ولدى عودته من قيرغيزستان، التي زارها للمشاركة في اجتماع مجلس رؤساء وزراء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، صرح النائب الأول لرئيس الجمهورية: إن منطقة أوراسيا تعد إحدى أولويات الجمهورية الإسلامية الإيرانية لما تتمتع به من خصائص جغرافية، ورصيد حضاري وثقافي وتاريخي مشترك، فضلاً عن العلاقات العريقة مع هذه المنطقة.
وأشار عارف إلى أنه منذ انضمام إيران بصفة مراقب إلى الاتحاد، وكذلك تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة، شهدت المبادلات الاقتصادية والتجارية مع الدول الأعضاء قفزة ملحوظة، ومن الضروري بالتعاون مع باقي الدول الوصول بهذه المبادلات إلى المستوى المرغوب به.
كما صرّح عارف، أنه أعلن خلال اجتماع رؤساء وزراء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي عن استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية للتبادل مع دول الاتحاد بتركيز على القطاع الخاص وخاصة من خلال استراتيجية المقايضة مع الدول المجاورة.
واستطرد بالقول: إن الاقتصادات الإقليمية قادرة على أن تتكامل مع بعضها البعض، وإن إيران تحتاج إلى هذه الدول في مجالات متعددة، كما أن هذه الدول تحتاج إلى المنتجات العلمية والتكنولوجية والصناعية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأفاد النائب الأول لرئيس الجمهورية أنه طرح في اجتماع رؤساء وزراء الاتحاد الأوراسي وجهات نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن القضايا الإقليمية والاقتصادية.
وأشار عارف إلى أنه تم إجراء مفاوضات بشأن إلغاء التأشيرات لتعزيز مشاركة القطاع الخاص، كما جرى التشاور مع الدول التي لا توجد معها رحلات جوية مباشرة من أجل العمل على تسيير هذه الرحلات.
وذكر أنه خلال اجتماع رؤساء وزراء الاتحاد الأوراسي، تم التطرق إلى العدوان الوحشي الذي شنّه الكيان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجرائمه في غزة، سعياً للوصول إلى إجماع بشأن دعم الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة.
ولفت عارف إلى أنه عقد خلال هذه الزيارة لقاءات ثنائية مع قادة رفيعي المستوى في عدد من الدول، حيث تم بحث أعمال اللجان المشتركة للتعاون الاقتصادي وتطوير التعاون من خلال آليات الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف.
اجتماعات جيّدة مع رؤساء روسيا وقيرغيزستان
وفي هذا السياق، بيّن أن اجتماعات جيدة عُقدت مع رئيسي وزراء روسيا وقيرغيزستان، وكذلك مع رئيس جمهورية قيرغيزستان، بهدف تطوير العلاقات الثنائية، والتعرف على إمكانات الجانبين، والوصول إلى صيغة لتوسيع التعاون على الصعيدين الثنائي والإقليمي.
وختم عارف مؤكداً على أن الأجواء الإيجابية التي سادت هذه المباحثات ستمهّد لحدوث نقلة نوعية في جميع مستويات العلاقات مع هذه الدول.
تفعيل قدرات اتفاقية التجارة الحرّة
وفي هذا السياق، وصف رئيس منظمة تنمية التجارة اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي بأنها فريدة من نوعها؛ مؤكداً بأن تنمية التجارة هي المخرج الرئيسي للاتفاقيات التجارية.
وأوضح محمد علي دهقان دهنوي، خلال اجتماع للتعرف على قدرات اتفاقية التجارة الحرة مع أوراسيا في مجال المنتجات البتروكيميائية والصلب، قائلاً: إن هذه الاتفاقية شملت إلغاء التعرفة الجمركية على 87% من السلع، وهو ما يحدث للمرة الأولى في إيران.
وأشار دهقان دهنوي إلى أن من المتوقع بأن ينشط القطاع الخاص الإيراني في أسواق أوراسيا؛ لافتاً إلى أن هذه الأسواق توفر فرصاً واعدة، وأن تقريراً أعدته المنظمة يحدد المنتجات التي يمكن زيادة صادراتها إلى تلك المنطقة.
من جانبها، صرحت القائمة بأعمال مدير مكتب الاتفاقيات التجارية في منظمة تنمية التجارة إلهام حاجي كريمي: إن دخول الاتفاقية حيز التنفيذ يبشّر، في ظل توفر بيئة التعاون المشترك وعزم وإرادة مسؤولي الدول الأعضاء في الاتحاد وإيران، فضلاً عن دعم اللجنة الاقتصادية الأوراسية، بإمكانية تحقيق نمو ملحوظ في حجم التجارة بين إيران والاتحاد الأوراسي في المستقبل القريب.
