امين عام حزب الله : اليمن اتخذ مواقف بطولية في مواجهة الاعتداءات “الإسرائيلية”

في معرض إشارته إلى استمرار الهجمات الصاروخية اليمنية على الأراضي المحتلة دعما لسكان قطاع غزة، قال الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم : إن اليمن اتخذ مواقف بطولية في مواجهة الجرائم والاعتداءات المستمرة التي يرتكبها الكيان المحتل في القطاع.

وفي تصريح له يوم الاثنين خلال مجلس تابين رجل الدين البارز “العلامة السيد عباس علي الموسوي”، قال : الشيخ قاسم إن الحكومة اللبنانية اليوم هي المسؤولة عن وضع خطة سياسية وإعلامية وعسكرية وتعبوية من أجل تحقيق السيادة، مشددًا على أن السيادة هي الأولوية المطلقة على كل ما عداها، ويجب أن تتصدى الحكومة لهذه المهمة والمسؤولية.

 

ودعا الامين العام لحزب الله، الحكومة اللبنانية إلى عقد جلسات مناقشة مكثّفة لكيفية استعادة السيادة، ودراسة الخطط والبرامج اللازمة لذلك، كما حث الأحزاب والنخب والمؤثرين على مستوى لبنان بمساعدة الحكومة في طريقة التفكير وإنجاز الخطط.

 

واختار الشيخ قاسم شعارًا ليكون محور الحملة تحت عنوان “نطالب حكومة لبنان باستعادة السيادة الوطنية”، داعيًا للعمل تحت هذا الشعار لمدة أسبوع على الأقل حتى يشعر المواطنون والحكومة معًا بأهمية هذه المهمة، وأن الحكومة مسؤولة عن تحقيق السيادة.

 

وأكد بأن المقاومة هي للدفاع والتحرير، وهي شعب وأهالي، إيمان وإرادة، وطنية وشرف، عزّة وصمود، مشددًا على أن المقاومة حالة معاكسة تمامًا للذل والاستسلام والخضوع وقبول الإملاءات الأجنبية؛ مضيفا : المقاومة ليست جيشًا للدولة، بل هي نصير وليست بديلاً عنها، لكنها تساند وتساعد، ويبقى الجيش هو المسؤول الأول عن حماية الوطن.

 

وأشار قاسم إلى أن المقاومة لم تفقد وظيفتها، فهي نشأت لمواجهة العدوان، وأن العدوان يحتاج لمواجهات عديدة وإيقاع خسائر كبيرة بالعدو، مع تعاون وتصدي بين الجيش والشعب والمقاومة. وقال : أصل المقاومة أنها تواجه ولا تمنع، فهي رد فعل على الاعتداء، وتواجه العدوان وتهزمه وتطرده وتعيق أهدافه، لكنها لا تمنع العدوان إذا قرر المعتدي أن يعتدي.

 

ولفت فضيلته إلى، أن “لبنان يمتلك مقاومة عظيمة منذ عام 2006 وحتى عام 2023، وقد تمكن بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، من ردع العدو الإسرائيلي لمدة 17 عامًا، متسائلًا : ما البديل إذا لم تستمر المقاومة؟ هل هو التسليم لـ “إسرائيل” والاستسلام والتخلي عن الإمكانات والقدرات؟!

 

وأضاف : إن ما تحقق في الفترات السابقة هو توفيق إلهي، لا تنجزه المقاومة عادة، لكن حزب الله أنجزه في لبنان؛ مؤكدًا أن مواجهة إسرائيل تشمل الدفاع والتضحية لمنعها من الاستقرار وتحقيق أهدافها.

 

وأشار الشيخ قاسم إلى، أن “الحكومة اللبنانية اتخذت قرارًا خاطئًا بتجريد المقاومة وشعبها من السلاح أثناء وجود العدوان الإسرائيلي”؛ واصفًا هذا القرار بأنه غير ميثاقي واتُخذ تحت الإملاءات الأميركية و”الإسرائيلية”، محذرا من أن استمرار الحكومة بهذه الصيغة يعكس عدم أمانتها على سيادة لبنان، ودعا إلى التراجع عن هذا القرار باعتباره فضيلة.

 

وتطرق الامين العام لحزب لبنان، إلى التدخل الأمريكي في شؤون هذا البلد، معتبرًا أن الحركة الأميركية تهدف إلى تخريب لبنان ودعوة إلى الفتنة، وأن الولايات المتحدة تفرض عقوبات على لبنان وتمنع الإعمار والمساعدات، وتقيّد الجيش اللبناني بالسلاح الداخلي وتمنعه من امتلاك السلاح الذي يحمي الوطن، مؤكدًا بأن الأميركيين عملوا ليل نهار على سلب البلد، وكل المفاسد والانهيار الذي حصل كان برعاية أميركية، وأن أمريكا التي تعبث في لبنان ليست موثوقة، بل هي خطر على الوطن.

 

وصرح الأمين العام لحزب الله، أن “السلاح الذي تحمله المقاومة وحزب الله هو روح لبنان وشرفه وأرضه وكرامته ومستقبل أطفاله”؛ داعيًا إلى التوحد والتعاون بين حزب الله وحركة أمل والقوى الحليفة وأنصارهم، مشددًا على أن من يسعى لنزع هذا السلاح يريد نزع الروح من اللبنانيين، وأن المقاومة ستظل سداً أمام إسرائيل لمنعها من تحقيق أهدافها والبقاء في لبنان وتحقيق مشروعها التوسعي.

 

وأوضح قاسم أن خارطة الطريق تشمل إخراج العدو من أرض لبنان، وقف العدوان، الإفراج عن الأسرى، وبدء الإعمار، ثم التباحث في الستراتيجية الدفاعية، مؤكدًا رفض منهج “خطوة بخطوة” أو المسار الذي يدعو إلى التنازلات، داعيًا الحكومة للالتزام بما تم الاتفاق عليه مع حزب الله، وعدم الخضوع للضغوط، والتصدي لما يُطلب منها بكل شجاعة ومسؤولية.

 

وفي جانب من تصريحاته اليوم، سلط الشيخ قاسم الضوء على دور الإمام المغيب السيد موسى الصدر، مبينا بأنه أحدث تحولًا جذريًا في وضع لبنان، وفتح عهد المقاومة الإيمانية الحسينية في المنطقة، ودعا لمواجهة المحتل بالأيدي والأظافر إذا لم يتوفر السلاح، واعتبر أن “إسرائيل” هي شر مطلق، وكان حريصًا على الوحدة الوطنية في وطن هو لنا جميعًا، وإذا تألم جنوبه تألم كل لبنان.

 

وأكد الامين العام لحزب الله، أن في 28 آب 2017 تم تحرير الجرود في معركة فجر الجرود التي خاضها الجيش اللبناني بالتعاون مع المقاومة، وحققوا إنجازًا عظيمًا ضد التكفيريين و”داعش”، كما ذكّر بالدور الحازم والجريء للرئيس اللبناني السابق ميشال عون في اتخاذ قرار المعركة رغم الضغوط الأميركية، مؤكدًا أن الرئيس عون أصر على التنسيق بين حزب الله وقيادة الجيش المتمثلة يومها بالعماد جوزاف عون، واصفًا فجر الجرود بأنها نموذج للستراتيجية الدفاعية التي تجعل المقاومة سندًا للجيش في التحرير وإنجاز المهمات العظيمة.

 

وحول الوضع في اليمن، اعتبر الشيخ قاسم أن “إسرائيل” هي رأس الإجرام، وأن إبادة غزة أمام مرأى العالم قد تتكرر في اليمن إذا لم يتدخل المجتمع الدولي، مشيدًا بموقف اليمن البطولي، ومؤكدًا أنه موقف استثنائي سيُسجّل في التاريخ، ومتسائلًا عن موقف العرب والمسلمين والعالم الحر ليقف مع غزة، ومؤكدًا أن موقف اليمن سيؤدي إلى النصر مهما تجبّرت “إسرائيل” وستسقط في نهاية المطاف.

 

المصدر: ارنا