وأعرب الرئیس بزشکیان، في مستهل زيارته إلى بيلاروسيا يوم الأربعاء، وفي لقاء ثنائي مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، عن ارتیاحه بالفرصة التي أتيحت له لزیارة بيلاروسيا، وقال: سنناقش القضايا ذات الاهتمام المشترك وكيفية تسريع تنفيذ القدرات المتبادلة خلال هذه الزیارة. وتابع قائلاً: إن إيران وبيلاروسيا تربطهما علاقات ثنائية ودية، ولديهما وجهات نظر متقاربة بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية، کما أن لديهما تعاون بناء في المحافل الدولية. وأضاف: إن الاتحاد الأوراسي ومنظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس هي أطر ومنصات لتسهيل وتوسيع التفاعلات البناءة بين إيران وبيلاروسيا.
واعتبر رئيس الجمهورية القواسم المشتركة الواسعة في وجهات النظر بين الجمهورية الإسلامية الإیرانیة وبيلاروسيا أساساً مناسباً للتنفيذ الكامل للاتفاقيات بينهما، والتعاون الجاد بين البلدين على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأضاف: اليوم تسعى أميركا وبعض الدول الأوروبية وراء توسيع الأحادية وفرض آرائها على الدول الأخرى، وهذا النهج غير مقبول بالنسبة لنا ولكم ولا نستطيع أن نتحمل هذا النهج.
وقال بزشکیان: إن الدول الغربية، بقیادة الولايات المتحدة، تسعى وراء تنظیم مسار عملنا وفقًا لآرائها الخاصة؛ لكن إيران وبيلاروسيا تعتقدان أنهما لا تقلان عن الدول التي تسعى للتأثير على الآخرين من خلال فرض العقوبات، وأنهما قادرتان على التغلب على العقوبات والمشاكل من خلال العمل معاً بجدية.
* بيلاروسيا شريك موثوق لإيران
من جانبه، رحّب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، بالرئیس بزشکیان والوفد المرافق له، وقال: إن بيلاروسيا دولة صديقة وشريك موثوق به على الدوام لإیران. وأضاف: لقد زرتم بلداً صديقاً لكم وأؤكد لكم أننا قادرون علی توسيع نطاق التعاون وحل المشاکل المحتملة التي تواجه بعض الاتفاقيات بين البلدين بشكل كامل في ظل أجواء التفاعل والصداقة السائدة بيننا.
وأشار الرئيس البيلاروسي إلى زيارته إلى طهران، معرباً عن ذكرياته الطيبة عن هذه الزيارة، لاسيما لقائه بقائد الثورة الإسلامیة، وطلب من الرئیس بزشکیان نقل أطيب تحياته وتمنياته لقائد الثورة الإسلامیة، وقال: أعتقد أنه لا يوجد طريق مغلق أمام توسيع تعاوننا، ويمكننا مناقشة جميع الموضوعات ذات الاهتمام ومجالات التعاون والارتقاء بعلاقاتنا إلى أعلى المستويات
*لا قيود أمام توسيع العلاقات مع بيلاروسيا
كما أكد رئيس الجمهورية، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البيلاروسي، انه لا توجد أي قيود أمام تمتين العلاقات مع بيلاروسيا، وقال: إننا بحاجة اليوم إلى مزيد من التعاون لتجاوز الأحادية القطبية وتداعياتها المدمرة. واعتبر إن هذه الزيارة تمثل أحد المنعطفات في العلاقات بين البلدين، وسنشهد نتائجها مستقبلاً على هيئة تنامي التعاون الثنائي.
وأكد رئيس الجمهورية أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تضع ضمن أولوياتها تدعيم العلاقات مع بيلاروسيا، مشيراً بذلك إلى خارطة الطريق الشاملة للتعاون بين البلدين التي أرست نمو العلاقات بشكل جيد. وأضاف إنه أجرى محادثات مع رئيس بيلاروسيا بشأن العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية “وكانت لدينا وجهات نظر مشتركة إزاء الكثير من الموضوعات”. وأعرب عن أمله في أن يتم في ظل التوقيع على وثائق التعاون خلال الزيارة في المجالات الاقتصادية والثقافية والقانونية، المضي قدماً بالتعاون المشترك والمفيد بين البلدين.
وأعرب رئيس الجمهورية عن شكره للموقف الحاسم لبيلاروسيا في التنديد بعدوان الكيان الصهيوني وأمريكا على الأراضي الإيرانية ومنشآتها النووية السلمية، وأكد إن هذا العدوان كان انتهاكاً سافراً للقانون الدولي وخرقاً فاضحاً لميثاق الأمم المتحدة الذي نلتزم جميعاً بضرورة التقيد به.
*العلاقات يجب أن تكون أعمق وأكثر استدامة
كما قال رئيس الجمهوریة خلال اجتماع الوفدين رفيعي المستوى للجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية بيلاروسيا: إن العلاقات الثنائية بين إيران وبيلاروسيا ماضیة في مسار التطور ويجب ترسيخ العلاقات بين البلدين بشكل أعمق وأكثر استدامة. وخاطب رئيس بيلاروسيا، وقال: إن خطابكم في قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي كان مؤثرا للغاية، خاصة عندما أشرتم إلى التجربة المريرة لانفجار محطة تشيرنوبل للطاقة النووية، وأعربتم عن تعاطفكم العميق مع حكومة وشعب إيران بشأن استهداف المناطق المدنية والمنشآت النووية في بلادنا.
وتابع قائلا: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تبدأ حرباً أو عدواناً لكنها سترد ردا ساحقا ورادعا في حال شن أي عدوان جديد على البلد. وأكد أن عدوان الولايات المتحدة والكيان الصهيوني على إيران هو جزء من مساعي الغرب وراء توسيع نفوذه وهيمنته العالمية، وهذه التهديدات لن تقتصر على إيران بل ستستهدف استقلال الدول الأخرى أيضا. وتابع قائلا: إن حجم التبادل التجاري الحالي ضئيل مقارنة بالقدرات الحالية، ويجب تحسينه کما يجب ترسيخ العلاقات بين البلدين بشكل أعمق وأكثر استدامة.
من جانبه أشار وزير الخارجية سيد “عباس عراقجي” خلال الاجتماع، إلى العلاقات العريقة بين طهران ومينسك، وقال: شهدنا بناء تعاون قيم بين البلدين على مدى العقود الثلاثة الماضية. وأضاف: ارتفع حجم التجارة الثنائية بين البلدين بنسبة 14% في العام الماضي، وهناك إمكانية لمزيد من النمو و يمكن لإلغاء التأشيرات أن يلعب دورا رئيسيا في تعزيز التعاون الثنائي کما يمكن الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى جديد ومستدام من خلال وضع وثيقة استراتيجية مشتركة.
وأشار وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية، “رضا صالحي أميري”خلال الاجتماع إلى اهتمام الشعب الإيراني ببيلاروسيا، وقال: يسافر حوالي 9 ملايين سائح إيراني إلى وجهات مختلفة حول العالم سنويا، ونحن مهتمون بزيارة بعضهم إلى بيلاروسيا.
*إتفاقيات تعاون ثنائية
كما وقّع كبار المسؤولين من إيران وبيلاروسيا 12 وثيقة تعاون وبياناً مشتركاً خلال زيارة رئيس الجمهورية إلى مينسك. ووقّع مسؤولون رفيعو المستوى من إيران وبيلاروسيا، بحضور رئيسي البلدين، 12 وثيقة تعاون في مجالات السياسة والقانون الدولي والسياحة والفن والإعلام والصحة والأدوية والصناعة والبيئة والمناطق الاقتصادية الحرة والصناعية والمناطق الاقتصادية الخاصة والاستثمار. كما وقع الرئيسان الإيراني والبيلاروسي على بيان مشترك بشأن الزیارة بين البلدين خلال الحفل.
واستقبل الرئيس البيلاروسي “ألكسندر لوكاشينكو” رسمياً نظیره الإیراني “مسعود بزشكيان” في القصر الرئاسي لبیلاروسیا يوم الأربعاء.
* سیاسة إیران الثابتة تجاه أرمينيا
وفي آخر يوم من زيارته إلى أرمينيا، أكد رئيس الجمهورية أن سياسة إيران الثابتة تجاه أرمينيا تتمثل في تعزيز وتعميق العلاقات الودية وتوسيع التعاون، وقال: جاءت زيارة أرمينيا بهدف تعزيز الصداقة بين البلدين وتوسيع آفاق التعاون.
وأشاد الرئيس بزشکیان، خلال لقائه نظيره الأرميني فاهاجن خاتشاتوريان، بموقف هذا البلد في إدانة عدوان الکیان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.