ودعا الشيخ قاسم في كلمة له في الحفل التأبيني لرجل الدين البارز السيد عباس علي الموسوي، الحكومة إلى جلسات مناقشة مكثفة لكيفية استعادة السيادة، ومناقشة الخطط والبرامج، داعياً النخب إلى مساعدة الحكومة في وضع الخطط من أجل استعادة السيادة الوطنية، عبر إغراق وسائل التواصل الاجتماعي، والفضاء الإعلامي، بمقترحات للحكومة حول كيفية استعادة السيادة.
كما دعا إلى العمل تحت شعار “نطالب حكومة لبنان باستعادة السيادة الوطنية” قائلاً: اخترت شعاراً قد يكون صالحاً لأن يكون هو المنتشر، “نطالب حكومة لبنان باستعادة السيادة الوطنية. نطالب حكومة لبنان باستعادة السيادة الوطنية”. فلنعمل تحت هذا الشعار على الأقل لمدة أسبوع، حتى نشعر هذه الحكومة بأننا معها في السيادة، وبأنها مسؤولة في أن تعمل لهذه السيادة.
وأضاف الشيخ قاسم تريدون نزع السلاح الذي حرر؟ أوقفوا العدوان. إذا كنتم تريدون بسط السيادة، أوقفوا العدوان.
*”لن نتخلى عن السلاح”
أمّا عن القرار الحكومي بنزع سلاح المقاومة، فاعتبر الشيخ قاسم أن “القرار الحكومي الأخير غير ميثاقي”، مضيفاً: “إذا استمرت الحكومة بهذه الصيغة، فهي ليست أمينة على سيادة لبنان”.
ولفت إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية تمنع السلاح الذي يحمي الوطن، مؤكّداً أنها تعبث بلبنان، وأنها ليست موثوقة بل خطراً عليه، وأن الحركة الأميركية هي حركة لتخريب لبنان ودعوة إلى الفتنة.
الأمين العام لحزب الله توجه إلى الحكومة بالمطالبة بإيقاف العدوان، إذا كانت تريد بسط السيادة، وتعمل لمصلحة البلاد.
كما أكّد أن “السلاح الذي أعزنا، والذي يحمينا من عدونا، لن نتخلى عنه”، وتابع: “السلاح روحنا وشرفنا وأرضنا وكرامتنا ومستقبل أطفالنا”.
وأضاف الشيخ قاسم: “من يريد نزع سلاحنا كمن ينزع روحنا منّا، وعندها سيرون بأسنا”.
وللحكومة اللبنانية قال الشيخ نعيم قاسم: لا “خطوة مقابل خطوة” وعلى الكيان الصهيوني وحماته تنفيذ الاتفاق أولاً، بعدها نناقش الاستراتيجية الدفاعية، داعياً الجهات اللبنانية لأن “يكونوا شجعاناً ويقفوا في وجه الضغوط”، مؤكّداً لهم: “سنكون معكم في هذا الموقف العزيز”.
* المقاومة نصير لجيش الدولة الوطني
أمّا عن المقاومة، فقال الشيخ قاسم إنّها إيمان، وإرادة، وهي وطنية وشرف وهي عزة وصمود وهي حالة معاكسة للذل والاستسلام والخنوع، مشيراً إلى أنها نصير لجيش الدولة الوطني، الذي يبقى المسؤول الأول في الدفاع عن الوطن، ويجب تسليح الجيش وتحميله المسؤولية.
وأكّد أن المقاومة لا تمنع العدوان، إنما هي رد فعل على العدوان، تواجهه وتعيق أهدافه.
كما شدّد على أن قوات الاحتلال الصهيوني قد تحتل وتقتل وتدمر، “لكننا سنواجهها كي لا تستقر، وهذا بمقدورنا”، مؤكّداً أن الاحتلال لن يتمكن من البقاء في لبنان، ولا من تحقيق مشروعه التوسعي من خلال لبنان.
وأبعد من لبنان، قال الشيخ قاسم: قصفت قوات الاحتلال الصهيوني مناطق في اليمن، ولكنها كالعادة تقصف المنشآت المدنية وتستهدف المدنيين. تضرب الكهرباء، والمباني، والسكان، والآمنين. الكيان الصهيوني رأس الإجرام. قوات الاحتلال الصهيوني التي تقوم بالإبادة في داخل غزة أمام مرأى العالم، هل يتوقع منها إلا أن تكون بهذا الإجرام في اليمن؟ لكن هنا نسجل لليمن العزيز أنه يقف موقفاً بطولياً استثنائياً نادراً أمام مرأى العالم، وسيُسجل له في التاريخ بأنه كان الوحيد الواقف بهذه الصلابة وبهذه العزة لنصرة أهل غزة ونصرة فلسطين.
أين العرب؟ أين المسلمين؟ أين العالم الحر ليقف مع غزة؟ على كل حال، هذا الموقف هو الذي سيؤدي إلى النصر إن شاء الله تعالى. ومهما تجبر الكيان الصهيوني، سيسقط في نهاية المطاف إن شاء الله تعالى.
*استعادة لبنان سيادته على ارضه
وأكد الشيخ نعيم قاسم، لبنان بحاجة إلى استعادة سيادته على أرضه، كل المشاكل التي نعانيها هي من العدو الصهيوني ومن الاحتلال، ومن الداعم الأمريكي الذي يظلل كل الأذى للبنان، ويسبب الاستمرار في الاحتلال والعدوان. إذا أردنا أن نحل مشاكلنا في لبنان، لها بداية، والبداية هي من استعادة السيادة الوطنية، يعني بوقف العدوان بشكل كامل، بالانسحاب الصهيوني من الأراضي المحتلة، ببداية الإعمار، وبالإطلاق للأسرى، من دون هذه البداية، لا يمكن أن نحل مشاكلنا.
وأضاف، الحكومة اليوم هي المسؤولة عن وضع خطة سياسية، إعلامية، عسكرية، تعبوية، من أجل تحقيق السيادة. لا يوجد استقرار من دون سيادة، ولا تنمية من دون سيادة، ولا نهضة من دون سيادة. السيادة هي الأولوية على كل ما عداها، ويجب أن تتصدى الحكومة لهذه المهمة وهذه المسؤولية.
كما دعا الحكومة اللبنانية إلى جلسات مناقشة مكثفة لكيفية استعادة السيادة، ودراسة الخطط والبرامج. فكروا كيف تستعيدونها بالدبلوماسية، وتسليح الجيش اللبناني، وقرار الحرب والسلم، واستراتيجية الأمن الوطني، والاستراتيجية الدفاعية، وكل ما يساعد على أن تستعيد الحكومة سيادة هذا البلد.
وهنا أدعو الأحزاب والنخب والمؤثرين على مستوى لبنان أن يساعدوا الحكومة في طريقة التفكير وفي إنجاز الخطط. ولذا بثوا على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الإعلام، اقتراحاتكم. أوصلوها إلى الحكومة، لترى أنه توجد مقترحات كثيرة قابلة لأن تُطبَّق، ولأن تحملها هذه الحكومة.
*تخصيص أسبوع لتقديم المقترحات
خصصوا هذا الأسبوع. دعونا نقول: من اليوم الاثنين إلى يوم الأحد، خصصوا هذا الأسبوع لتقديم مقترحات إلى الحكومة. طالبوها، حتى لو أغرقتم الحكومة بالاقتراحات. هذا يساعد في موقع للحكومة، وفي موقع للوزراء على مستوى التواصل الاجتماعي. أغرقوا مواقعهم باقتراحاتكم. ناشدوهم، تحدثوا معهم، حثوهم، قولوا لهم بأنكم حاضرون. املأوا الشاشات والإعلام بالمطالبة بالسيادة. هذا أمر أساسي يجب أن يتحقق.
اكتبوا المقالات، وانشروا هذه الأولوية. ولو انصرع الأجانب من حسكم الوطني السيادي الجامع الذي يملأ لبنان، لا تتركوا ساحة لبنان، ولا فضاء لبنان، ولا إعلام لبنان، إلا وتكون السيادة هي المطلب الأساسي من الحكومة لتعمل عليه.
وقال الشيخ قاسم: سمعت من عدد من المحللين والأحزاب أنهم يقولون بأن المقاومة قد أدت وظيفتها، ولم يعد لديها وظيفة. لماذا أدت وظيفتها ولم يعد لديها وظيفة؟ قالوا: لأنها لا تستطيع أن تردع العدو الصهيوني وتُسبب الخسائر الكبيرة، وبالتالي لم يعد في مجال لأن تكون المقاومة هي التي تحمي، كما كانت لمدة أربعين سنة أو تزيد.
يبدو أنهم لا يعرفون ما معنى المقاومة، وما تقوم به المقاومة. أنا اليوم سأعرفكم عن المقاومة.
ما هي المقاومة؟
المقاومة هي للدفاع والتحرير. المقاومة هي شعب وأهالي. المقاومة هي إيمان وإرادة. المقاومة هي وطنية وشرف. المقاومة هي عزة وصمود.
هذه المقاومة هي حالة معاكسة تماماً للذل والاستسلام، والخضوع، وقبول الإملاءات الأجنبية.
المقاومة هي تضحيات بالدم والمال، والجرح، والأسر.
المقاومة ليست جيشاً لدولة، بل هي نصير لجيش الدولة الوطني.
ليست بديلاً عن الجيش، لكنها تساند وتساعد، ويبقى الجيش هو المسؤول الأول عن الدفاع عن الوطن.
يجب تسليح هذا الجيش، ودعمه، وتحميله المسؤولية. هو الذي يجب أن يحمي البلد. أما المقاومة فهي عامل مساعد.
بناء على هذا التعريف، المقاومة لم تفقد وظيفتها.
يقولون: “قوات الاحتلال تعتدي، ولم تستطيعوا أن تمنعوا العدوان ”. يا أخي: “نحن نواجه العدوان، لا نمنع العدوان. العدوان حتى يمنع، يحتاج إلى مواجهات عديدة، يحتاج إلى إيقاع خسائر كبيرة بهذا العدو، يحتاج إلى تضحيات وصبر، يحتاج إلى تعاون وتصدي بين الجيش والشعب والمقاومة. وبعد فترة من الزمن نقدر نمنع العدو، ونرسم معادلة معينة.”
*حكومة لبنان اتخذت القرار الخطيئة
الشيخ قاسم أكد أن حكومة لبنان اتخذت القرار الخطيئة بتجريد المقاومة وشعب المقاومة من السلاح، أثناء وجود العدوان الصهيوني ونواياه التوسعية بإشراف أمريكي آثم. هذا القرار الحكومي غير ميثاقي، وهذا القرار الحكومي اُتخذ تحت الإملاءات الأمريكية الصهيونية.
هذه الحكومة، إذا استمرت بهذه الصيغة، هي ليست أمينة على سيادة لبنان، إلا إذا تراجعت عن قرارها. والتراجع فضيلة.
اعلموا أن الكيان الصهيوني لا يخدم من يخدم مشروعها. وهذه تجربة “لحد” و”حدّاد” موجودة أمامنا.
لذلك خلينا نكون معاً، خلينا نتعاون. هذا السلاح روحنا وشرفنا وأرضنا وكرامتنا ومستقبل أطفالنا.
كلنا واحد على الأرض: حزب الله، حركة أمل، القوى الحليفة، الشعب اللبناني، أهل الجنوب، والبقاع، والجبل، والشمال، والضاحية، وبيروت. لدينا أنصار كثر يزيدون عن نصف الشعب اللبناني، فضلاً عن القوى السياسية المؤثرة. هؤلاء كلهم معاً لحماية السلاح من أجل حماية لبنان، وحماية مقاومة لبنان، وأهل لبنان، وشعب لبنان، وعزة لبنان.
كما تطرق الأمين العام للحزب، إلى ذكرى ميلاد النبي محمد(ص) المقبلة، وذكرى وفاته التي مرت منذ أيّام، وتحدّث عن الذكرى السنوية لتغييب الإمام موسى الصدر، واصفاً إياه بالحريص على الوحدة الوطنية في وطن هو لنا جميعاً.