إيران توقف استيراد بادئات الألبان

الوفاق/ أعلن رئيس معهد بحوث التكنولوجيا الحيوية للصناعات الغذائية عن نجاح البلاد في تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج بادئات الألبان Starters، مما أدى إلى وقف استيراد هذه المنتجات الاستراتيجية التي كانت تكلف 40 مليون دولار سنوياً.

وأوضح الدكتور محمد أمين حجازي، خلال اجتماع مجلس البحوث الزراعية في محافظة آذربايجان الشرقية، أن جهود المعهد تركزت على أربعة محاور رئيسية: تعزيز الأمن الغذائي، والإنتاج الحيوي التكنولوجي للمواد الأولية، وخفض الاعتماد على المستوردات من مدخلات الإنتاج، وتحديد وحفظ الموارد الوراثية الميكروبية المحلية.

 

وأكد حجازي أن الرؤية الاستراتيجية للمعهد تعتمد على الاستفادة من الإمكانات الوراثية المحلية، وتحويل الموارد منخفضة القيمة إلى مدخلات إنتاجية، وتعزيز الصحة المجتمعية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاعات الاستراتيجية. وأكد على التحديات الجوهرية التي تعاني منها الصناعات الغذائية الإيرانية، وأبرزها النقص في الموارد البروتينية، والاعتماد الكبير على استيراد مزارع بدء الألبان التي تصل قيمتها إلى 40 مليون دولار سنوياً، رغم وجود 12 شركة عالمية فقط متخصصة في هذا المجال معظمها غير نشطة في إيران بسبب العقوبات، كما أشار إلى الاستخدام المكثف للمواد الحافظة الكيميائية والمضادات الحيوية في القطاع.

 

وأوضح الدكتور حجازي أن المعهد يعتمد منهجية عمل تركز على تلبية احتياجات القطاع الخاص وتقديم حلول عملية قابلة للتطبيق، من خلال تطوير بدائل محلية للمستوردات، والحد من استخدام المضادات الحيوية، وتحسين جودة وسلامة المنتجات الغذائية، وذلك في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق السيادة الغذائية وتعزيز الإنتاج المحلي.

 

وأشار رئيس معهد بحوث التكنولوجيا الحيوية الزراعية إلى أبرز إنجازات المعهد خلال العامين الماضيين 2022-2024، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة خاصة لتطوير أربع تقنيات لإنتاج مزارع بدء الألبان المحلية، كما تم عقد اتفاقية لنقل المعرفة الفنية للقطاع الخاص لإنتاج الجبن فائق التصفية باستخدام مزارع بدء محلية.

 

كما نجح المعهد في تطوير تقنيتين رائدتين: الأولى لإنتاج البروبيوتيك الحافظة لمنتجات الألبان، والثانية لتركيبة مزارع بدء محلية لإنتاج الحليب المخمر الوظيفي. هذه الإنجازات تمثل خطوة مهمة في مسار تحقيق الاكتفاء الذاتي وتطوير صناعة الألبان الوطنية باستخدام التقنيات المحلية المتقدمة.

 

وأشار حجازي إلى سلسلة من الإنجازات البحثية والتطبيقية التي حققها المعهد، شملت تطوير نوعين من أعشاب العلف، إنتاج بذور محسنة، إنشاء منشأة متخصصة لأبحاث الطحالب الدقيقة، واتفاقيات مع القطاع الخاص لإنتاج الكتلة الحيوية الطحلبية. كما طور المعهد مكملات غذائية من الطحالب ومواد طبيعية لحفظ المحاصيل البستانية.

 

وبخصوص الأداء البحثي، أوضح حجازي: حققت شعبة البحوث الصناعية الغذائية التابعة للمعهد المركز الثاني في مؤشر الفعالية بنتيجة 124 نقطة وفقاً لنظام التقييم المستمر التابع لمنظمة البحوث الزراعية، مساهمةً بأكثر من 32% من إجمالي فعالية المعهد، بعد المقر الرئيسي للمعهد في مدينة كرج (غرب طهران).

 

ويضم قسم التكنولوجيا الحيوية للصناعات الغذائية اثنين من أبرز ثلاثة باحثين في المعهد، حيث يتمتع أعضاؤه بأداء متميز في التقييمات البحثية. ويعتمد المعهد منهجية تشاركية في إدارة البحث العلمي، حيث يتم تحديد الأولويات البحثية بالتعاون مع الأطراف المعنية، وتنفذ المشاريع عبر عقود واتفاقيات بحثية مشتركة. كما يتم نقل المعرفة الناتجة عن الأبحاث من خلال عقود نقل التكنولوجيا، المشاريع التجريبية والبرامج الإرشادية، مما يضمن تحويل المخرجات العلمية إلى تطبيقات عملية تلبي احتياجات القطاعات المختلفة.

 

وأكد حجازي على أولوية الحفاظ على التنوع البيولوجي واستغلاله في تنفيذ المشاريع البحثية للمعهد، مشيراً إلى أن المعهد يعمل على تطوير تقنيات متقدمة للبيوت المحمية صفرية الكربون. وتشمل هذه التقنيات خفض استهلاك الطاقة، واستخدام ثاني أكسيد الكربون الناتج في تنمية الطحالب، والاستفادة من الحرارة المهدورة في التدفئة.

 

المصدر: الوفاق