ونُشر بحث مبتكر في المجلة الدولية “Forests” يتناول تقدير الكربون الأزرق في غابات المانغروف “الحرا” باستخدام بيانات الطائرات المسيرة والقياسات الميدانية.
ويُعتبر هذا الدراسة، التي أجريت بالتعاون بين باحثين إيرانيين وباستخدام تقنيات التصوير غير المدمرة، خطوة مهمة في طريق الحفاظ على النظم البيئية الساحلية ومكافحة التغيرات المناخية.
وشارك في إعداد هذه الورقة البحثية كل من: الدكتور كيان كبيري، عضو الهيئة العلمية في المعهد الوطني لعلوم المحيطات والغلاف الجوي، والدكتور بهروز أبطحى، أستاذ في جامعة شهيد بهشتي، وعلي كريمي، خريج ماجستير في علم الأحياء البحرية.
وأوضح الدكتور كيان كبيري: “في هذا البحث، اعتمد الفريق العلمي على بيانات التصوير الجوي بالطائرات المسيرة والقياسات الميدانية لتقدير الكتلة الحيوية فوق الأرضية Above-Ground Biomass ومخزون الكربون الأزرق في أشجار المانغروف من نوع أفيسينيا مارينا Avicennia marina بمنطقة “ملغانزة” القريبة من المحمية الطبيعية “مند” في جنوب إيران.
وأظهرت النتائج إمكانية استخدام الطائرات المسيرة التجارية مثل نموذج Phantom 4 Pro، مع الدمج بين تقنيات التصوير الجوي والنماذج القياسية الحيوية، لتوفير تقديرات دقيقة لمخزون الكربون دون الحاجة لقطع الأشجار أو الدخول الميداني للمناطق الوعرة.
وتمثل هذه المنهجية حلاً غير اجتياحي يحافظ على النظام البيئي، مع توفير في التكاليف مقارنة بالطرق التقليدية ودقة عالية في التقديرات الكمية، كما أنها قابلة للتطبيق في المناطق ذات الظروف الصعبة.
وتفتح هذه الطريقة المبتكرة آفاقاً جديدة في مجال البحث العلمي البيئي، حيث يمكن استخدامها لتعزيز إدارة الموارد الطبيعية المستدامة، وتطوير أنظمة الرصد البيئي، ودعم جهود الحفاظ على النظم البيئية الساحلية، والمساهمة في تحقيق أهداف مكافحة التغير المناخي، مع الحفاظ على سلامة النظم البيئية الحساسة.
ويُعرّف الكربون الأزرق Blue Carbon بأنه الكربون الذي تمتصه النباتات الساحلية مثل أشجار المانغروف (الحرا) وأعشاب البحر والطحالب من الغلاف الجوي، ثم يُخزّن في الكتلة الحيوية (مثل الجذوع والأوراق) وفي التربة. ويلعب هذا الكربون دوراً بالغ الأهمية في تقليل غازات الدفيئة ومكافحة التغيرات المناخية.
وتكمن أهمية التقدير الدقيق للكربون الأزرق في هذه الدراسة في إمكانية قياس كمية الكربون المخزّن في المنطقة دون الحاجة إلى تدمير البيئة أو قطع الأشجار، مما يخدم أغراض التخطيط البيئي وحماية الموارد الطبيعية.
عندما تتمتع منطقة ما بمستويات عالية من الكربون الأزرق، فإنها تُعتبر خزاناً طبيعياً لمكافحة التغير المناخي. وبالتالي، يصبح الحفاظ على هذه المناطق ضرورة بيئية وأمراً ذا قيمة عالية من الناحية البيئية.