سرديات وطنية في مواجهة الإرهاب الرقمي

المقاومة الرقمية.. كيف تحولت بطولات إيران إلى ألعاب إلكترونية؟

الوفاق: مع تصاعد بطولات الإيرانيين في مواجهة تهديدات الكيان الصهيوني، تتناول الألعاب الإلكترونية المحلية، المستوحاة من التاريخ والثقافة الإيرانية الغنية، رواية ملاحم رقمية.

في عالم تتداخل فيه التكنولوجيا مع الهوية، لم تعد المقاومة حكراً على ساحات النضال أو صفحات التاريخ، بل وجدت لها موطئ قدم في الفضاء الرقمي، حيث تُروى البطولات وتُستعاد التضحيات من خلال ألعاب إلكترونية تفاعلية. إيران، التي تمتلك إرثاً غنياً من النضال الوطني، بدأت في تحويل هذا الإرث إلى تجارب رقمية تُخاطب الناشئة وتُعزز روح المقاومة.

 

 

ومع تصاعد بطولات الإيرانيين في مواجهة تهديدات الكيان الصهيوني، تتناول الألعاب الإلكترونية المحلية، المستوحاة من التاريخ والثقافة الإيرانية الغنية، رواية ملاحم رقمية.

 

 

في الأيام التي بلغت فيها شجاعة الرجال والنساء الإيرانيين ذروتها في مواجهة تهديدات واعتداءات الكيان الصهيوني، كان بإمكان اللاعبين الإيرانيين أن يشاركوا في هذه الملحمة من خلال تجربة الألعاب الإلكترونية المحلية. هذه الألعاب، التي استُلهمت من التاريخ والثقافة العريقة لإيران، يمكن أن تكون أداة قوية لنقل القيم السامية الإيرانية والإسلامية. فهي ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل نافذة إلى الماضي تُعرّف اللاعبين ببطولات وتضحيات أسلافهم.

 

 

صناعة الألعاب الإلكترونية في إيران

 

 

شهدت صناعة الألعاب الإلكترونية في إيران نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، وتم إنتاج عدد من الألعاب المستوحاة من تاريخ وثقافة إيران الغنية. ومن خلال سرد القصص الملحمية والأسطورية، تأخذ هذه الألعاب اللاعبين في رحلة إلى أعماق التاريخ والثقافة الإيرانية.

 

 

من ألعاب الأكشن والمغامرات إلى الألعاب الاستراتيجية وتقمص الأدوار، هناك مجموعة واسعة من العناوين التي يمكن أن تكون جذابة وملهمة للاعبين في هذه الأيام. ومن بين هذه الألعاب، تلك التي تركز بشكل خاص على بطولات وملاحم الإيرانيين يمكن أن تعمل كأداة قوية لتعزيز روح الوطنية والفخر القومي.

 

 

هذه الألعاب، من خلال تصوير الشجاعة والتضحية ووحدة الإيرانيين، يمكن أن تذكّر اللاعبين بأنه في مواجهة التهديدات والاعتداءات، هناك دائماً حلول متجذرة في تاريخنا وثقافتنا الغنية. فيما يلي، نستعرض بعض الألعاب الإلكترونية التي يمكن أن تدعو اللاعبين الإيرانيين إلى تجربة ملحمية وملهمة في هذه الأيام.

 

 

الصمود البطولي للمدافعين عن المقدسات

 

 

اللعبة الإلكترونية «قائد المقاومة؛ معركة آمرلي» هي لعبة حاسوب مثيرة من نوع الأكشن، تروي قصة فك الحصار الذي دام عدة أشهر عن مدينة آمرلي في العراق (على بعد 100 كيلومتر من الحدود الإيرانية)، وبطولات وتضحيات مقاتلي المقاومة في هذه المدينة بقيادة اللواء الشهيد الحاج قاسم سليماني.

 

 

بدأ مشروع هذه اللعبة باسم «الجنرال في الظل».

 

 

في هذه اللعبة، يظهر الحاج قاسم كقائد ميداني، ويتابع اللاعب القصة من خلال شخصية بطولية أخرى. وقد تم السعي لتقديم رواية دقيقة عن تضحيات جنود المدافعين عن المقدسات في جبهة المقاومة، موجهة للأطفال والناشئة.

 

 

اختيار موضوع اللعبة يعود إلى خطاب قائد الثورة الإسلامية بعد استشهاد الحاج قاسم، حيث أشار إلى جانب من بطولاته في مدينة كانت محاصرة من جميع الجهات من قبل داعش، وكيف دخلها بالمروحية وكسر الحصار بمساعدة القوات الشعبية.

 

 

تتضمن اللعبة بيئات حضرية، صحراوية، غابية، محطات توليد الطاقة، قرى وقواعد إرهابية، وتدور أحداثها في فصول الخريف والشتاء والربيع، لتمنح اللاعب مشاهد مثيرة. تتميز اللعبة بإيقاع سريع وتنوع كبير في الأحداث. وقد تم تصميم مدينة آمرلي بدقة، رغم أن أبعادها في اللعبة أكبر بكثير من الواقع.

 

 

«قائد المقاومة؛ معركة آمرلي» هي لعبة تصويب من منظور الشخص الأول (FPS)، تم تطويرها باستخدام محرك Unreal Engine القوي، المستخدم في العديد من الألعاب العالمية. هذا المحرك أتاح للمطورين تصميم بيئات واقعية عالية الجودة.

 

 

استغرق تطوير اللعبة سنتين وأربعة أشهر، وتحتوي على 5 إلى 6 ساعات من اللعب، و40 دقيقة من المشاهد السينمائية، و12 مرحلة، و16 بيئة مختلفة.

 

 

من ميزات اللعبة هي: رواية معركة حقيقية وتضحيات المدافعين، تصميم مشاهد المعارك بتفاصيل دقيقة، استخدام تكتيكات قتالية وإدارة الموارد في ساحة المعركة.

 

 

ملحمة بحرية في قلب الخطر

 

 

لعبة «المعركة في خليج عدن» تم تطويرها من قبل مطورين إيرانيين بدعم من الجيش الإيراني، وتُظهر قوة البحرية الإيرانية. تتمتع اللعبة بإمكانات كبيرة للظهور على الساحة الدولية والحصول على تصنيفات عالمية.
كما أن جاذبيتها البصرية والأكشن فيها تجعل اللاعب مشدوداً حتى النهاية. تم تطويرها بواسطة شركة «أميتيس بازي رايان» بالتعاون مع الجيش الإيراني.

 

 

تبدأ القصة من سفينة إيرانية مختطفة، حيث يكون البطل أحد أفراد الطاقم الذي تمكن من الاختباء عن أعين القراصنة. في المرحلة الأولى، يجب على اللاعب التسلل إلى غرفة التحكم وإرسال نداء استغاثة.

 

 

أول ما يلفت انتباه اللاعب هو قائمة اللعبة، وخلفيتها التي تُظهر مشهد المطر على سطح السفينة مع موسيقى مناسبة، مما يخلق جواً من التوتر والحركة. هذا النوع من الأجواء هو سمة بارزة في الألعاب الحديثة التي تضع اللاعب في مواقف خطيرة وتوقظ فيه إرادة المواجهة.

 

 

مراحل اللعبة بسيطة، وتركّز على استمتاع اللاعب دون تعقيدات. إطلاق النار سهل، ويمكن تجاوز الأعداء بسهولة.

 

 

بشكل عام، اللعبة البحرية التكتيكية المستوحاة من مهمات حقيقية ضد القراصنة، تتميز برسومات جذابة وأسلوب لعب مثير.

 

 

معركة لا تتوقف ضد الإرهاب

 

 

لعبة «الصياد 2: تدمير المنافقين» هي لعبة أكشن من إنتاج مركز المحتوى الافتراضي التابع للقوات الجوية الإيرانية، مستوحاة من عملية «مرصاد»، وتقدم أسلوب لعب مشابه للعبة «الطيور الغاضبة». يتحكم اللاعب بطائرة مقاتلة ويجب عليه إسقاط القنابل بدقة على مواقع المنافقين.

 

 

تتيح اللعبة للاعب أن يكون طياراً يقاتل باستخدام أنواع مختلفة من الطائرات، ويواجه العدو في مضيق مرصاد، ومعسكر أشرف، ومعسكر تيرانا.

 

 

في كل مرحلة، يُمنح اللاعب ثلاث فرص لتدمير الأعداء. كلما استخدم عدداً أقل من القنابل، حصل على نقاط أعلى، ويُمنح من نجمة إلى ثلاث حسب أدائه. اللعبة تتميز بأسلوب أكشن من منظور الشخص الأول، أجواء مثيرة، قتال ضد الإرهابيين والمنافقين، مراحل متنوعة، وأسلوب لعب مشوق.

 

 

الشجاعة في سماء المعركة

 

 

لعبة «الهجوم على H3» تروي أعقد وأكبر عملية جوية في العالم، وتتضمن مراحل مثل التزود بالوقود جواً، والمرور عبر وديان وعرة لتجنب رادارات العدو.

 

 

تم تطوير هذه اللعبة باستخدام تقنية الواقع المعزز (AR) من قبل مجموعة «تنها». بعد تثبيت التطبيق على أجهزة أندرويد، تُفعّل الكاميرا، وعند توجيهها نحو صورة خريطة منطقة H3، تظهر بيئة العمليات ثلاثية الأبعاد وتبدأ المهمة.

 

 

كما تحاكي اللعبة عبور الحدود المشتركة بين تركيا والعراق، وسوريا والعراق، لقصف قاعدة الوليد.

 

 

من بين 8 طائرات شاركت في العملية، يتم التحكم بسبع منها عبر الذكاء الاصطناعي، بينما يقود اللاعب الطائرة الثامنة. تم تصميم اللعبة باستخدام لغة البرمجة ++C.

 

 

من ميزات اللعبة هي: إعادة بناء واحدة من أهم العمليات الجوية الإيرانية، محاكاة دقيقة، رسومات واقعية، وتحديات استراتيجية وتكتيكية في الطائرات الحربية.

 

 

اللعبة كأداة قوية لنقل القيم الإيرانية والإسلامية

 

 

الألعاب الإلكترونية الإيرانية، المستوحاة من بطولات الإيرانيين، ليست فقط للترفيه، بل تُعد أدوات قوية لنقل القيم السامية الإيرانية والإسلامية. من خلال سرد القصص الملحمية والأسطورية، تأخذ اللاعبين في رحلة إلى أعماق التاريخ والثقافة الإيرانية، وتُذكّرهم بأنه في مواجهة التهديدات والاعتداءات، هناك دائماً حلول متجذرة في تراثنا الغني. وفي هذه الأيام التي بلغت فيها بطولات الإيرانيين ذروتها في مواجهة الكيان الصهيوني، يمكن لتجربة هذه الألعاب أن تكون مشاركة في هذه الملحمة، وتعزز روح الوطنية والفخر القومي لدى اللاعبين.

 

 

المصدر: الوفاق