إلى ذلك، أعلن رئيس مكتب رئيس الجمهورية عن زيارة مرتقبة للرئيس بزشكيان إلى الصين، موضحاً أن هذه الزيارة ستتم قريباً. وأعلن محسن حاجي ميرزائي، على هامش اجتماع الحكومة: “ستتم هذه الزيارة في إطار قمة منظمة شنغهاي للتعاون”.
*دخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران
من جانبه، أكد وزير الخارجية، سيد عباس عراقجي، أن دخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران جاء بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي، وذلك لمراقبة عملية استبدال الوقود في محطة بوشهر للطاقة، وقال: لم يتم الموافقة بشكل نهائي على أي نص لاتفاقية بشأن إطار تعاون جديد بين إيران والوكالة.
وأشار عراقجي، أمس الأربعاء، إلى تصريحات مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن دخول مفتشي الوكالة إلى إيران، وقال: إن القانون الذي أقره مجلس الشورى الإسلامي قد جعل التعاون مع الوكالة مشروطاً بقرار المجلس الأعلى للأمن القومي؛ وبناء على ذلك ووفقاً للقانون، تُحال جميع طلبات الوكالة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي للبت فيها. وأضاف: الآن تم اتخاذ القرارات بشأن استبدال الوقود في محطة بوشهر للطاقة، والتي يجب أن تتم تحت إشراف مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأي نوع من التعاون سيكون في إطار قانون مجلس الشوری الإسلامي لخدمة مصالح الشعب الإيراني.
وأكمل عراقجي: لم يتم الموافقة بشكل نهائي على نص اتفاقية التعاون بين إيران والوكالة والآلية الجديدة بعد؛ فقد جرى تبادل بعض الآراء بين الجانبين، وقدمت آراء الوكالة كتابياً عدّة مرات، ومن الطبيعي في أي تفاوض أن يتبادل الطرفان وجهات نظرهما حتى يصلا إلى نتيجة من خلال التفاوض.
وفیما يتعلق بمحور لقائه يوم أمس مع أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، أردف عراقجي: كان هناك تبادل جيد لوجهات النظر حول قضية أرمينيا وجمهورية أذربيجان والاتفاق المبرم بينهما، والمفاوضات النووية مع الأوروبيين، والمفاوضات مع الوكالة، والمناقشات حول آلية “سناب باك” وتمديدها، وقد قدم النواب تعليقات مفيدة.
*استئناف المفاوضات لكن بشروط
وفي حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، قال عراقجي: إن ايران مستعدة لاستئناف المفاوضات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية لكن بضمانات عدم تنفيذ أي إعتداء، مبيناً أن ما لم تحقّقه الضربات العسكرية على المنشآت النووية لن يتحقَّق في أي مفاوضات مقبلة مع واشنطن.
وعقب مشاركته في اجتماعات الدورة الاستثنائية لوزراء خارجية «منظمة التعاون الإسلامي»؛ لبحث دعم غزة وفلسطين، قال عراقجي بشان احتمال حدوث مواجهةً جديدةً مع الكيان الصهيوني: هناك احتمال لكل شيء، وطهران مستعدة لكل الظروف.
وأكد عراقجي أن طهران لا تزال على استعداد للدخول في مفاوضات عادلة ومنصفة بشأن برنامجها النووي، لافتاً إلى أن المفاوضات جارية مع الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا والمانيا وفرنسا)، والوكالة الدولية للطاقة الذرية لتحديد إطار جديد للمفاوضات.
وقال: لدينا استعداد لخوض مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، شرط أن يطمئننا الأميركيون بأنهم لن يقدموا على أي اعتداء عسكري في أثناء المفاوضات، مردفاً: يجب أن نتأكّد أنهم حين يأتون إلى طاولة التفاوض، فإنهم يأتون إلى مفاوضات عادلة ومنصفة تخدم مصالح الطرفين، وتُبنى على أساس المصالح المتبادلة، أما إذا كانوا يعتقدون أن ما عجزوا عن تحقيقه عبر الهجمات العسكرية يمكن أن ينجزوه من خلال المفاوضات، فلن تُعقد هذه المفاوضات. وأضاف: نحن لم نترك طاولة التفاوض في أي وقت، كنا في قلب المفاوضات حين شنَّ الكيان الصهيوني هجوماً علينا وانضمت إليه الولايات المتحدة، لذلك من المؤكد أن أي مفاوضات جديدة ـ إذا جرت ـ لن تكون مثل سابقاتها، وقد أكدتُ مراراً أن موقفنا من التفاوض غير المباشر مع أميركا لم يتغير. وتابع: الكيان الصهيوني والولايات المتحدة خلال حرب الـ12 يوماً لم يحققا أي هدف من أهدافهما، بينما قاومت الجمهورية الإسلامية بشكل بطولي، وردَّت في الوقت نفسه على الاعتداء. لقد واصلنا ضرباتنا الصاروخية على الكيان الاسرائيلي حتى اللحظة الأخيرة، بينما كان يظن أنه قادر على التصدي لها خلال 48 ساعة.
وقال: بعد 12 يوماً الكيان الصهيوني هو مَن طلب وقف إطلاق النار غير المشروط، وبما أن طلبهم جاء دون شروط فقد قبلناه، وإذا أرادوا تكرار هذا السيناريو فنحن مستعدون، لكن حرب الـ12 يوماً أثبتت أن الخيار العسكري ليس خياراً ناجحاً، بل هو خيار فاشل، لذلك أستبعد أن يعيدوا التجربة، ولكن إن أقدموا عليها فسيواجهون رداً مماثلاً، بل أقوى.
*التقارب مع دول المنطقة
وقال عراقجي: إن الأحداث والتطورات الأخيرة، وما جرى في غزة ولبنان وسوريا، والاعتداء على إيران، أثبتت للمنطقة بأسرها أن العدو الرئيسي هو الكيان الصهيوني. وأضاف: أعتقد أن الجميع بات يدرك أن الكيان الذي يهدد المنطقة كلها، ويسعى لأن تكون ضعيفةً ومبعثرةً ومتفرقةً، هو الكيان الصهيوني، وفي الاعتداء الأخير وقفت دول المنطقة كافة، من دون استثناء، إلى جانب إيران، وأدانت الكيان وحتى الهجوم الأميركي.
وشدَّد على أنه “خلال السنة الماضية، ومنذ تولي الحكومة الجديدة الحكم في إيران، بذلتُ جهوداً كبيرة لبناء الثقة بين طهران ودول المنطقة، الأمر نفسه كان قائماً في عهد الحكومة السابقة، لكننا عملنا على تسريع الوتيرة في حكومتنا الحالية، فقد التقيتُ شخصياً، خلال العام الماضي، الأمير محمد بن سلمان مرتين، كما شاركت مرة في لقائه مع النائب الأول للرئيس الإيراني. وأن عقد 3 لقاءات في عام واحد يُعد أمراً غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين البلدين”.
وأضاف: “كذلك استأنفنا علاقاتنا مع دول أخرى في المنطقة مثل مصر والأردن وغيرهما، وأصبحت علاقاتنا الآن أكثر قرباً، ومع أن العلاقات الدبلوماسية مع مصر ليست في أعلى مستوياتها، وقال: خلال لقاءاتي الأخيرة أصبح واضحاً لي أن دول المنطقة باتت لديها ثقة أكبر بالجمهورية الإسلامية، وأدركت مَن هو عدوها الرئيسي، كما أن لديها هواجس حقيقية إزاء التهديدات التي يطلقها الكيان الصهيوني ضدها، ونحن سنواصل المضي في هذا المسار”.
وكشف عراقجي عن أنه “خلال حرب الـ12 يوماً حين استهدف العدو الصهيوني منشآتنا النفطية في منطقة عسلوية، أدركنا حينها أنه يريد جر الحرب إلى منطقة الخليج الفارسي، وإشعال (حرب نفطية) هناك، لكننا قمنا باستهداف المنشآت الإسرائيلية، وبذلنا أقصى جهدنا لعدم انتقال الحرب إلى الخليج الفارسي”.
*مستعدون للعمل مع السعودية في لبنان
وأوضح عراقجي أن طهران مستعدة للتعاون مع الرياض في الملف اللبناني، مشيراً إلى أن لقاءه نظيره السعودي في جدة، الأمير فيصل بن فرحان، تخلله نقاش جيد حول لبنان، واستطرد قائلاً: “نعم هناك خلاف في وجهات النظر، لكننا تحدثنا بهدوء وفي أجواء إيجابية، ونحن على استعداد لمواصلة هذا النقاش والحوار مع الجانب السعودي حتى نصل إلى نقطة يمكن أن تساعد على حلحلة هذا الملف، ليس لدي شك في أن السعودية تريد مساعدة الشعب اللبناني، ونحن كذلك، لكن الأدوات والوسائل قد تكون مختلفة، ومع ذلك، لدي كل الأمل في أن نصل إلى نقطة مشتركة بيننا”.
*إيران مع وحدة سوريا.. وضدّ تقسيمها
وقال عراقجي: إن إيران لطالما أدانت الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، مبيناً أن هذه الاعتداءات «نتيجة تقديم تنازلات مفرطة للكيان الصهيوني». وقال: موقفنا من سوريا واضح تماماً: نحن مع وحدة الأراضي السورية والحفاظ على سيادتها وحدودها، ونرفض أي مساعٍ لتقسيمها، كما أننا نريد الاستقرار والهدوء في سوريا، فقد أثبتت التجارب أنه في غياب الاستقرار يمكن أن تتحول البلاد إلى ملاذ للجماعات الإرهابية، وهذا لا يصب في مصلحة أي دولة من دول المنطقة.
*السعودية دولة كبرى في المنطقة والعالم الإسلامي
وأكد عراقجي أن السعودية دولة كبرى في المنطقة والعالم الإسلامي، وكذلك إيران دولة كبرى في المنطقة، عشنا معاً وسنظل نعيش لسنوات طويلة، والاستقرار في المنطقة يصب في مصلحة الجانبين. أعتقد أن الاستقرار والسلام والهدوء لن يتحقق إلا عبر التعاون بين البلدين، فإيران والسعودية قطبان مهمان في المنطقة.
كما شدَّد بالقول: “البلدان مهتمان بالإسلام ومصالح المسلمين وأمنهم، ونحن نسعى بكل الطرق لتحقيق ذلك، والتعاون بيننا يصبُّ في مصلحة العلاقات الثنائية، ومصلحة المنطقة والعالم الإسلامي، ولحسن الحظ، خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً العام الماضي، فُتحت أبواب جديدة في العلاقات بين البلدين، لكن الباب الاقتصادي لم يُفتَح بشكل كافٍ حتى الآن، وهذا يتطلب مزيداً من التخطيط المشترك”.
*فنزويلا تُشيد بتضامن إيران ودعمها لها
إلى ذلك، أشاد وزير الخارجية الفنزويلي، في اتصال هاتفي مع عراقجي، مساء أمس الأول، بتضامن إيران ودعمها لاستقلال بلاده، مؤكدًا على الدفاع عنها في وجه التهديدات الأمريكية. وبحث وزير الخارجية، مع نظيره الفنزويلي إيفان جيل بينتو، هاتفيا، العلاقات الثنائية وآخر التطورات في منطقة البحر الكاريبي.
وفي إشارة إلى الخطر المتزايد الذي تشكله الأحادية العدوانية الأميركية على السلام والاستقرار العالميين، أدان عراقجي تصرفات الولايات المتحدة في توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحّة للحكومة الفنزويلية والتهديد باستخدام القوة ضدها، وأكد تضامن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع فنزويلا.
* الصداقة والأخوة بين إيران وباكستان متينة
على صعيد آخر، صرّح وزير الخارجية لدى لقائه حافظ نعيم الرحمن، أمير حزب الجماعة الإسلامية الباكستانية، في طهران: إن الصداقة والأخوة بين إيران وباكستان متينة وراسخة الجذور. وفي هذا اللقاء، أشاد وزير الخارجية بالمواقف الثابتة والحازمة لباكستان حكومةً وشعبًا، ولحزب الجماعة الإسلامية الباكستانية، في إدانة عدوان الكيان الصهيوني وأميركا على ايران، ووصف الصداقة والأخوة بين إيران وباكستان بأنها راسخة ومتينة، وأكد عزم الجمهورية الإسلامية الإيرانية على تعزيز العلاقات الودية الشاملة مع باكستان.