أُجبر حمد على النزوح مع أسرته بعد أن أمر “الجيش الإسرائيلي” بإخلاء بيت حانون فور بدء الحرب على غزة.
منذ ذلك اليوم، لم تعد كرة القدم في غزة كما كانت. الملاعب تحوّلت إلى أنقاض، واللاعبون إلى نازحين، والاتحاد الفلسطيني إلى هيئة إغاثة.
حمد، الذي كان يعتمد على الكرة كمصدر دخل، قال لرويترز: “تلقينا خبر النزوح الساعة الثانية بعد منتصف الليل… اضطرينا نمشي أكثر من خمسة كيلومترات حتى نصل لأقرب مركز إيواء”.
وأضاف بأسى: “مختش حاجة غير موبايلي وهويتي ومحفظتي… كل ملابسي وممتلكاتي سبتها بالمنزل”.
ملعب بيت حانون الذي كان يستضيف مباريات الدوري، دُمّر بالكامل. راتب حمد توقّف، فاضطر لإطلاق حملة تبرعات لعلاج والده المريض بالكبد. “كان النادي يبعت لنا 30 دولار كل شهر، بس من ست شهور ما بعتش حاجة”، يقول حمد، مشيراً إلى أن العمولة المرتفعة في غزة تقتطع نصف المبلغ.
ويحاول الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم تقديم الدعم رغم توقف النشاط الكروي. سوزان شلبي، نائبة رئيس الاتحاد، قالت: “رغم توقف الدوري والضائقة المالية، نفعل أقصى ما يمكن لتقديم الدعم لعناصر اللعبة ممن تضرروا من حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على شعبنا في غزة”.
الدمار طال كل شيء. الملاعب تحوّلت إلى مراكز إيواء أو اعتقال، ومبنى الاتحاد نفسه أصبح مأوى للعائلات. الاتحاد خاطب الاتحادين الآسيوي والدولي “لطلب المساعدة الإنسانية ولإيجاد آليات لاستئناف النشاط”، كما طالبت شلبي الفيفا بإيقاف نشاط اتحاد كرة القدم في “إسرائيل”، مؤكدة أن “قضيتنا الأولى عند الفيفا أكبر من مجرد تقديم مساعدات”.
اللاعبون في غزة لا يواجهون فقط القصف، بل الجوع أيضاً. أكثر من 200 حالة وفاة بسبب سوء التغذية، بحسب السلطات الصحية. حمد يقول: “وزني كان 95 كيلو، صار 81… ما في أكل”.
ماجد أبو لبن، لاعب شباب جباليا، أصيب برصاص قنّاص أثناء محاولته الحصول على مساعدات. “لو في دخل، ما بروح على المساعدات الأميركية”، يقول أبو لبن، الذي يعاني من كسور وطلق ناري في الصدر.
حمادة صالح، مهاجم الأهلي الفلسطيني، باع حذاءه ليعيش. “الحرب دمرت مسيرتنا… عرضت حذائي للبيع حتى أوصل رسالة أن اللاعبين في غزة يعانون”، قال صالح، الذي أصيب بشظية أثناء بحثه عن الطعام.
مصطفى صيام، المسؤول الإعلامي في الاتحاد، أكد أن الصواريخ “الإسرائيلية” دمّرت أكثر من 80% من البنية التحتية الرياضية، مضيفاً أن ملعب اليرموك تحوّل إلى مركز اعتقال وتحقيق بعد اقتحامه وتجريفه من قبل دبابات “إسرائيل”.
الاتحاد الفلسطيني شكّل لجنة لرصد الانتهاكات، وسجّل حتى آب/أغسطس 2025 استشهاد 325 من عناصر اللعبة وتدمير 265 منشأة رياضية.
لكن الأرقام ليست نهائية، فـ”الحرب ما زالت مستمرة وعدد كبير تحت الأنقاض”، بحسب صيام.
الرياضة في غزة تحت النار: لاعبون نازحون وملاعب مدمّرة
كان حمادة حمد يستعد لحراسة مرمى أهلي بيت حانون في مواجهة شباب الزوايدة ضمن دوري الدرجة الثانية الفلسطيني، لكن فجر الأحد 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 قلب حياته رأساً على عقب.
- 22/08/2025
- 9:40 ص
- الرياضة
المصدر: الجزيرة
الاخبار ذات الصلة
- أغسطس 22, 2025
- مايو 22, 2024