وذلك وسط المخاوف بشأن تدهور الحالة النفسية للجنود، وسط دعوات لمراجعة ظروفهم ودعمهم نفسيًا. وأوضح الجيش أن الجندي قد انضم للخدمة قبل نحو عام ونصف، وشارك في العمليات العسكرية على غزة خلال الحرب المستمرة منذ 696 يومًا، فيما فتحت الشرطة العسكرية تحقيقًا في ملابسات الحادث، على أن تُرفع نتائجه لاحقًا للنيابة العسكرية، كما تم إبلاغ عائلة الجندي بوفاته.
وبحسب بيانات الجيش، ارتفع عدد حالات الانتحار بين الجنود منذ مطلع العام إلى 19 حالة على الأقل، فيما سُجلت 21 حالة في عام 2024 و7 حالات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، ما يعكس قفزة غير مسبوقة مقارنة بمعدل السنوات العشر الأخيرة الذي بلغ نحو 13 حالة سنويًا.
وأرجع الجيش هذا الارتفاع إلى الاستدعاءات الكثيفة، لاسيما بين قوات الاحتياط، والضغط النفسي الذي يواجهه الجنود خلال الجولات القتالية. وفي تموز/يوليو الماضي، أعلن رئيس شعبة القوى البشرية بالجيش عن تشكيل لجنة لدراسة الدعم النفسي والاجتماعي المقدم للجنود المسرحين وأفراد الاحتياط، بعد انتحار جندي عقب مشاركته في جولة قتالية طويلة. وتشير شهادات بعض العائلات إلى أن التجارب القتالية العنيفة ومشاهد الحرب كانت سببًا مباشرًا في تدهور الحالة النفسية للجنود ودفعهم إلى إنهاء حياتهم.
وتكشف معطيات إضافية أن 13 جنديًا على الأقل أقدموا على الانتحار بعد انتهاء خدمتهم منذ بداية الحرب، بينهم 6 منذ مطلع العام الجاري، فيما ترى منظمات متخصصة بعلاج اضطرابات ما بعد الصدمة أن العدد الفعلي أعلى بكثير، مع وجود حالات خارج نطاق التوثيق الرسمي. ويشير التقرير إلى أن معظم هؤلاء الجنود عانوا صدمات شديدة خلال مشاركتهم في الحرب أو مواجهات سابقة، ما ساهم في انهيار حالتهم النفسية.
وخلال شهر آب/أغسطس الماضي وحده، سُجلت 7 حالات انتحار بين الجنود، بينهم ثلاثة في الخدمة النظامية، وضابط احتياط، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين بعد تسريحهم، مما يعكس استمرار تفاقم الأزمة النفسية بين صفوف الجيش الإسرائيلي.