في مسيرة الأربعين

«صاروخ إيران».. نبض حبّ إيران في قلب العراق

كانت هناك تجري قصة أخرى؛ قصة ارتباط عميق بين الشعبين الإيراني والعراقي.  في مواكب الأربعين، كان ينهض العراقيون عند رؤية أيّ إيراني، يضعون أيديهم على صدورهم ويقولون بفخر: «إيران تاج رؤوسنا، وهي في قلوبنا». 

على الطريق المغبرّ بين النجف وكربلاء  المقدسة، حيث كان يسير ملايين الزوّار حبّاً بالحسين (ع)، كانت تجري قصة خفيّة بين المواكب؛ قصة احترام وتضامن عميق بين العراقيين والإيرانيين، من صراخ الأطفال بكلمة «صاروخ!» إلى وضع الخدّام أيديهم على صدورهم. رواية تكشف أن الأربعين ليست مجرّد زيارة، بل جسر بين شعبين يخفق قلباهما للمقاومة ولأهداف الإمام الحسين(ع).
كانت هناك تجري قصة أخرى؛ قصة ارتباط عميق بين الشعبين الإيراني والعراقي.  في مواكب الأربعين، كان ينهض العراقيون عند رؤية أيّ إيراني، يضعون أيديهم على صدورهم ويقولون بفخر: «إيران تاج رؤوسنا، وهي في قلوبنا».
تنقل سميّة بور محمد، خادمة موكب المواساة، مشاهد مؤثرة من التلاحم العاطفي بين العراقيين والإيرانيين خلال مسيرة الأربعين. تقول: إن كلمة «صاروخ» باتت تتردد على ألسنة الأطفال والخدّام العراقيين عند استقبالهم للزائرين الإيرانيين، تعبيراً عن الاحترام لدور إيران في دعم المقاومة، خصوصاً في مواجهة داعش والكيان الصهيوني.
العراقيون، كما تصفهم بور محمد، كان يرون في الإيرانيين «أبطالاً»، حتى في تفاصيل بسيطة، كطريقة تقديم الشراب، يحاكون حركة الصواريخ، في مشهد يجمع بين الطرافة والفخر، ويعكس رمزية الصاروخ كأداة للكرامة والانتصار.
هذا التفاعل كان لا يقتصر على المواكب، بل كان يمتد إلى الأحاديث الليلية، المقاهي، ولحظات الاستراحة، حيث كانت تتكرر الإشادة بإيران كداعم للمظلومين وحامٍ لجبهة المقاومة. بور محمد ترى أن هذا التلاحم ينبع من الإيمان المشترك بأهداف الإمام الحسين(ع)، وتدعو إلى استمرار هذا التواصل خارج موسم الأربعين، عبر مبادرات ثقافية ومجموعات رقمية، لتوثيق هذه العلاقة وتعزيزها.
وتختم بالقول: «الأربعين ليست مناسبة عابرة، بل جسرٌ حيّ بين شعبين يخفق قلباهما للمقاومة والحق». في زمن تتكاثر فيه محاولات التفريق، تبرز هذه المشاهد كدليل حيّ على أن كربلاء المقدسة لا تزال تجمع، وتلهم، وتبني جسوراً من الحب والكرامة بين الشعوب.
المصدر: الوفاق