وتمكّن فريق بحثي من معهد الكيمياء والفيزياء الحيوية بجامعة طهران IBB بقيادة “محمد علي خياميان” من تطوير تقنية لإنتاج فقاعات دقيقة ليبيدية كعامل تباين متخصص في التصوير بالموجات فوق الصوتية وتخطيط صدى القلب.
ويُعدّ انخفاض التباين في الصور أحد التحديات المهمة في التصوير بالموجات فوق الصوتية وتخطيط صدى القلب. وفي العديد من الحالات، ونظرًا لعدم كفاية الوضوح، يضطر الأطباء إلى اللجوء إلى طرق تصوير أكثر تدخلاً وأعلى تكلفة.
ومن خلال تحديد هذه الحاجة الحيوية، قدّم الباحثون في هذا المشروع حلاً إبداعيًا يعتمد على تقنية النانو: إنتاج عامل تباين قائم على فقاعات دقيقة ذات غلاف-نواة من الدهون والغاز. ونظرًا لخاصية عالية في عكس الموجات فوق الصوتية Echogenicity، تمتلك هذه الفقاعات الدقيقة قدرة ملحوظة على عكس الموجات فوق الصوتية ويمكنها أن تزيد بشكل فعال من تباين الصور.
ويتكون الهيكل العام لهذا المنتج من نواة غازية يتم استقرارها بواسطة غلاف مصنوع من الدهون، ويقل حجم هذه الفقاعات الدقيقة عن 10 ميكرون. ونظرًا لأبعادها المجهرية، فإنها قادرة على المرور عبر الأوعية الدموية والوجود بأمان في الجسم. هذه الميزة تؤدي، إلى جانب الموجات فوق الصوتية، إلى تحسين جودة ووضوح صور السونار والإيكو بشكل ملحوظ.
إن استخدام هذه الفقاعات الدقيقة كعامل تباين لا يؤدي فقط إلى زيادة كبيرة في تباين الصور، بل يوفر للأطباء أيضًا إمكانية تشخيص الأمراض بشكل أسرع وأدق. هذا يمكن أن يؤدي إلى تقليل الحاجة إلى فحوصات مكلفة، وتقليل الأخطاء المحتملة، وفي النهاية توفير الوقت وتكاليف علاج المرضى.
وتم تنفيذ هذا المشروع تحت إشراف الدكتور محمد علي خياميان وزملائه، حيث تمكن هذا الفريق من إنتاج النماذج الأولية لهذا المنتج بنجاح.
الميزة الرئيسية لهذا المنتج هي زيادة كبيرة في تباين الصور الطبية؛ وهو عامل يخلق تحسنًا ملحوظًا في عملية تشخيص الأمراض، سوف يشمل السوق المستهدف لهذه التكنولوجيا عيادات الأشعة والمستشفيات التي ستستفيد مباشرة من تحسين جودة التصوير.
وفي ظل الظروف التي تكون فيها عوامل التباين المستخدمة في البلاد مستوردة في الغالب، يمكن لهذا الإنجاز أن يلعب دورًا مهمًا في تقليل الاعتماد على الخارج وتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة.
وتم تعريف هذا المشروع كواحد من المشاريع الموجهة نحو المنتج التي تدعمها لجنة تطوير تقنية النانو، ويتم حاليًا متابعة مسار تسويقه. ونظرًا لإمكانات التطبيق العالية لهذه التقنية، من المتوقع أن نشهد طرح هذه الفقاعات الدقيقة في سوق الأجهزة الطبية في البلاد في المستقبل القريب.
ويعتقد الباحثون في هذا المشروع أن تقنية الفقاعات الدقيقة الليبيدية؛ بالإضافة إلى تطبيقاتها في التصوير بالموجات فوق الصوتية وتخطيط صدى القلب، يمكن أن تتطور في مجالات أخرى مثل إيصال الأدوية المستهدف والعلاجات القائمة على الموجات فوق الصوتية، وهذا يخلق آفاقًا جديدة للتطبيقات متعددة التخصصات لتقنية النانو- biotechnology في الطب الحديث.
مع التسويق الناجح لهذا المنتج، يمكن لإيران أن تكون من بين البلدان الرائدة في تطوير عوامل التباين النانوية للتصوير الطبي، وأن تتخذ خطوة مهمة في تعزيز خدمات التشخيص والعلاج.