تحوّل في علاج العقم بمساعدة الذكاء الاصطناعي

المركز الثالث لإيران في طب الإنجاب؛ طريق الصمود في وجه العقوبات العلمية

الوفاق/ أعلن نائب وزير الصحة للبحوث والتكنولوجيا أن إيران تحتل المرتبة الثالثة عالمياً في عام 2024 بعد الصين والولايات المتحدة في مؤشر عدد الأوراق البحثية.

وفي كلمة له خلال حفل توزيع جوائز المؤتمر الدولي السادس والعشرين لرويان والمهرجان الدولي الرابع والعشرين لرويان، الذي عُقد بحضور الدكتور علي منتظري مقدم رئيس مؤسسة الجهاد الجامعي، والدكتور عبدالحسين شاهوردي رئيس معهد رويان للأبحاث، وعلماء ضيوف من داخل البلاد وخارجها في قاعة المؤتمرات الدولية بجامعة شهيد بهشتي، قال الدكتور شاهين آخوندزاده: إن منظمة الجهاد الجامعي قد ربّت وأفـرزت جيلاً من المدراء العلميين في البلاد وعملت على تكثيرهم.

 

وأشار الدكتور آخوندزاده إلى مكانة إيران في طب الإنجاب على مستوى العالم، وقال: بناء على عدد الأوراق البحثية، تحتل إيران المرتبة الثالثة عالمياً في عام 2024 بعد الصين والولايات المتحدة، وهذه الأبحاث تم إجراؤها بنسبة 0.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وهذه هي ثمارها. وأضاف: لدينا جيل من القوى البشرية الشابة والكفؤة التي يجب أن نقدّر قيمتها.

 

وتحدّث نائب وزير الصحة حول الاستشهادات المرجعية للأوراق البحثية في هذا المجال قائلاً: في هذا المجال، نحتل المرتبة الثامنة عالمياً في عام 2024 بينما يحتل الطب السريري لدينا المرتبة 16. وأضاف: بسبب العقوبات العلمية، أصبح وجود الزملاء الإيرانيين في فرق البحث الدولية محدوداً للغاية، في حين أن التعاون الدولي يمكن أن يزيد عدد الاقتباسات عدة مرات؛ لكن على الرغم من هذه القيود، فإن إيران تحتل مكانة ملحوظة في طب الإنجاب.

 

وأشار الدكتور آخوندزاده إلى المركز الأول لإيران على مستوى المنطقة في عدد الأوراق البحثية، وقال: على الرغم من أن تركيا تنفق على البحث 11 ضعف ما تنفقه إيران ولا تواجه عقوبات علمية، إلا أن مكانتها أقل من إيران، وفي الاقتباسات أيضاً تحتل إيران المرتبة الأولى في المنطقة. وأضاف: إن مسيرة النشر العلمي الإيراني في مجال بيولوجيا الإنجاب شهدت نمواً ملحوظاً منذ عام 2004، على الرغم من وجود بعض التراجعات في سنوات مثل 2016 و2021، ومع ذلك، فإن وضع هذا المجال أفضل من متوسط العلوم الطبية في إيران. وتابع: كشف دراسة أفضل 10 باحثين إيرانيين في هذا المجال خلال الفترة من 2020 إلى 2024 أن بعضهم حاضرون في هذا التجمع، كما أظهر استعراض أفضل 10 جامعات ومؤسسات نشطة في مجال بيولوجيا الإنجاب أن معهد رويان للأبحاث، على الرغم من كونه ليس جامعة، يحظى بمكانة بارزة ومتميزة.

 

 

* آفاق جديدة لزيادة نجاح علاج العقم

 

من جانبه، قال رئيس معهد رويان للأبحاث: إن استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في عملية اختيار الأجنة وتطبيق طرق حديثة غير جراحية، يفتح آفاقاً جديدة لزيادة نجاح علاج العقم.

 

وأشار الدكتور عبدالحسين شاهوردي إلى التطورات الأخيرة في مجال علاج العقم والخلايا الجذعية، وأضاف: تشهد اليوم مجال تكنولوجيات الإنجاب المساعدة ابتكارات لافتة؛ بدءاً من استخدام الذكاء الاصطناعي في اختيار الأجنة بدقة أكبر وتحسين دورات العلاج، وصولاً إلى تطوير طرق غير جراحية لتقييم جودة الأجنة. وتابع: إن توسع تقنيات تجميد الأجنة، واستخدام علوم “الأوميكس” للتشخيص الفردي، ودمج تكنولوجيات الإنجاب المساعدة مع إنجابات الطب التجديدي والخلايا الجذعية، قد فتح آفاقاً جديدة، وهذه الابتكارات تبشر بعصر يصبح فيه طريق علاج العقم أقصر، والنجاحات أكثر، وتجربة المرضى أكثر إنسانية.

 

وأكّد رئيس معهد رويان للأبحاث: هدفنا ليس فقط إنتاج البيانات العلمية، بل نقل المعرفة إلى العيادات وتحسين جودة حياة المرضى، وكل خطوة في فهم آليات العقم وكل تقدم في مجال الخلايا الجذعية والطب الشخصي والهندسة الوراثية، تكون قيمتها عندما تؤدي إلى نتيجة عملية في علاج المرضى وترسم ابتسامة الشفاء على شفاههم.

 

وأشار الدكتور شاهوردي إلى أهمية التآزر العلمي على المستوى العالمي، مشددًا على أن: لا دولة ولا عالم بمقدوره بمفرده مواجهة تعقيدات علوم الإنجاب والخلايا الجذعية، وفي بعض الأحيان، يكون اكتشاف في طهران مصدر إلهام لأبحاث في طوكيو، وستكون الابتكارات القادمة من أوروبا بمثابة فتح جديد للمتخصصين السريريين في الشرق الأوسط، لذلك تُعدّ مؤتمرات رويان جسرًا متينًا بين المعرفة الفردية والحكمة الجماعية.

 

 

* مهرجان ومؤتمر رويان الدولي؛ منصة للتآزر العلمي

 

وهنّأ رئيس معهد رويان للأبحاث بذكرى ميلاد النبي الأكرم(ص) والإمام الصادق (ع) وبداية أسبوع الوحدة، وفي حفل افتتاح المهرجان الدولي الرابع والعشرين لرويان والمؤتمر الدولي السادس والعشرين للطب التناسلي والخلايا الجذعية والطب التجديدي، صرح قائلاً: هذا الحدث ليس مجرد تجمع علمي سنوي، بل هو نظام بيئي للمعرفة والفكر يُعرّف التفاعل البناء بين الباحثين كمحرك رئيسي للتقدم.

 

وأشار الدكتور شاهوردي إلى الإنجازات العلمية في مجال علاج الأمراض المستعصية، وقال: بفضل الله والتقدم العلمي، أصبح المرضى الذين كانوا يُعتبرون في يوم من الأيام غير قابلين للعلاج، يمتلكون اليوم مسارات جديدة للعلاج. وأضاف: إلى جانب انعقاد المؤتمر الدولي السادس والعشرين للطب التناسلي، نشهد هذا العام أيضاً المهرجان الدولي الرابع والعشرين لرويان؛ وهو مهرجان كان دائماً فرصة للتعريف والتكريم للفائزين على المستويين الوطني والدولي.

 

* التعريف بالفائزين في مهرجان رويان الدولي

 

كما أشار الدكتور شاهوردي إلى عملية تحكيم أعمال هذا العام، موضحاً: أكثر من 11 محكماً بارزاً محلياً ودولياً في مجالات الخلايا الجذعية وعلوم الإنجاب، قاموا بتقييم 62 بحثاً من إيران و15 دولة حول العالم، وفي النهاية تم اختيار بحثين وطنيين وبحثين دوليين كفائزين، أهنئ هؤلاء الباحثين مسبقاً. وتابع: هذا العام، تم تكريم باحثين وطنيين لأول مرة تقديراً لحصولهم على جوائز مرموقة كباحثين جديرين بالثناء، والهدف الرئيسي للمهرجان هو خلق الحافز بين العلماء، وخاصة الباحثين الشباب، وتوسيع التيارات العلمية في الجامعات ومراكز الأبحاث في البلاد.

 

* التأكيد على أهمية السكّان الشبابي وعلاج العقم

 

وأشار رئيس معهد رويان للأبحاث إلى الظروف الديموغرافية للبلاد، مؤكداً أنه مع استمرار انخفاض معدل الخصوبة وارتفاع متوسط سن الزواج والإنجاب، فإن اهتمام الحفاظ على السكّان الشباب يبرز أكثر من أي وقت مضى، وتؤكد السياسات العامة للحكومة الداعمة للأسر وتعزيز معدل النمو السكاني على أهمية تشخيص وعلاج ومنع العقم.

 

وأكّد الدكتور شاهوردي قائلاً: التسلح بعلوم الإنجاب، والخلايا الجذعية، والطب التجديدي، والعلاج الجيني، والذكاء الاصطناعي، والطب الشخصي، يُضيء طريق مستقبلنا، وتابع: نؤمن أنه فقط من خلال الجمع بين العلم الحديث، وصياغة السياسات الذكية، والالتزام الأخلاقي، يمكننا معًا، وفي نفس الوقت الذي نرفع فيه جودة علاج العقم، أن نساهم في الهدف الكبير المتمثل في تجديد السكّان الشبابي.

 

المصدر: الوفاق