وأُعلن عن رحيل حرب في مستشفى ناصر الطبي بمدينة خانيونس، بعدما انهار جسده تحت وطأة الجوع والصدمة النفسية، إذ أصيب بورم سرطاني في الغدة الليمفاوية عقب الكارثة الإنسانية التي ألمّت بأسرته، دون أن يحظى بفرصة للعلاج أو حتى أبسط مقومات الرعاية الصحية.
وخلال الحرب، فقد حرب 26 فردًا من عائلته في مجازر متفرقة، ولم ينجُ من أسرته الكبيرة سوى ابن واحد يعاني من مرض عصبي. وقد وثّق في مقابلات سابقة معاناته مع الجوع والعزلة، مشيرًا إلى أنّ وزنه انخفض من 120 كغم إلى 40 فقط، وكان يكتفي بتمرٍ قليل يسدّ به رمقه.
وأشار الراحل إلى أنّ الحرب “سحقت الأكاديميين والمثقفين وأرباب العلم، ودفعَت بالجميع إلى معركة يومية قاسية من أجل البقاء فقط”، مؤكداً أنّه لم يجد حتى كرسيًا متحركًا أو معدات طبية تساعده على مواجهة الألم.
ورغم حصوله على موافقة مبدئية للسفر إلى مصر للعلاج، أُزيل اسمه من قائمة المغادرين في اللحظة الأخيرة دون تفسير. ويُعد عمر حرب أحد أبرز الوجوه الثقافية والأكاديمية في مدينة رفح، وقد عاش أيامه الأخيرة منعزلاً، مثقلاً بالجوع والمرض، حتى فارق الحياة. وتأتي وفاته في وقت تحذّر فيه منظمات فلسطينية ودولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، حيث تؤكد التقارير الأممية انتشار المجاعة رسميًا.
وأعلنت وزارة الصحة، اليوم الخميس، ارتفاع إجمالي وفيات سوء التغذية إلى 370 شهيدًا، من بينهم 131 طفلًا، جراء الحصار “الإسرائيلي” ومنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأشارت إلى أنه منذ إعلان (IPC)، سُجّلت 92 حالة وفاة، من بينهم 16 طفلًا. ومن جهتها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، في وقت سابق من اليوم، أنَّ العديد من العائلات في قطاع غزة تركت دون الضروريات الأساسية للحياة، مشيرة إلى أنه لم يسمح للوكالة بإدخال أي مساعدات منذ ستة أشهر.