وأضاف بيري: إن قبة هذا المسجد تعود إلى العصر السلجوقي، وهي معاصرة للمبنى التاريخي «الثلاث قباب» في أرومية؛ أي أن عمرها يقارب ٨٠٠ سنة. ويبلغ ارتفاع هذه القبة من الأرض حتى السقف ١٨ مترًا. ويُعد هذا المسجد فريدًا من نوعه ليس فقط من حيث القبة، بل أيضًا من حيث المحراب؛ إذ يوجد بداخله محراب يعود إلى العصر الإيلخاني، ويُعرف بأنه أول محراب إيلخاني في العالم. وقد صممه شرف شاه التبريزي، المعماري الشهير في ذلك العصر، ويبلغ ارتفاعه ٨ أمتار وعرضه ٥.٥ متر.
المحراب أجمل أجزاء المسجد
وتابع بيري: أُجريت حفريات أثرية أمام محراب المسجد الذي يبلغ عمره ٧٧٠ عامًا، وفي الجزء الخارجي من المسجد، توجد مدرسة دينية، وكان يوجد قبل عام 1993 حوض كبير في ساحتها، وكانت قناة مائية تمر بجانبه وتصل إلى الجبال المحيطة.
وأضاف: في شبستان المسجد هناك أربعون عموداً، حيث أن الأعمدة الموجودة على الجانب الأيمن تعاني من الانحراف. سابقاً، تم استخدام الحجر والساروج لترميم هذه الأعمدة؛ ولكن في الماضي كان يُستخدم الخشب داخل الأعمدة، كما كان السقف يُغطى بالخشب للحفاظ على توازن الهيكل. ومع إزالة هذه الأخشاب، انحرفت الأعمدة بفعل الزلزال.
يُعد المحراب أحد أجمل أجزاء مسجد جامع في أرومية. هذا المحراب الكبير والمزخرف بالجص يقع في الجهة الجنوبية من قبة المسجد، وقد بُني بشكل بارز وملحق في مكان المحراب القديم. يُعتبر محراب المسجد، إلى جانب محراب أولجايتو، من أثمن المحاريب في إيران، ويُصنف ضمن أكثر المحاريب زخرفةً وأكبرها وأقدمها من حيث الزخرفة الجصية في عصر الإيلخاني. وقد أبدع هذا العمل القيّم الفنان البارز عبد المؤمن بن شرف شاه التبريزي. الخطوط المستخدمة في نقوش المحراب تشمل الخط الكوفي والثلث، ونصوصها مأخوذة من آيات القرآن الكريم، وأحاديث النبي الاكرم محمد(ص)، واسم صانع المحراب.
على الهامش الخارجي للمحراب، نُقِشَت الآية ٢٥٥ وجزء من الآية ٢٥٦ من سورة البقرة بخط كوفي من الجص. كما يظهر على الهامش الداخلي نقش بخط الثلث يتضمن الآيات من ١ إلى ١٢ من سورة المؤمنون. وفي موضع الإمام أيضاً يوجد نقش بخط كوفي يضم الآية ١٨ من سورة آل عمران بشكل جصي. تم تسجيل هذا المسجد بمساحة ألف وخمسين متر مربع في عام 1935م ضمن التراث الوطني.
إحدى الأجزاء اللافتة في المحراب هي المشبكات الجصية التي تُعد من أصعب وأعقد الجوانب الفنية في فن الجص. يبدو أن هدف شرف شاه التبريزي من إبداع هذه المشبكات الدقيقة كان إظهار بقايا المحراب الأقدم باستخدام الفن اليدوي.
من الأدلة الأخرى على وجود أقدم محراب في هذا البناء هو الخط النسخي المستخدم في النقوش حول قبة المصلى وحاشية المحراب. بالإضافة إلى ذلك، بقيت خطوط متنوعة من عصور تاريخية مختلفة مثل الصفوية والقاجارية في هذا المسجد.
وبحسب حيدري، معاون السياحة في مديرية التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في محافظة آذربايجان الغربية، وبحسب الشواهد، عند إنشاء المحراب الأصغر، كان هناك نافذتان للإضاءة تقابلان بعضهما البعض ويمكن رؤيتهما في الجهة المقابلة للمحراب، لكن بعد تكبير المحراب أُزيلت النوافذ واستُبدلت بفتحتين صغيرتين لتهوية المكان والتقليل من الرطوبة.
يُعدّ هذا المسجد، إلى جانب مسجد قرية حسنلوي نقده، من بين المرشحين للإدراج في قائمة التراث العالمي، بحسب مدير عام التراث الثقافي لمحافظة أذربايجان الغربية.