بقائي: ننظر إلى التجربة السابقة فيما يتعلق بالمقترح الأمريكي للمفاوضات المباشرة

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية "إسماعيل بقائي" فيما يتعلق باقتراح وزير الخارجية الأمريكي إجراء محادثات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة" إن الکیان الصهيوني شن العدوان علینا في خضم عملية تفاوضية، بدعم من الولايات المتحدة ولا يمكننا بالتأكيد الحديث عن المستقبل دون الأخذ في الاعتبار تجارب الماضي."

وقدّم “اسماعیل بقائي” خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، تعازيه للشعبين اليمني والفلسطيني بمناسبة استشهاد رئيس الوزراء اليمني “أحمد غالب ناصر الرهوي” وعدد من وزراء الحكومة اليمنية خلال العدوان العسكري الصهيوني.

 

وقال: إن هذا العمل جريمة حرب واضحة وانتهاك صارخ للقواعد الدولية ويدل علی طبيعة الکیان الصهیوني الذي لا يعرف حدودا وقیودا.

 

وأضاف بقائي: تزامن هذا الإجراء مع تكثيف الإبادة الجماعية في غزة والضفة الغربية، وشهدنا استشهاد الفلسطينيين بسبب الجوع والعطش والقصف وإطلاق النار المباشر في طابور الطعام واستشهد نحو 2500 شخص في طابور الطعام کما يستشهد يوميا نحو 100 فلسطيني بريء، و إن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عاجزتان عن اتخاذ أي إجراء فعال لوقف هذه المجزرة بسبب الدعم الأمريكي لهذا الکیان، لكن الرأي العام الدولي، بما في ذلك وسائل الإعلام والصحفيون، كانوا في طليعة توعية الرأي العام.

 

وتابع قائلا : احتجت أكثر من  250 وسيلة إعلام على مقتل الصحفيين في قطاع غزة، وذلك بقطع بثها وتسويد صفحاتها الأولى وهو یدل علی اشمئزاز المجتمع الدولي من الإبادة الجماعية، ورسالة إلى داعمي إسرائيل لوقف أفعالهم.

 

الولايات المتحدة عرقلت العمليات الدبلوماسية مع إيران مرات عديدة خلال العقد الماضي

 

و ردا على سؤال حول استعداد وزير الخارجية الأمريكي للتفاوض المباشر مع إيران، مع ترحيبه بقرار ثلاث دول أوروبية ببدء ما يسمى بعملية “سناب باك”قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: فيما يتعلق بالولايات المتحدة، يجب أن نضع دائما في اعتبارنا أننا واجهنا عدوانا من الکیان الصهيوني بدعم من الولايات المتحدة في خضم عملية التفاوض و لا يمكننا بالتأكيد الحديث عن المستقبل دون النظر إلى التجارب السابقة.

 

وأضاف بقائي: عرقلت الولايات المتحدة، العمليات الدبلوماسية مرتين أو ثلاث مرات على الأقل خلال السنوات العشر الماضية وانسحبت من الاتفاق النووي في عام 2017، دون أي سبب أو عذر. ومؤخرا، وبالتزامن مع عملية التفاوض، نفذ الکیان الصهيوني، بالتنسيق والتعاون مع الولايات المتحدة، اعتداءاته غير القانونية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. تدل هذه الحالات علی  أن الولايات المتحدة لم تكن لديها نوايا حسنة منذ البداية وإذا نظرنا إلى تصريح وزير الخارجية الأمريكي، الذي رحب فيه ببدء عملية استعادة قرارات مجلس الأمن الملغاة، ودعم هذا الإجراء، ووصفه بأنه إجراء يتماشى مع أمر الرئيس الأمريكي، كل هذا يدل على أن خطة أميركا منذ بداية دخول الإدارة الجديدة إلى البيت الأبيض كانت تعطيل خطة العمل المشترك الشاملة وفرض ضغوط غير قانونية على إيران.

 

إيران والصين وروسيا تعتقد أن الترويكا الأوروبية لا تملك الأهلیة القانونية لتفعيل آلية “سناب باك” 

 

وفيما يتعلق بالتكهنات أو الاحتمالات المتعلقة بآلية الزناد، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: نحن على اتصال وثيق مع روسيا والصين وقد أعربت روسيا والصين عن معارضتهما لخطوة الدول الأوروبية الثلاث لإعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الملغاة.

وأشار إلى الرسالة المشتركة لوزراء خارجية إيران والصين وروسيا بشأن هذه القضية وقال: لدينا موقف مشترك في هذا المجال؛ وتعتقد الدول الثلاث أن الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الثلاث، للأسباب المذكورة سابقا ولأسباب أخرى، لا يملكون الأهلیة القانونية لتفعيل آلية تسوية النزاعات وبدء عملية إعادة فرض قرارات مجلس الأمن الملغاة.

وأضاف بقائي: لذلك، ينبغي النظر إلى مناقشة تمديد الاتفاق في سياق هذه القضية.

و يعد التمديد التقني للقرار 2231 مسألة ينبغي طرحها في مجلس الأمن الدولي، وهو من صلاحياته و نبذل قصارى جهدنا، بالتواصل والتشاور مع الصين وروسيا، لتحقيق ما يتماشى مع المصالح الوطنية الإيرانية.

 

الرأي العام الإقليمي لم ينس الدور الهدام لتوني بلير 

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في معرض تعليقه على ادعاءات وسائل الإعلام حول الدور الذي سيلعبه رئيس الوزراء البريطاني السابق “توني بلير” في قضية غزة: إن حساسية الإعلام والرأي العام تجاه دور أشخاص مثل توني بلير دليل على حقيقة؛ وهذه الحقيقة ليست سوى تاريخ هؤلاء الأشخاص في التدخلات غير القانونية في دول المنطقة؛ تدخلات خلفت تداعیات وخيمة على دول المنطقة.

 

وقال إن ما حدث في فترة “توني بلير” كان كذبة كبرى حول وجود أسلحة دمار شامل في العراق؛ والهجوم غير القانوني على العراق وقتل مئات الآلاف من الأبرياء فيه. وما زلنا نشهد تداعیات هذا العمل وهذه جزء من إنجازات دور توني بلير في منطقتنا.

 

وتابع بقائي: فيما يتعلق بقضية فلسطين، فإن الحساسية لا تقارن حتى بالماضي؛ لأن الإبادة الجماعية تحدث الآن، ويمكن اعتبار هذه الأحداث علامات على أزمة أخلاقية عميقة الجذور في نهج الحكم في الدول الغربية.

 

واستطرد قائلا: أنتم تحاولون تهجير شعب وطرده من أرضه، سعيا وراء ربح أو عمل تجاري بدلا منه وهذا أمر غير مسبوق في التاريخ. لذا، فإن حساسية الرأي العام تجاه الدور الذي سيلعبه أمثال توني بلير في هذا الأمر منطقية جدا.

 

لم يُتخذ أي قرار بشأن استمرار جولتي المفاوضات التي أجريناها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، بشأن استمرار المفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية:” حتى الآن، لم يُتخذ أي قرار بشأن استمرار جولتي المفاوضات التي أجريناها مع الوكالة ولقد أظهر وسيظهر بالتأكيد تصرف الدول الأوروبية الثلاث، آثاره وتداعیاته في مجالات أخرى وكان هذا التصرف من جانب الدول الأوروبية الثلاث غير مسؤول وغير منطقي تماما، ونعتقد أنه لم يكن له أي أساس قانوني أو شرعي.

 

وأضاف: حتى الآن، عقدت جولتان من المفاوضات مع الوكالة بحضور ممثلين عن وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية؛ وكانت هذه المفاوضات على مستوى نائب المدير العام للوكالة، ولم تفض بعد إلى نتيجة نهائية محددة.

 

وتابع قائلا: زار مفتشان من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران لتحميل الوقود في مفاعل بوشهر النووي و كان ينبغي القيام بذلك وفقا للأنظمة والأعراف القائمة لضمان استمرارية محطة الطاقة النووية وحاليا، لا توجد عمليات تفتيش في إيران، کما لا يوجد مفتشون في البلاد.

 

وأضاف إسماعيل بقائي: اتصالاتنا مع الوكالة لا تزال مستمرة، لأن إيران عضو في معاهدة حظر الانتشار النووي واتفاقية الضمانات الشاملة، وهذه الاتصالات مستمرة على مستوى ممثلیتنا في فيينا ومع ذلك، فيما يتعلق بإعداد بروتوكول التفاعل، فإن العمل لم ينته بعد ولا يزال في مرحلة اتخاذ القرار بعد التطورات الجديدة والعدوان على المنشآت النووية الإيرانية، وفي إطار قرار مجلس الشوری الإسلامي.

 

أوروبا تفتقر إلى القدرة والإرادة للقيام بدورها وفقا لالتزاماتها بموجب خطة العمل المشترك الشاملة

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، بشأن تناقضات الحكومات الغربية في التعامل مع إيران: في كلتا الحالتين، هناك تقاعس وإهمال متعمد. عندما يتحدثون عن خطة العمل  المشتركة الشاملة، علينا أن نسألهم: عن أي خطة العمل المشترك الشاملة تتحدثون؟ “.

 

وأکد أن اتهام إيران بعدم التزام بتعهداتها بموجب خطة العمل المشترك الشاملة هو في الواقع ادعاء محفوف بسوء النية وقال إن الأطراف التي لم تفِ بالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة منذ عام ٢٠١٨، ليست في وضعٍ يسمح لها باتهام إيران بانتهاك التزاماتها بموجب خطة العمل هذه.

 

وتابع قائلا: إن تصرفات إيران كانت رد فعل على الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة وتقاعس الأطراف الأوروبية عن التزام بتعهداتها؛ مؤکدا أن الإجراء الذي اتخذته إيران كان قانونيا تماما وفي إطار خطة العمل المشترك الشاملة، لذلك، يُطلقون مثل هذه التصريحات رغم علمهم بعدم امتلاكهم أي أهلیة قانونية لاتهام إيران وللأسف، عندما يتحدثون عن الدبلوماسية، فإنهم يقصدون إجبار إيران على قبول مطالب أحادية الجانب ومطامعهم.

 

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي وثلاث دول أوروبية، التي كانت تعمل في السابق كوسطاء في المفاوضات التي أدت إلى خطة العمل  المشترك الشاملة، غيرت دورها الآن إلى أداة ضغط ومطالبة لجر إيران إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة؛ في الواقع، فهي تعترف بأنها لا تملك القدرة ولا الإرادة للوفاء بدورها وفقا لالتزاماتها بموجب خطة العمل المشترك الشاملة.

 

وقال بقائي: لقد اعتبر وزير الخارجية الأمريكي بصراحة أن تصرف الدول الأوروبية الثلاث يتماشى مع تنفيذ تعليمات الرئيس الأمريكي و وتشير العديد من التقارير الإعلامية المنشورة أمس واليوم أيضا إلى أن هذه الدول الأوروبية الثلاث قد بدأت عملية إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن غير القانونية بناءًعلى طلب الکیان  الصهيوني والولايات المتحدة.

 

نأسف بشدة لاستغلال فرصة اجتماع مجلس التعاون  لدول الخليج الفارسي لتكرار بعض الادعاءات ضد إيران

 

وقال إسماعيل بقائي، تعليقا على البيان المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج الفارسي الذي صدر أمس الإثنین، وموقف إيران من قضيتين رئيسيتين، وهما الجزر الإيرانية وحقل آرش النفطي المشترك: لقد أعلنا مواقفنا من هذا البيان بشكل مفصل تقريبا في بيان صدر صباح اليوم وأكدنا في هذا البيان، أن تكرار هذه الادعاءات التي تعد بمثابة طمع في جزء من أراضي دولة مستقلة، أمر مرفوض تماما وهذه الادعاءات وتكرارها لا يُعطي أي حق للطرف الآخر، بل يؤجج سوء الفهم، في وقت يجب فيه على المنطقة أن تتحد بصوت واحد في مواجهة الخطر الرئيسي وهو المیول التوسعیة للكيان الصهيوني وتحريضه على الحروب، وإبادة الشعب المسلم في فلسطين المحتلة.

 

وتابع قائلاً: نأسف بشدة لاستغلال فرصة هذه الاجتماعات لتكرار بعض الادعاءات ضد إيران. هذه الادعاءات لا تُغير الحقائق الجغرافية والتاريخية والقانونية المتعلقة بهذه الجزر، ولا تؤثر على سيادة إيران الراسخة والنهائية على هذا الجزء من أراضيها.

 

وفيما يتعلق بحقل آرش، أكدنا أيضا أنه لا نقبل بأي شكل من الأشكال الادعاءات الأحادية الجانب بشأن هذا الحقل استنادا إلى الحقوق التاريخية وتاريخ المفاوضات ولطالما شددنا على أهمية إجراء محادثات ثنائية مع الكويت للتوصل إلى اتفاق وتفاهم عادل ومستدام بشأن هذا الحقل المشترك، ونحن على استعداد لمواصلة هذه المفاوضات.

 

يجب محاسبة أي دولة أو حركة تتواطأ مع مخطط إبادة الشعب الفلسطيني 

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، بشأن استمرار قتل سكان غزة إن ما يجري في غزة اليوم هو استمرار للإبادة الجماعية؛ إبادة جماعية بالعنف، وقتل الناس، وجعل حوالي 90% من قطاع غزة غير صالح للسكن، وفرض المجاعة والجوع والعطش على السكان، بهدف واضح هو طرد سكان فلسطين الأصليين من أرضهم.

 

وأضاف: يجب محاسبة أي دولة أو حركة تتواطأ مع هذه المؤامرة والمخطط لإبادة الشعب الفلسطيني بأي شكل من الأشكال، ويجب اعتبارها شريكا متواطئا في الجريمة وتتحمل المنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان مسؤولية جسيمة في هذا الصدد. ولذلك فإن المناقشات التي تثار في وسائل الإعلام اليوم حول نقل سكان غزة إلى مناطق أخرى ليست أكثر من استمرار لخطة وضعها الکیان الصهيوني بدعم من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية وتم تنفيذها خلال العامين الماضيين.

 

الدبلوماسية ليست لعبة الكرة

وقال  المتحدث باسم وزارة الخارجية ردا على سؤال حول ادعاء وزير الخارجية الألماني بأن الدول الأوروبية فعلت آلية الزناد لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وأن الكرة الآن في ملعب أمريكا، قال: الدبلوماسية ليست لعبة الكرة، والأوروبيون يستخدمون كلمة “الكرة” باستمرار، ويتظاهرون بأنهم  کانوا طرف أو مفاوض موثوق به في هذه العملية، وکانت لديهم نوايا حسنة. في الواقع، يحتاج الأوروبيون إلى تعزيز الشجاعة الأخلاقية والمسؤولية التي تتناسب مع موقفهم، ليتمكنوا من لعب دور إيجابي وبناء في العمليات الدبلوماسية.

 

وقال بقائي: إن الإجراء الذي اتخذته الدول الأوروبية الثلاث كان في الواقع نقلا لجميع حقوقها السيادية في هذا الشأن إلى الجانب الأمريكي وأعلنت الدول الأوروبية الثلاث، باعتبارها الأعضاء المتبقين في خطة العمل المشترك الشاملة وجزءا من القرار 2231، أن أحد أهم شروطها لعدم إعادة العمل بقرارات مجلس الأمن الملغاة هو أن تجري إيران محادثات مع جهة فاعلة أخرى وهو يدل على عدم مسؤوليتهم وانعدام حسن نيتهم.

 

وأضاف: لو كان الجانب الأمريكي مفاوضا موثوقا به، لاستغل الفرصة المتاحة خلال هذه الأشهر الثلاثة أو الأربعة، بدًا من تفجير طاولة المفاوضات في خضم المفاوضات بمساعدة الكيان الصهيوني لذلك، يجب أن يكون واضحا للشعب الإيراني والرأي العام العالمي أن هذه الشعارات والتهديدات المتزامنة، ولجوء الطرف الآخر إلى الأداة العسكري لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، والحديث عن الدبلوماسية أثناء التفاوض مع المعتدي، كلها مؤشرات واضحة على انعدام حسن النية وعدم إيمان هذه الدول بالدبلوماسية.

 

أمريكا ليست محايدة في التطورات الدولية، بل هي جزء من الکیان الصهيوني 

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن التجربة أثبتت لنا أن أمريكا ليست محايدة ولقد أثبتت أمريكا على مر السنين أنها جزء من الکیان الصهيوني، وأنها فرضت مواقف هذا الکیان على دول المنطقة بشكل أحادي الجانب ولذلك فإن أميركا ليست في الوضع الأخلاقي الذي يسمح لها بالحديث عن الآخرين.

 

تفاعل إيران مع الوكالة الدولیة للطاقة الذریة سیکون في إطار قرار مجلس الشوری الإسلامي 

 

و قال إسماعيل بقائي ردا على سؤال حول التصريحات الأخيرة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تفتيش إيران إن تفاعل إيران مع الوكالة الدولیة للطاقة الذریة سیکون في إطار قرار مجلس الشوری الإسلامي ورأي المجلس الأعلى للأمن القومي وحتى الآن، لم يُتخذ أي قرار بشأن آلية العمل وكيفية تفاعلها مع الوكالة باستثناء ما حدث الأسبوع الماضي بشأن مفاعل بوشهر النووي.

 

التدخلات الأمريكية في دول أمريكا اللاتينية ليست جديدة

 

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بشأن الإجراءات العدائية الأمريكية ضد فنزويلا، أن إيران أعلنت موقفها الأسبوع الماضي وفي ضوء التطورات الراهنة في أمريكا اللاتينية يمكن تفسير الإجراءات الأمريكية الأخيرة على أنها عودة إلى السياسات الاستعمارية السافرة.

 

وأضاف أن التدخلات الأمريكية في دول أمريكا اللاتينية ليست جديدة، بل هي قائمة منذ عقود، لكن هذه المرة، سرعة ووضوح أفعالها غير مسبوقة. لا يُمكن بأي حال من الأحوال تبرير قيام الولايات المتحدة بحملة عسكرية على شواطئ دولة مستقلة بذريعة مكافحة تهريب المخدرات.

 

وأکد أننا ندين التدخلات غير القانونية للولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لفنزويلا ودول أخرى في المنطقة، ونحذر من أن أي استخدام للقوة ضد فنزويلا ستكون له آثار مدمرة وتداعیات وخيمة على السلام والأمن الإقليميين وإن ادعاء مكافحة الاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية ما هو إلا غطاء للتدخلات غير القانونية ومن الواضح أن هذا الادعاء ليس سوى ذريعة لتبرير التدخلات غير القانونية في دول المنطقة بالنظرإلی المعلومات المتوفرة عن علاقات بعض المسؤولين الأمريكيين بأشخاص مثل جيفري إبستين، الذي كان يدير عصابة كبيرة في مجال الاتجار بالبشر، وخاصة النساء والفتيات.

 

ادعاءات الکیان الصهيوني بشأن مشروع “إسرائيل الكبرى” یجب أن تکون بمثابة جرس إنذار لدول المنطقة 

 

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ردا على تصريحات ومزاعم الکیان الصهيوني والسلطات الأمريكية بشأن “إسرائيل الكبرى: إن جميع دول المنطقة ردت علی النقاش الذي طرحه الکیان الصهيوني حول ما يُسمى بـ”إسرائيل الكبرى” ومن الواضح تماما أن طرح مثل هذه المزاعم يتماشى مع سياسة الکیان الصهيوني التوسعية والتحريضية على الحروب. وردت جميع دول المنطقة، سواء بشكل فردي أو في بيانات مشتركة، بما في ذلك البيان الأخير لمجلس التعاون لدول الخليج الفارسي. وأدانت هذه الدول استمرار الکیان الصهيوني في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، كما أدانت إثارة مثل هذه القضايا.

وأضاف: ردود الفعل هذه غير كافية وإن ادعاءات الکیان الصهيوني يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار لكل دولة في المنطقة والمجتمع الدولي بأكمله من أجل اتخاذ إجراءات عاجلة وجادة لمنع الکیان الصهيوني من تهديد السلام والأمن الدوليين.

 

إنهاء الإبادة الجماعية في غزة أصبح مطلبا شعبيا وعالميا

 

وقال إسماعيل بقائي، تعليقا على تحرك أسطول “صمود” باتجاه غزة: هذه التطورات بالغة الأهمية، وتعكس المطالب الجادة للرأي العام الدولي من حكوماته باتخاذ إجراءات في هذا الصدد وللأسف، فشل المجتمع الدولي في أداء دوره الفعال بسبب استخدام الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية أدوات الضغط الدولية لمنح الکیان الصهيوني الحصانة المستمرة عن ارتكاب جرائمه  ومع ذلك، هذا لا يدل علی أن المجتمع الدولي غير مبال أو غير حساس تجاه الجرائم التي تحدث.

 

وأضاف أن هذه القضية والأمثلة السابقة تدل علی أن الرأي العام الدولي والضمير الإنساني أصبحا واعيين ويعانيان ويستخدمان الأدوات المتاحة لكسر الحصار عن غزة.

 

وقال إن مشاركة ما لا يقل عن 40 دولة في هذه المبادرة دليل على أن قضية فلسطين المحتلة والإبادة الجماعية في غزة أصبحت مطلبا شعبيا وعالميا. وهذا أيضا يزيد من مسؤولية وسائل الإعلام في نشر المعلومات وخلق تعبئة عالمية لوقف الإبادة الجماعية في غزة.

 

الأوروبيون لا يعرفون ما الذي يسعون إليه في المفاوضات

وقال “إسماعيل بقائي” ردا على سؤال حول الخلاف الرئيسي بين إيران والدول الأوروبية الثلاث في المفاوضات الأخيرة: الحقيقة هي أنها، على ما يبدو، لا تعرف ما تریده ومن أسباب هذا الغموض أن هذه الدول أعلنت أن أحد شروطها الثلاثة هو إجراء حوار بين إيران والولايات المتحدة ؛ في حين أن هذه الدول نفسها كانت طرفا في المفاوضات والاتفاق النووي.

 

وقال: في مرحلة ما، طُرح موضوع “التخصيب الصفري”، بالرجوع إلى تاريخ مواقف الدول الثلاث، ولكن عندما أدركت هذه الدول أن مثل هذا الطلب يتعارض تماما مع التزاماتها بموجب خطة العمل  المشترك الشاملة ، لأن الاتفاق والقرار 2231 لم ينصا على ذلك، ويتم الاعتراف بالتخصيب كجزء من حقوق إيران ، حاولت تبرير مواقفها.

 

وأضاف: على الدول الأوروبية أن تراجع مواقفها بصدق ومسؤولية، بالنظر إلى تاريخ المفاوضات وما قبلته في إطار التزاماتها بموجب القرار 2231، وعلى هذه الدول أن تحاول تبني نهج مستقل، بعيدا عن تأثير جهتين مدمرتين أخريين، وهما الکیان الصهيوني والولايات المتحدة.

 

اتفاقية الـ25 عاما الإيرانية–الصينية مستمرة دون أي تداعيات جانبية 

 

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بشأن اتفاقيات مبيعات النفط بين إيران والصين وموقف بكين من تفعيل آلية “سناب باك”: لدينا علاقات جيدة مع الصين وإن اتفاقية التعاون بين إيران والصين، الممتدة لـ 25 عاما تشمل مجالات مختلفة، بما في ذلك التجارة والطاقة وتستمر هذه الاتفاقية في مسارها دون أي تداعيات جانبية وأعلنت الصين وروسيا بوضوح موقفيهما بشأن عدم قانونية تصرفات الدول الأوروبية الثلاث.

 

وأضاف بقائي: نحن أعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس ومن الطبيعي أن تتوقع كل دولة عضو في هذه المنظمات استمرار التبادل والتعاون بين أعضائها دون أي تأثر بالتطورات الخارجية أو الضغوط غير القانونية من الدول الأخرى. لذلك، نحن متفائلون جدا بمتانة علاقاتنا مع الصين والخطط التي وضعها البلدان لتوسيع العلاقات في جميع الظروف.

 

 

 

 

المصدر: ارنا