس لهذه الصور في الأيام الأخيرة موجةً من الجدل الإعلامي في الأراضي المحتلة، وهزّ أركان النظام الأمني للكيان، لدرجة أن صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، بعد 24 ساعة من نشر المعطيات، أكدت صحّتها، ووصفت العمل الاستخباراتي الإيراني بالخطير والمقلق.

 

والآن، بالنظر إلى المُعطيات التي اقتنصتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية من قلب الأراضي المحتلة، ونشر صور الطيارين الصهاينة، والتقارير التي تُشير إلى مدى اتساع الشبكة البشرية الإيرانية داخل الكيان الصهيوني، يُطرح تساؤلٌ بين المراقبين حول المستوى الحقيقي لمدى الخرق الأمني الذي حقّقته الاستخبارات الإيرانية في الهيكل الأمني الصهيوني.

 

*قلق صهيوني – غربي

 

وكتبت صحيفة “إسرائيل هيوم”، في إشارة إلى نشر صور لطيارة في سلاح الجو الصهيوني في وسائل الإعلام الإيرانية: “كشف التلفزيون الإيراني في تقرير له هوية هذه الطيارة، ونشر معلومات تتضمن رتبتها العسكرية، ودورها العملياتي، ورقم سربها”، وأكدت الصحيفة أيضاً أنه “لا يزال من غير الواضح كيف حصلت السلطات الإيرانية على هذه الصور والمعلومات”.

 

وكانت الجهات الاستخباراتية في البلاد نشرت في التلفزيون الرسمي معطيات قيادية في القوات الجوية الصهيونية تحمل اسم “يائيل ايش” نائب قائد السرب 119 في القوات الجوية الصهيونية، ونشرت كامل المعطيات المتعلقة بها.

 

كما أعلنت شبكة “إن بي سي نيوز” التلفزيونية، في تقرير، أن “إسرائيل” تواجه الآن “وباء تجسس” لصالح إيران. ووفقًا لهذه الوسيلة الإعلامية الأمريكية، يُجري عدد كبير من اليهود أنشطة استخباراتية لصالح إيران، حتى في خضم الحرب الأخيرة.

وتشير التقديرات إلى أن مئات آخرين على اتصال بضباط استخبارات إيرانيين. هذا الوضع، وفقاً لمصادر أمنية في الأراضي المحتلة، “مفاجئ” و”مقلق”.

 

*تحذير استراتيجي لـ”تل أبيب”

 

يرى الخبراء ووسائل الإعلام الأجنبية أنه في الوقت الذي يخوض فيه الجيش الصهيوني معارك عسكرية في غزة ولبنان، بل وحتى في أزمات داخلية، فإنه يواجه الآن خطراً داخلياً أعمق بكثير. شبكة من القوى البشرية، متكونة من مواطنين يهود، تعمل كذراع استخباراتية لإيران. زيقول خبير أمني: إن “هذا المستوى من الاختراق يُعدّ غير مسبوق، ويُظهر بوضوح أن الجمهورية الإسلامية استهدفت أمن الكيان الصهيوني ليس فقط بالوسائل التقنية، بل أيضاً من خلال مهارتها في إنشاء شبكات استخبارات بشرية”.

 

ووفقًا لمحللين أمنيين، إذا كان الموساد والشاباك يُعرفان حتى الأمس بأنهما الأدوات الاستخباراتية الرئيسية للكيان الصهيوني في اختراق المؤسسات الإقليمية، فقد أظهرت طهران اليوم أنها صممت اللعبة بشكل مختلف. من خلال الاستفادة من التفوق الاستخباراتي والتأثير البشري والعمليات السيبرانية الدقيقة، لم تُخلّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالتوازن المعلوماتي للصهاينة فحسب، بل وضعت الكيان الصهيوني في موقف دفاعي مُحتدّ، حيث تكشف التطورات الأخيرة، من حرب الإثني عشر يوماً المفروضة إلى العمليات الاستخباراتية الأخيرة، صورة واضحة لتحول استراتيجي في المعادلة الأمنية في المنطقة.

 

إيران الآن موجودة ليس فقط على الحدود الجغرافية للكيان، بل أيضاً في عمق البنية المعلوماتية للعدو. وجود يمكن أن يُصبح رادعاً ذكياً ويُغير مسار التطورات الإقليمية المستقبلية، إذ لم تعدّ تل أبيب تواجه الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية فحسب، بل تواجه أيضاً حرب استخباراتية وأمنية واختراقات ناجحة بثّت الرعب في صفوفها الداخلية.

 

المصدر: الوفاق/خاص