وتعتمد المنصة على خوارزميات الذكاء الاصطناعي وأنظمة التعلم العميق وأدوات القياس النفسي المتطورة، حيث تحول عملية اختيار التخصص الدراسي من مجرد استشارة عامة إلى عملية علمية دقيقة مخصصة وفقًا لسمات الشخص وذات رؤية مستقبلية. وتم تصميم النظام لتحليل القدرات الفردية والميول النفسية ومتطلبات سوق العمل المستقبلية، ويُعتبر هذا الابتكار نقلة نوعية في مجال التوجيه الأكاديمي والمهني باستخدام التكنولوجيا المتقدمة.
وأضاف محمد علي إسلامي بور، أحد المسؤولين عن المشروع: يُعدّ اتخاذ القرار بشأن المسار التعليمي والمهني من بين أكثر الخيارات تعقيداً وأهمية التي يواجهها الفرد في حياته.. خيار لا يؤثر فقط على المستقبل الوظيفي، بل أيضاً على جودة الحياة والرضا الداخلي والنمو الشخصي.
وتابع قائلاً: في ظل الظروف الحالية حيث يختار العديد من الطلاب مسارهم التعليمي بناءً على الدرجات أو الضغوط الاجتماعية أو آراء الآخرين، يجب أن يتم اختيار التخصص الدراسي على أساس فهم علمي للقدرات المعرفية وأساليب التعلم والاهتمامات والمهارات الفردية.
وتمكّن مبتكرو منصة “مسير شناس” من تطوير منهجية مبتكرة تعتمد على البيانات، حيث حولوا عملية اكتشاف المواهب واختيار التخصص من مجرد تخمينات إلى تحليل علمي دقيق يستند إلى أحدث نظريات علم النفس والتقنيات المتطورة.
ويعتمد هذا النظام على تكامل بين الذكاء الاصطناعي، خوارزميات التعلم العميق، واختبارات نفسية متخصصة لتصميم مسار تعليمي ومهني دقيق ومخصص لكل فرد. وتقدم المنصة خدمتها عبر تحليل متكامل من سبع مراحل تشمل اكتشاف المواهب الفطرية، تحديد أنواع الذكاء المتعددة “كالمنطقي واللفظي والحركي والاجتماعي”، تحليل الميول المهنية، تقييم القدرات المعرفية، تشخيص أنماط الشخصية، مواءمة النتائج مع متطلبات سوق العمل، وأخيراً وضع خطة تنموية شاملة. وتمثل هذه المنصة قفزة نوعية في مجال التوجيه الأكاديمي باستخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في تحليل الشخصية والقدرات الفردية.
تحليل الميول الأكاديمية والمهنية
يقدم النظام تحليلاً شاملاً للميول الأكاديمية والمهنية يشمل تقييم القيم والتفضيلات الشخصية، وقياس مستوى الإبداع والابتكار، وتحليل الذكاء العاطفي والمهارات الاجتماعية؛ بالإضافة إلى تشخيص دقيق للشخصية وفق أحدث النماذج الدولية المعتمدة. وأكد القائمون على المشروع أن هذه المنهجية لا تقتصر على الكشف عن المواهب والقدرات الفردية بدقة، بل تمتد لتقديم توصيات مخصصة للمسارات التعليمية والمهنية التي تتناسب مع سمات الشخصية واحتياجات سوق العمل المستقبلية.
وأوضح المطورون أن ما يميز “مسیر شناس” هو اعتماده على تحليلات علمية مبنية على بيانات شخصية دقيقة، بدلاً من الاكتفاء بالتصنيفات الآلية أو الاعتماد على الدرجات الأكاديمية فقط. كما أشاروا إلى توقعات منتدى الاقتصاد العالمي ومعهد ماكنزي التي تشير إلى أن أكثر من 40% من الوظائف التقليدية ستشهد تغييرات جذرية أو ستختفي تماماً بحلول عام 2030، مما يبرز أهمية هذا النوع من الأنظمة الذكية في التخطيط للمستقبل الوظيفي.