أسرار الصراع"..

هكذا تحدث أنيس النقاش

يُشكل هذا الكتاب مقدمة تمهيدية لفهم القضايا التي تهم أي إنسان لفهم قضايا الأمة العربية الإسلامية وأبعادها

2023-02-27

يؤكد النقاش أن انتصار لبنان عام 2000 شكّل ضربة أساسية للإستراتيجية الأميركية التي كانت تريد أن تفهم الجيوش والحكومات العربية أنها لا يمكن ان تحقق نصراً على “إسرائيل”.

عندما تبدأ بتصفح كتاب “أسرار الصراع” للمحلل والناشط السياسي الراحل أنيس النقاش يتبادر إلى ذهنك مؤلفات الصحافي الكبير والكاتب محمد حسنين هيكل التي كشف فيها الكثير من الأسرار فيّما يخص القضايا العربية والدولية التي كتب عنها.

واضح من فهرس كتاب أنيس النقاش أنه غني بالمواضيع الساخنة من عربية وإسلامية وعالمية. والكتاب بصفحاته الـ296 يشكل مقدمة تمهيدية لفهم القضايا التي تهم أي إنسان لفهم قضايا الأمة العربية الإسلامية وأبعادها. فكما يشكل كتاب “مقدمة إبن خلدون” مقدمة لفهم المجتمع العربي وسنن التغيير الإجتماعية فكذلك هذا الكتاب يشكل مقدمة مهمة لفهم كل الأزمات العربية والعالمية.

إن كل فصل من فصول كتاب “أسرار الصراع” يحتاج إليها المثقف العربي لتشريح ما اَلت إليه الأمور. وقد أحسن المؤلف أنيس بإبداعه المعروف في خلط البلاغة مع الإختصار، في طرحه لكل المواضيع السياسية في كتابه. فكشف عن الكثير من الأسرار حول ظروف تأسيس المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة فتح، والحرب العراقية – الإيرانية. ونجح في كل فصوله في أن يتحدث عن معلومات وأسرار تكشف لأول مرة حول الظروف السياسية التي تواجهها الأمة العربية والإسلامية.

إن دراسة تجربة أنيس النقاش السياسية تشكل قاعدة مهمة لفهم تجربة حركة فتح وكل المتغيرات التي عصفت بها، وأسباب انتصار الثورة الإسلامية في طهران، وأبعاد الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق، وإعجابه الفائق بتجربة المقاومة الإسلامية في لبنان وخاصة بعد انتصار عام 2000.

يكشف النقاش معلومات تفصيلية في كتابه، حول بدايات المقاومة الفلسطنية عام 1965. حيث يرى أن الأخطاء التي ارتكبت على الصعيد الإستراتيجي ليست من فعل الأنظمة والرجعية العربية فحسب، بل يؤكد أنه رغم التضحيات الفلسطينية والعربية بدعم المقاومة الفلسطينية بأن الحسابات الإستراتيجية لهذه المقاومة لم تكن دقيقة جداً.

ويتحدث النقاش في كتابه عن انتصار الثورة الإسلامية في إيران وكيف اعتبرت خطراً على مشاريع بعض الدول العربية الرجعية التي موّلت الحرب الأهلية في لبنان والتي دفعت أنور السادات إلى الإستسلام لصالح الكيان الصهيوني وساندت صدام حسين على شن حرب على إيران بدعم من الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومن الكويت التي مولت الحرب.

وحول انتصار لبنان عام 2000 على الاحتلال الصهيوني، يؤكد النقاش أن هذا الإنتصار أجبر “إسرائيل” على الإنسحاب من الجزء الأكبر من الأراضي المحتلة ولم يتبقَ إلا مزارع شبعا وتلال كفر شوبا. فجعل لبنان أول دولة عربية تجبر الجيش الصهيوني على الخروج من أرضها من دون تنازلات أو مفاوضات، فشكّل هذا الإنتصار ضربة أساسية للإستراتيجية الأميركية التي كانت تريد أن تفهم الجيوش والحكومات العربية أنها لا يمكن أن تحقق نصراً على “إسرائيل” ولا يمكن أن تحصل على حقوقها من خلال الكفاح المسلح.

 

المصدر: الوفاق