كتبت صحيفة جيروزاليم بوست : “بالنظر إلى الصور والتغريدات، يبدو أن مجموعةً من أعضاء الكونغرس قد وصلت إلى إسرائيل: أعضاء مجلس الشيوخ يلتقطون الصور مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأعلن السفير الأمريكي أن “نظام الحزبين في إسرائيل على قيد الحياة وبصحة جيدة”.
لكن صحيفة جيروزاليم بوست، وفي إشارة إلى السبب الرئيسي لزيارة المسؤولين الأمريكيين للأراضي المحتلة، كتبت: لكن الواقع هو أن الوضع الحالي في إسرائيل ليس طبيعياً، حيث تضغط حكومة نتنياهو على القوانين لإضعاف سلطة القضاء وإحضار مئات الآلاف إلى الشوارع للاحتجاج. إضافة إلى ذلك، هناك موجة من العنف في إسرائيل والضفة الغربية: الهجوم الإسرائيلي على الفلسطينيين في مدينة نابلس بالضفة الغربية هذا الأسبوع أسفر عن مقتل 11 فلسطينيًا، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها “قلقة للغاية”. وكل هذه الأزمات والنزاعات الداخلية والتوترات مع الفلسطينيين في تصاعد”.
کما سافر شومر، وهو يهودي ديمقراطي وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، وكذلك زعيم الأقلية الجمهورية ميتش ماكونيل، إلى الأراضي المحتلة مع وفود من أعضاء مجلس الشيوخ. وتوجهت أيضًا عدة وفود أخرى من المشرعين الأمريكيين الحاليين والسابقين إلى الأراضي المحتلة هذا الأسبوع.
المشكلة أن مسؤولي إدارة بايدن طالبوا بوقف قانون تغيير الهيكل القضائي للکيان الصهيوني، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى صراع ونزاع شاملين في الأراضي المحتلة.
لقد أصبح تطرف حكومة نتنياهو مقلقًا، لدرجة أنه حتى رجال الدولة الأمريكيون قلقون من عواقب أفعالها، حتى أن رئيس الولايات المتحدة أدلى بتصريحات مباشرة في هذا الصدد في الأسابيع الأخيرة.
وقال السفير الأمريكي في الأيام الماضية، إن جو بايدن نصح سلطات الکيان الصهيوني بكبح الإصلاحات القضائية. وقوبلت تصريحات السفير الأمريكي في الأراضي المحتلة بردود فعل حادة من قبل المسؤولين وأنصار حكومة نتنياهو.
عامي خاي شكلي، وزير حكومة بنيامين نتنياهو وأحد أنصار قانون تغيير الهيكل القضائي للکيان الصهيوني، ردّ في مقابلة على تصريحات توم نيدز، السفير الأمريكي في الکيان الإسرائيلي بالقول: “أقول للسفير الأمريكي بكل بساطة، اهتمّ بشؤونك الخاصة”.
تشهد الأراضي المحتلة حاليًا أكثر المظاهرات المناهضة للحكومة غير المسبوقة، ويعارض جزء كبير من سكان الأراضي المحتلة قرار حكومة نتنياهو ويطلقون عليها ديكتاتورية.
ويؤكد معارضو نتنياهو أن خطة تغيير الهيكل القضائي ستحول نتنياهو إلى ديكتاتور، ديكتاتور لا يستطيع أحد التعامل مع سلطته وصلاحياته.
وصلت الخلافات الداخلية حول هذه القضية، إلى مستوى حذر فيه مسؤولون سابقون في حكومة نتنياهو وخبراء صهاينة من أنه إذا استمر الوضع الحالي، فستكون “إسرائيل” على شفا أزمة اجتماعية كبيرة قد تضر بوجودها. كما تشير استطلاعات الرأي في هذا المجال، إلى ظهور فجوة بين سكان الأراضي المحتلة في القضايا الأخيرة.
ويعتقد الخبراء والمحللون الصهاينة أنه من أجل منع وقوع كارثة في الکيان الإسرائيلي، يجب على حكومة نتنياهو والمعارضة التفاوض مع بعضهما البعض في أقرب وقت ممكن، والتوصل إلى اتفاق بشأن القضايا المتنازع عليها.
لکن على الرغم من كل المعارضة والاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو وخطة تغيير الهيكل القضائي، وافق الكنيست الصهيوني على هذه الخطة المثيرة للجدل يوم الاثنين الأسبوع الماضي.
والآن، يبقى أن نرى أنه إذا تم تنفيذ هذه الخطة، فما هي الأدوات التي سيلجأ إليها خصوم نتنياهو لمواجهته، وإلى أي اتجاه ستذهب أوضاع المناطق المحتلة، وهو موضوع سيتضح في الأيام والأسابيع القادمة.