كان السيد عماد الدين الطباطبائي جميل الطلعة، له هيبة وجرأة، فالشجاعة فطرة في تكوينه، والكرم سجيّة في طباعه ، لا يعبأ في المخاطر، ولا يهاب التحديات، وهو مولع بالشعائر الحسينية ، له نفس كبيرة ، ومشاعر إنسانية ، يحب الفقراء، مثابر في العمل، مجد في التحصيل العلمي وكان ركناً من أركان العمل الإسلامي في النجف الأشرف.
ولادته ودراسته
ولد الشهيد في مدينة النجف الأشرف عام 1948م وهو نجل المرحوم آية الله السيد محمد جواد الطباطبائي من مشاهير علماء النجف الأشرف. التحق بالحوزة العلمية لدراسة العلوم الدينية سنة 1970م بفضل توجيه ابن أخته العلامة السيد عز الدين القبانچي وقد سهر في طلب العلم بكل جدية حتى أضحى في فترة قصيرة من عمره الدراسي من الأساتذة المرموقين للدراسات الدينية في مرحلة المقدمات في النجف.. درس المقدمات على يد مجموعة من الأساتذة منهم أخيه العلامة السيد محمد تقي الطباطبائي والعلامة الشهيد عز الدين القبانچي، كما درس السطوح العليا على يد مجموعة أساتذة منهم آية الله الشيخ محمد تقي الجواهري وآية الله السيد محمد حسين الحكيم.. هذا وقد حضر أخيراً أبحاث آية الله العظمى السيد الخوئي.
نشاطه السياسي والجهادي
برز الشهيد السعيد وسط طلاب الحوزة العلمية في النجف الأشرف والشباب المثقف، وكانت حركته مكثّفة في توعية الشباب وبناء جيل واعٍ من طلاب العلوم الدينية. لقد كان يعتبر من أنصار مرجعية الشهيد الصدروحواريه، وقد كان الشهيد الصدر قد اعتمده وكيلاً ومبلغاً في مدينة القرنة إحدى توابع محافظة البصرة.
اعتقاله وشهادته
برز الشهيد بسعة تحركه الجماهيري والحوزوي معاً، ومن هنا فقد كانت شخصيته شوكة في عيون البعث الحاقد، اعتقل مرّات عديدة بسبب نشاطه الاجتماعي وتأثيره في تعبئة الشباب ضد النظام، وكانت آخر مرّة اعتقل فيها عام (1974م) واقتيد إلى السجن.
هذا وقد شهدت له غرف التعذيب في سجون العراق صموداً منقطع النظير وكان موضع هيبة أعدائه وجلاديه لعظمة صبره، وقوة شخصيته، وبطولته الجسدية، ولم يُترك مطلق اليدين خوفاً منه طوال عمليات التحقيق التي استغرقت أسابيع، فقد كان يؤتى به مقيّداً معصب العينين ومحاطاً بالجلادين! ومورس معه أشد أنواع التعذيب.. وأبى أن يتنازل للجلادين، أو يعطيهم أية إدانة، وقد طلبوا منه التعاون مع أجهزة النظام لينقذ حياته لكنّه أجابهم بحزم وشجاعة: “لو كان إصبعي بعثياً لقطعته”.وأخيراً حكم عليه المجرمون بالاعدام مع ثلّة من المؤمنين المجاهدين من بينهم ابن اُخته السيد الشهيد عزالدين القبانچي وقد نال وسام الشهادة، تغمّده الله برحمته الواسعة.