أُقيم مساء الجمعة في مسجد جامع عتيق بمدينة قزوين، مراسم الاحتفال العشرين لأدب الجهاد والمقاومة، تحت عنوان الحدث الوطني «أحرار إيران»، بمشاركة عدد من المسؤولين، والكتّاب، وأسر الشهداء، والأسرى المحررين، وجمع من المهتمين بالشأن الثقافي.
وفي هذا الحدث الثقافي وبالتزامن مع الحدث الوطني «أحرار إيران» وإحياءً لذكرى المحرَّرين الشامخين، وخاصة في مناسبة تكريم الشهيد حجة الإسلام “سيد علي أكبر أبو ترابي فرد”، نُشر مساء الجمعة 29 آب/أغسطس 2025 في مدينة قزوين، تقريظ الإمام الخامنئي على كتاب «باسياد بسر خاك» أي «تخليداً لإبن التراب».
تقريظ قائد الثورة الإسلامية
وقد جاء نص تقريظ قائد الثورة الإسلامية على هذا الكتاب كما يلي: “بسم الله الرحمن الرحيم، إنّ حياة هذا المجاهد في سبيل الله تُعَدّ من بين أكثر السِّيَرِ حفلاً بالأحداث والدروس، وهي حقّاً قلّ نظيرها.
تشرفتُ بلقائه لأول مرة في أوائل السبعينيات في منزلنا بمدينة مشهد. كان الشهيد أندرزكو قد جاء به وأبدى ثقته به، فسألتُه: «هل تربطكم صلة قرابة بالسيد عباس القزويني الذي كان من معارفنا في مدينة قم؟» فأجاب: «أنا ابنه». بعد ذلك، رأيته مرة في تلك السنوات أمام سجن «إوين»، ومرة أخرى بين صفوف القوات الموفَدة من قزوين في مقر قيادة الحروب غير النظامية. كذلك بعد عودته من الأسر، جمعنا تعاون وثيق لسنوات عدة.
لكن، ما كان لأحد أن يدرك، من مظهره المتواضع وطبعه الكتوم، هذا الحجم وتلك النوعية الرفيعة من الجهاد. رحمة الله ورضوانه عليه. لا يساورني شك في أنه من عداد الشهداء ذوي المقام الرفيع.
لقد أُعِدَّ هذا الكتاب بأسلوب فنيٍّ بارع وممتاز. سلمت يدا الكاتب”. “بهمن 1388 هـ. ش (شباط/فبراير 2010 م)”.
الحرب تستمر في ميدان الرواية
وفي كلمته خلال الحفل، قال سيد مهدي إبراهيمزاده، رئيس مكتب حفظ ونشر آثار قائد الثورة الإسلامية: “الحرب لا تنتهي في ساحة المعركة، بل تستمر في ميدان الرواية، حيث تبرز حقيقتها وتُخلّد في الذاكرة.”
وأضاف أن كتاب «باسياد بسر خاك» ليس مجرد عمل أدبي، بل هو تجسيد حيّ لأدب الجهاد والمقاومة، الذي يعكس عمق الهوية الثقافية الإيرانية، مشيراً إلى أن إصدار التقاريظ من قبل قائد الثورة يُعد خطوة لترسيخ قوة الجمهورية الإسلامية.
من جهته، ألقى الباحث الأدبي والرئيس السابق للمكتبة الوطنية، سيد عليرضا مختاربور، مقتطفات من مقال بعنوان «المعلم في التقوى والوعي والصمود»، مستعرضاً سيرة ثلاثة رموز من مواليد عام 1939 م، وهم: الشهيد حجة الإسلام سيد علي أندرزكو، الأسير المحرر حجة الإسلام سيد عليأكبر أبوترابي فرد، والجريح آية الله العظمى السيد علي الخامنئي.
ونجل الشهيد حجة الإسلام سيد علي أكبر أبوترابيفرد أعرب عن شكره وامتنانه للعناية التي أولاها قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي، واختُتم الحفل بقصيدة مؤثرة للشاعر الراحل السيد حسن حسيني، وصف فيها الأسرى المحررين بأنهم “رسلٌ في ساحات القتل، أنشدوا رغم القيود، وكان إنشادهم إعجازاً… يا قلب، إن لم تكن حجراً، فآمن”.