والمـقاومة تعبّر عن رفضها وتعتبره طعنة

اجتماع “العقبة” خدمة مجانية للاحتلال..!!

استضافت مدينة "العقبة" الاردنية الأحد قمة أمنية بحضور مسؤولين من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة ومصر والدولة المضيفة الى جانب السلطة الفلسطينية.

2023-02-26

بدورها نددت فصائل المقاومة بالاجتماع، وفي اعقاب جريمة نابلس التي اسفرت عن استشهاد 11 فلسطينيا واصابة اكثر من مائة آخرين يجروح.

ونقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أردنيين، قولهم: إن المملكة استضافت الأحد كبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين الفلسطينيين والصهاينة، بهدف “وقف موجة العنف التي اندلعت في الآونة الأخيرة وأثارت المخاوف من زيادة التصعيد قبل حلول شهر رمضان”.

بدورها، قالت قناة عبرية، إن القمة “جاءت بمبادرة أمريكية أردنية مصرية على أن تضم ممثلين عن السلطة الفلسطينية ومندوبين عن الجانب الإسرائيلي”.

وعقدت القمة ليوم واحد في ميناء العقبة على البحر الأحمر، وشهدت حضور بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط، إضافة إلى مسؤولين فلسطينيين وصهاينة.

*الوفد الفلسطيني المشارك

وفيما لم يتم الكشف عن بيانها الختامي بعد، قال مسؤول كبير في الأردن، إن الاجتماع يهدف إلى إعطاء الأمل للفلسطينيين في مستقبل سياسي. وأضاف: “إذا حقق أهدافه.. فسينعكس ذلك على الأرض”، حسب زعمه.

اقرأ أيضا:

وقال المسؤول الأردني الذي طلب عدم الكشف عن هويته: “لم يحدث مثل هذا الاجتماع منذ سنوات… إنه إنجاز كبير أن يتم جمعهم سويا”.

وأكد القيادي في حركة “فتح” منير الجاغوب، أن الوفد الفلسطيني المشارك في قمة العقبة يضم: أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، وهو وزير الشؤون المدنية، وماجد فرج رئيس جهاز الأمني الوقائي في الضفة الغربية، والمستشار السياسي للرئيس أحمد الخالدي، والمتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة.

مصادر مطلعة افادت: أن القمة تأتي ضمن الجهود الأمريكية الرامية لوقف التوتر الميداني في الضفة الغربية وشرق القدس وتثبيت تفاهمات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني وذلك خدمة للمصالح الامريكية والصهيونية ، خاصة في ظل التوتر الذي يسود كيان الاحتلال والتظاهرات الحاشدة ضد الحكومة الهشة برئاسة نتنياهو.

وزعمت السلطة الفلسطينية ان وفدها، سيعيد التأكيد على التزام دولة فلسطين بقرارات الشرعية الدولية كطريق لإنهاء الاحتلال الصهيوني وتجسيد إقامة دولة فلسطين ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، على حد تعبيرها.

لكن فصائل المقاومة استنكرت مشاركة السلطة الفلسطينية في الاجتماع واعتبرته طعنة جديدة لتضحيات الشعب الفلسطيني، محذرة من ان الاجتماع هو استكمال لمخططات التآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته، ومحاولة جديدة لاستئصال مشروع المقاومة .

*خديعة أميركية-صهيونية

وقبل جريمة نابلس كانت السلطة الفلسطينية قد تراجعت عن عرض مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي، يدين منح سلطات الاحتلال تراخيص لتوسيع 9 بؤر استيطانية عشوائية وبناء 10 آلاف وحدة سكنية جديدة في الضفة. وبررت السلطة الفلسطينية موقفها بان قرار السحب تم في مقابل تعهدات صهيونية ، منها تأجيل القرارات الاستيطانية، وتخفيض اقتحامات المدن الفلسطينية، وتعهد أميركي بإعادة افتتاح قنصليتها في القدس الشرقية، وعقد لقاء بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس السلطة محمود عباس بداية العام المقبل، لكنّ الحكومة الصهيونية نفت تقديم أي تنازلات، وهو ما أكدته جريمة نابلس.

ومن هذا المنطلق يرى المحللون أن السلطة الفلسطينية تعرضت لخديعة أميركية- صهيونية، كان هدفها تجنيب احراج أميركا في مجلس الأمن إذا ما عرض مشروع القرار ما يضطرها الى استخدام (الفيتو)، وبالتبع سيفرض على السلطة اتخاذ رد فعل على الخديعة.

*اللقاء لا يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني

في السياق رفضت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة في مخيم جنين اجتماع “العقبة”، داعيةً الشعب الفلسطيني للتعبير عن رفضه وغضبه من هذا الاجتماع.

وقال المتحدث باسم المقاومة، خلال مؤتمر صحفي في مخيم جنين، إنّ “اللقاء لا يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني بل يمثل خدمة مجانية للاحتلال المجرم”.

كما أكّد أنّ هذا اللقاء يأتي على وقع الاستيطان والمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق فلسطين، ويهدف لمنح الاحتلال فرصاً لارتكاب الجرائم بحق الشعب والأسرى في السجون، مضيفاً أنّ “الوحدة الوطنية هي المطلب الأساسي والأولى من الذهاب إلى تفاهمات أمنية مع الاحتلال”.

كما أشارت فصائل المقاومة إلى أنّ السلطة وقيادة المنظمة، وقعت في الفخ الأميركي مرةً أخرى، وقدّمت خدمة مجانية للاحتلال.

من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس إنّها ترفض مشاركة السلطة في اجتماع العقبة الذي يمثل “غطاءً للاحتلال، لارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، وعليها عدم الارتهان للوعود الأميركية والصهيونية التي ثبت فشلها”.

ورغم التحذيرات الرسمية الأردنية على أعلى المستويات من خطورة حكومة الاحتلال الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، يمضي الأردن الرسمي في استضافة قمة أمنية خماسية في العقبة لتطبيق “خطة فنزل” الأميركية، بمشاركة صهيونية ومن السلطة الفلسطينية ومن مصر والأردن، وتحت رعاية أميركية.

*محاولة للتوصُّل إلى تهدئة!

ووفق التفاصيل التي نشرتها وسائل إعلام صهيونية فإنّ هذه القمة “تهدف إلى استمرار وترسيخ التفاهمات التي تمَّ التوصل إليها بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية قبل أيام قليلة، في إطار التحرك لتأجيل التصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار يدين البناء في المستوطنات”.

وزعم موقع عبري، أن الإدارة الأميركية دفعت إلى عقد القمة كجزء من “محاولة التوصُّل إلى تهدئة على الأرض قبيل شهر رمضان القادم والخشية من وقوع مواجهات عنيفة واسعة في الضفة الغربية”.

*غضب من الفصائل وإيران

بدورها، أصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية بيانات تندد بمشاركة السلطة في قمة العقبة، وتصف ذلك بـ”الخيانة”.

كما توافق علي أكبر ولايتي كبير مستشاري قائد الثورة الإيراني علي خامنئي، الأحد، مع رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة على رفض اجتماع العقبة الأمني الخماسي المنعقد في الأردن.

جاء ذلك خلال مباحثات عبر اتصالين هاتفيين مُنفصلين أجراهما ولايتي مع هنية والنخّالة، بحسب بيانين للحركتين الفلسطينيتين اطلعت عليهما الأناضول.

ونقلت “حماس”، في بيانها، عن ولايتي قوله إن “مؤتمر العقبة دليل على مأزق الاحتلال (الإسرائيلي) الذي يحاول الخروج منه بمثل هذه الاجتماعات”.

وأكد ولايتي أن “هذه اللقاءات لن تؤثر على الشعب الفلسطيني ومقاومته، بل إن الدول والحركات والتجمّعات الإسلامية التي تدعم فلسطين ومقاومتها في ازدياد، خاصة محور المقاومة”.

فيما قال هنية: “نتابع مؤتمر القمة، وندرك أن الانتفاضة المتصاعدة في الضفة (الغربية) شكّلت أزمة ومأزق للعدو وهو غير قادر على مواجهتها”.

وأعرب النخّالة لولايتي، خلال الاتصال، عن “موقف المقاومة الرافض لما يجري في مؤتمر العقبة الذي يستهدف حق الشعب الفلسطيني في المقاومة”.

*عملية إطلاق نار على سيارة صهيونية

بموازاة ذلك لقي مستوطنان صهيونيان مصرعهما، وأصيب آخر، في عملية إطلاق نار في بلدة حوارة جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، الأحد.

ووفقا لشهود العيان، قام فلسطيني بإطلاق النار على سيارة إسرائيلية، باستخدام مسدس على طريق 60 قرب نابلس، ومن ثم انسحب من المكان.

وذكرت قناة عبرية، أن الجيش الصهيوني يقوم بملاحقة منفذي عملية إطلاق النار.

وأشارت مصادر محلية، إلى أن الجيش الصهيوني طوق المكان، وأرسل تعزيزات من الجنود والآليات العسكرية.

وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن العملية وقعت قرب دوار عينابوس في حوارة، حيث تعرضت مركبة إسرائيلية لهجوم بالرصاص، أدت لمقتل المستوطنين.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن منفذ العملية استخدم بندقية من طراز m16، ونفذ عملية إطلاق النار من على مسافة صفر، قبل أن يغادر المكان بسلام.

وجاءت العملية بالتزامن مع القمة الأمنية المعقودة في مدينة العقبة الأردنية، بمشاركة إالكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية والأردن.

 

المصدر: وكالات

الاخبار ذات الصلة