جمعت ليلى كسرويان، عضو المعهد العالي للتعليم والبحوث في طب نقل الدم في طهران، إلى جانب زملائها من جامعة شيراز للعلوم الطبية، في بحثها، بيانات متوسط استهلاك الدم والصفائح الدموية والبلازما للمرضى المصابين بالصدمات على مدى أربع سنوات “من عام 2017 إلى 2020″، ثم تم استخدام النموذج الإحصائي للسلاسل الزمنية ARIMA للتنبؤ باحتياجات هذه المشتقات خلال العامين المقبلين. وفي النهاية، تمت مقارنة التوقعات مع البيانات الفعلية لتحديد دقة النموذج.
وأظهرت النتائج أن متوسط استهلاك الدم والصفائح الدموية ظل ثابتًا تقريبًا خلال السنوات الأربع، بينما زاد استهلاك البلازما بشكل طفيف. وكانت التوقعات قريبة جدًا من الإحصائيات الفعلية للدم والصفائح الدموية، ولكن بالنسبة للبلازما، كانت الكمية المتوقعة أعلى قليلاً من الاستهلاك الفعلي. كما كانت التوقعات قريبة من الإحصائيات الفعلية بالنسبة للـ”كريو” (أحد مشتقات الدم).
واستنادًا إلى هذه النتائج التي نُشرت في المجلة الفصلية البحثية “خون” التابعة لمركز أبحاث نقل الدم، يمكن أن يكون نموذج ARIMA أداة موثوقة للتنبؤ بطلب الدم. ويساعد استخدام هذه الطريقة بنوك الدم على تجنب النقص أو الفائض غير الضروري في الدم، وتقليل التكاليف، ودعم المرضى في الوقت المناسب خلال الفترات الحرجة.
ولا تقتصر أهمية هذا البحث على دقة التوقعات فحسب، بل تمتد إلى آثاره العملية في إدارة الموارد الحيوية. وباستخدام هذا النموذج، يمكن لمراكز نقل الدم التخطيط بفعالية أكبر لجذب المتبرعين، وتخزين وتوزيع الدم. ويمكن أن يلعب هذا الأمر دورًا منقذًا للحياة خاصة في الظروف الحرجة مثل الحوادث واسعة النطاق أو الكوارث الطبيعية.
كما يمكن أن تكون هذه النتائج أيضًا دليلًا لوضع إرشادات وطنية في مجال تخزين وتوزيع الدم. وإذا قامت المراكز العلاجية بتسجيل معلومات المرضى ومعدلات استهلاك الدم بشكل منتظم، وتم نقل هذه البيانات إلى مراكز نقل الدم، فستكون التوقعات أكثر دقة. ونتيجة لذلك، سيتشكل ارتباط أقوى بين المراكز العلاجية وبنوك الدم، مما يمكن أن ينقذ حياة المزيد من المرضى.