في حين أفادت مصادر محلية، الجمعة، بانهيار برج مشتهى غرب مدينة غزة بعدما قصفته قوات الاحتلال الصهيوني للمرة الثانية وبداخله وفي محيطه مئات النازحين.
في غضون ذلك استقبل قطاع غزة، الجمعة، اليوم الـ700 من حرب الإبادة على وقع تكثيف جيش الاحتلال الصهيوني قصفه وغاراته على مناطق مختلفة بالقطاع، مما أدى لاستشهاد وجرح فلسطينيين، في حين تواصل المجاعة حصد مزيد من الأرواح.
بدورها جددت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” دعوة المجتمع الدولي، والدول العربية والإسلامية، والأمم المتحدة ومؤسساتها، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، للاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه شعبنا وما يتعرض له من إبادة، وأخذ دورهم في لجم حكومة الاحتلال الفاشي، ووقف جرائمها، ومحاسبتها على جرائمها ضد الإنسانية.
بالتزامن شهدت الضفة الغربية المحتلة سلسلة من الاقتحامات والاعتداءات الجديدة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني والمستوطنين، أسفرت عن إصابات واعتقالات متفرقة في عدة مناطق.
*الاحتلال يعلن تدمير المباني المتعددة الطوابق في غزة
أكد وزير الحرب الصهيوني المجرم يسرائيل كاتس، الجمعة في تغريدات له على منصة “إكس” إصدار ما وصفه بـ” أول بلاغ لإخلاء مبنى متعدد الطوابق في مدينة غزة قبل استهدافه”، وقال “عندما ينفتح الباب لن يغلق وستتزايد عملياتنا تدريجيا حتى تقبل حماس شروطنا لإنهاء الحرب”، على حد تعبيره.
ونقلت وسائل إعلام صهيونية عن مصدر أمني أن سلاح الجو بدأ عملية تدريجية لتدمير المباني المتعددة الطوابق في غزة.
وفي وقت سباق، قالت القناة الـ14 الصهيونية إن العملية العسكرية في مدينة غزة ستبدأ بغارات جوية وبعدها العملية البرية، مضيفة أن جيش الاحتلال سيصدر في الأيام المقبلة بلاغا بإجلاء سكان مدينة غزة إلى جنوب القطاع، حسب زعمها.
*قصف برج يأوي آلاف النازحين
في السياق أفادت وسائل إعلام في غزة الجمعة، بانهيار برج مشتهى غرب مدينة غزة بعدما قصفته قوات الاحتلال الصهيوني للمرة الثانية وبداخله وفي محيطه مئات النازحين.
وقالت وسائل الإعلام إن قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قصفها لبرج مشتهى في مدينة غزة الذي يؤوي مئات النازحين كما أنه في محيط البرج يوجد آلاف النازحين والخيام أيضا.
وأكدت تجدد القصف الجوي الصهيوني على برج مشتهى غربي مدينة غزة وأنباء عن انهياره.
وأعلن جيش الاحتلال الصهيوني الجمعة أن قواته ستهاجم عدة مبان في مدينة غزة بذريعة إنها تحولت إلى بنى تحتية عسكرية تابعة لـ”حماس”، وتشمل مواقع مراقبة، ونقاط قنص، إضافة إلى منصات لإطلاق صواريخ.
وحسب هيئة البث الصهيونية، تركز المرحلة الأولى من العملية على هدم المباني الشاهقة في المدينة.
*مزيد من الشهداء والنازحين
في غضون ذلك استقبل قطاع غزة اليوم الـ700 من حرب الإبادة على وقع تكثيف جيش الاحتلال الصهيوني قصفه وغاراته على مناطق مختلفة بالقطاع، حيث أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 40 شخصا في القصف الصهيوني على قطاع غزة منذ فجر الجمعة، 30 شخصا منهم استشهدوا، بينهم 7 أطفال، وأصيب أكثر من 20 آخرين بجروح متفاوتة في غارات متزامنة على شقق سكنية وخيام نازحين في مناطق متفرقة من مدينة غزة.
وكانت مصادر في مستشفيات القطاع أفادت باستشهاد 62 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال في مناطق عدة منذ فجر الخميس، بينهم 35 مواطنا في مدينة غزة، وأضافت أن من الشهداء 7 فلسطينيين من طالبي المساعدات (وسط وجنوبي القطاع).
ونقلت سيارات الإسعاف جثامين الشهداء والمصابين إلى مجمع الشفاء الطبي ومستشفى الهلال الأحمر الميداني في المدينة.
وأظهرت صور تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي بعض المصابين يفترشون الأرض لعدم توفر أسرة كافية بمستشفى الشفاء، في ظل توافد أعداد كبيرة من الجرحى.
واستهدفت غارات أخرى الأحياء الجنوبية والشرقية لمدينة غزة، والتي يشهد بعضها تقدما لآليات الاحتلال على غرار الزيتون والصبرة.
وقال مصدر في الإسعاف والطوارئ إنه تم انتشال جثامين 6 شهداء من حيي الزيتون والصبرة جنوبي مدينة غزة، بينما تعرض حي الشجاعية شرقيها لقصف جوي ومدفعي.
كما أسفرت غارة على منطقة أبو إسكندر في حي الشيخ رضوان عن 4 شهداء، وفقا لمصادر طبية.
وتواترت في الآونة الأخيرة المجازر في مدينة غزة، تنفيذا لخطة صهيونية لتهجير نحو مليون فلسطيني باتجاه الجنوب ثم احتلال المدينة.
يأتي ذلك، في وقت يتواصل فيه نزوح الفلسطينيين من المناطق التي تشهد عمليات لجيش الاحتلال الصهيوني شرق مدينة غزة، نحو منطقة السودانية غربي المدينة، والتي يصنفها جيش الاحتلال بأنها مناطق حمراء. ويرفض السكان دعوات جيش الاحتلال للنزوح نحو جنوب القطاع.
*استهداف المجوّعين
وفي تطورات ميدانية أخرى، أفاد مستشفيا العودة وناصر باستشهاد اثنين من المجوّعين بنيران قوات الاحتلال أثناء محاولتهم الحصول على الطعام وسط وجنوبي قطاع غزة.
كما أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد وإصابة عدد من المجوّعين في منطقة زيكيم شمال غرب مدينة غزة.
وفي السياق، أفادت مصادر محلية بأن آليات عسكرية صهيونية تطلق النار بشكل مكثف تجاه المنازل في شارع الجلاء وسط مدينة غزة.
وقالت المصادر إن آليات الاحتلال تتقدم شرقي المدينة، وتضع عربات مفخخة داخل الأحياء السكنية تمهيدا لتفجيرها.
وفي مقابل التهديدات الصهيونية بتدمير مدينة غزة واحتلالها، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها كتائب القسام وسرايا القدس، أن الثمن سيكون باهظا للاحتلال.
*اليونيسف: غزة أصبحت مدينة الخوف
من جهتها أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن مدينة غزة تتحول بسرعة إلى مكان لا يمكن للطفولة البقاء فيه على قيد الحياة، ووصفتها بـ”مدينة الخوف والفرار والجنازات”.
وفي حديثها من القطاع مع الصحافيين في نيويورك، الجمعة، عبر تقنية الفيديو، قالت المتحدثة باسم اليونيسف تيس إنغرام:” إن أصغر وأكثر سكان مدينة غزة ضعفاً يكافحون من أجل البقاء بسبب انهيار الخدمات الأساسية”.
وأكدت إنغرام أنّ سوء التغذية والمجاعة يُضعفان أجساد الأطفال، فيما يحرمهم النزوح من المأوى والرعاية ويُهدد القصف جميع تحركاتهم.
*” حماس”: لم تعد بيانات الإدانة للعدوان كافية
من جانبها قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في بيان الجمعة “لم تعد بيانات الإدانة للعدوان وحرب الإبادة والتجويع كافية، ولا بدّ من خطوات وإجراءات عقابية رادعة للاحتلال، محذرة بأنه إن لم يدفع أثمانًا باهظة، سيواصل جرائمه غير مبالٍ بكل المواقف والاحتجاجات الدولية”.
وأشارت إلى أن حرب الإبادة الوحشية التي يشنّها كيان الاحتلال الفاشي على المدنيين الأبرياء من أبناء شعبنا، وعلى البنية التحتية في قطاع غزة، تدخل يومها الـ700، مع مواصلة جيشه الإرهابي لمجازره الدموية التي خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والمفقودين جلّهم من الأطفال والنساء، وتصعيد آلته الحربية في تدمير مدن القطاع، ولا سيما ما تتعرض له مدينة غزة من هجوم وتدمير همجي.
*القسام تبث فيديو لأسير صهيوني
إلى ذلك بثت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الجمعة، تسجيلا يظهر أسيرا صهيونيا يتجول داخل سيارة بين ركام المنازل المدمرة في مدينة غزة التي تهدد قوات العدو الصهيوني باحتلالها بالكامل.
ويعود الفيديو للأسير غاي دلال، الذي أشار إلى أن الفيديو تم تسجيله يوم 28 أغسطس/آب الماضي في مدينة غزة.
وجاء فيديو القسام الجديد بعنوان “أعتقد أننا أسرى لدى حماس، لكن الحقيقة أننا أسرى لدى حكومتنا لدى نتنياهو وبن غفير وسموتريتش”، إذ حمّل الأسير حكومة الاحتلال الصهيونية المسؤولية التي “لا تهتم لمقتل الجنود والأسرى”.
وقال غاي دلال إنه مرعوب من فكرة هجوم جيش الاحتلال على مدينة غزة، محذرا من موته وبقية الأسرى، بعد تأكيد عناصر القسام أنهم لن يتحركوا من المدينة.
وأكد أن نتنياهو والوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش يكذبون طوال الوقت “فهم لا يريدوننا أن نعود”.
كما تضمن الفيديو لقاء غاي دلال مع أسير آخر بمدينة غزة -دون الإشارة لاسمه- قرب مقر الصليب الأحمر في مدينة غزة، حيث تبادلا الحديث وسط تأكيدهما أن ما يجري “لا يمكن استيعابه”.
*اعتقالات في الضفة
بالتزامن أفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت قرية المغير شمال رام الله، وداهمت منازل واعتقلت عددا من الشبان.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم الجلزون شمال رام الله، مما أدى إلى إصابة شابين بالرصاص الحي، أحدهما أصيب في الخاصرة واليد، والآخر في القدم، ووصفت جروحهما بالمستقرة.
وفي جنوب الخليل، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن “3 مواطنين أصيبوا جراء هجوم نفذه مستوطنون على منطقة خلة الضبع بمسافر يطا”، حيث تم نقل المصابين لتلقي العلاج.
وفي مدينة نابلس، اقتحمت قوة عسكرية صهيونية بناية سكنية في منطقة الجبل الشمالي، وداهمت شققًا سكنية وفتشتها.
وفي بلدة بيتا جنوب نابلس، أصيب 3 فلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني، وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه تعاملت مع إصابة بالرصاص الحي في اليد لشاب يبلغ من العمر 18 عاما.
*تعزيز احتلال الضفة
سياسيا، ترأس رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية على خلفية جرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة- اجتماعا لبحث الوضع في الضفة الغربية المحتلة، في وقت تتصاعد فيه الدعوات داخل حكومته لتعزيز احتلال الضفة.
وقالت وسائل إعلام صهيونية إن النقاشات شملت بحث ما تسميه تل أبيب “فرض (أو بسط) السيادة” على الضفة الغربية المحتلة، في حين حذر جهاز الأمن العام (الشاباك) الحكومة من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد واسع، موصيا بإعادة أموال المقاصة المحتجزة إلى السلطة الفلسطينية.
وبحسب وسائل الإعلام، فإن 20 وزيرا من أصل 24 يؤيدون “فرض السيادة” فورا.
*دعوات لمواكبة أكبر قافلة تتحرك نحو غزة
من جهة اخرى دعا الناشط الفلسطيني أحمد زيدان المشارك في قافلة كسر الحصار عن غزة، إلى تناقل أخبار “أسطول الصمود” تزامنا مع انطلاقه، بهدف حماية القافلة التي تضم 70 سفينة من التعتيم الإعلامي.
وانطلق “أسطول الصمود” نحو غزة، مطلع سبتمبر الجاري في مشهد مهيب ضمن محاولة جديدة من نشطاء السلام لكسر الحصار عن غزة، بعدما تعرضت سفن من “أسطول الحرية” بوقت سابق للترهيب وإطلاق النار والاعتقال من قبل السلطات الصهيونية.
في السياق وقّع أكثر من 4400 عالم حول العالم، بياناً يدعون فيه إلى اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الوضع الإنساني المتدهور في غزة.
ويُذكر من بين الموقعين 14 حائزاً على جائزة “نوبل”، و5 حائزين على ميدالية “فيلدز”، و20 حائزاً على جائزة “الاختراق”، و34 حائزاً على جائزة “ديراك”، و4 حائزين على جائزة “وولف”.