وشنّت قوات الاحتلال عشرات الغارات، وارتكبت المزيد من المجازر مع تفاقم معاناة النزوح التي تطال أكثر من مليوني فلسطيني، بينما تواصل المجاعة حصد مزيد من الأرواح مع إعلان تسجيل 6 وفيات جديدة ليرتفع عدد ضحايا التجويع إلى 382.
*قصف متواصل
في التفاصيل، واصل جيش الاحتلال الصهيوني، السبت، نسف المباني السكنية في مدينة غزة ضمن خطته لتهجير السكان واحتلال المدينة، في حين وثقت المصادر الطبية استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين في غارات جديدة.
وأصدر جيش الاحتلال الصهيوني، صباح السبت، بيانا يدعو فيه سكان المدينة لإخلائها بسرعة والتوجه إلى جنوب قطاع غزة عبر شارع الرشيد الساحلي، مدعيا تخصيص منطقة المواصي منطقة إنسانية، وهي التي قصفها مرارا منذ بداية الحرب رغم بيانات مماثلة.
وأفادت وسائل إعلام في غزة بأن جيش الاحتلال الصهيوني ينفّذ حاليا عمليات نسف ضخمة للمباني السكنية شمالي مدينة غزة، ويأتي هذا بعدما دمرت قواته، الجمعة، برج مشتهى غربي المدينة في إطار حملة جديدة لتدمير ما تبقى من المباني متعددة الطوابق.
وفي هذا السياق، أنذر جيش الاحتلال الصهيوني سكان برج السوسي وعمارة الرؤيا في مدينة غزة، والنازحين في الخيام المحيطة بالمبنيين للمغادرة فورا قبل تدميرهما.
*الاحتلال يدمّر برج السوسي
في غضون ذلك، أكدت مصادر إخبارية أن طائرات حربية صهيونية دمرت برج السوسي السكني المقابل لمقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بحي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، وذلك بعد أقل من ساعة من أمر الاحتلال سكانه بالإخلاء.
بدوره، زعم جيش الاحتلال الصهيوني -في بيان- أنه دمر البرج، لأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نشرت في المبنى وسائل لجمع المعلومات ونقاط مراقبة لمتابعة تحركات جنوده.
كما زعم أن مقاتلي حركة حماس زرعوا عبوات ناسفة قرب البرج المستهدف استعدادا لمواجهة العملية البرية بمدينة غزة، وفق بيان جيش الاحتلال. كما علّق وزير الحرب الصهيوني “يسرائيل كاتس” على تدمير برج السوسي بقوله “مستمرون”.
يذكر أن برج السوسي يتألف من 15 طابقا ويضم عشرات الشقق السكنية.
ورصدت المصادر الإخبارية في مدينة غزة الأوضاع الصعبة لعشرات العائلات التي حاولت نقل بعض أمتعتها قبل تدمير المبنيين، وقام بعضهم بإلقاء مقتنياتهم من النوافذ.
في غضون ذلك، أفادت مصادر في مستشفيات قطاع غزة باستشهاد 21 شخصا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر السبت، بينهم 13 في مدينة غزة.
*استشهاد 3 أطفال
من جهته، أفاد مجمع الشفاء الطبي باستشهاد 6 أشخاص، بينهم طفلان وإصابة آخرين في قصف صهيوني على منزل بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة. كما استشهد طفل وأصيب عدد من المواطنين في قصف مدفعي صهيوني على حي الشيخ رضوان بالمدينة، وفقا لما ذكره مصدر في الإسعاف والطوارئ.
وفي ظل الحصار الصهيوني وانهيار المنظومة الصحية، دعت وزارة الصحة المواطنين إلى التبرع بالدم بشكل عاجل في جميع مستشفيات قطاع غزة، لا سيما مجمع الشفاء الطبي.
ومنذ بضعة أسابيع، تدمر قوات الاحتلال الصهيوني مربعات سكنية كاملة في مدينة غزة وفي جباليا شمالي القطاع ضمن خطتها لاجتياح المدينة، واحتلالها في عملية أسمتها “عربات جدعون 2″.
وأدانت دول عديدة ومنظمات حقوقية وإنسانية عمليات جيش الاحتلال الصهيوني، محذرة من تصعيد دموي جديد وتهجير واسع لسكان مدينة غزة، الذين يناهز عددهم مليون نسمة.
*إدانات واسعة ضد تصريحات نتنياهو
في السياق، صدرت مواقف رسمية عن السعودية وقطر والكويت والأردن وفلسطين ومجلس تعاون دول الخليج الفارسي، ضد تصريحات رئيس الحكومة الصهونية بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. فقد قالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، إنها تدين “التصريحات المتكررة من قبل رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم، بما في ذلك عبر معبر رفح، واستمرار استخدام الحصار والتجويع لفرض التهجير القسري”. وأكدت أن ذلك يعد “انتهاكاً جسيماً للقوانين والمبادئ الدولية وأبسط المعايير الإنسانية”، كما شددت على أن المملكة “تجدد دعمها الكامل للأشقاء بمصر في هذا الصدد”.
من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولية- بشأن رغبته في تهجير الفلسطينيين، بأنها تمثل “امتداداً لنهج الاحتلال في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وازدراء القوانين والاتفاقيات الدولية، ومساعيه المسمومة لقطع الطريق أمام فرص السلام، لاسيما حل الدولتين”. وشددت الخارجية القطرية، على “ضرورة اصطفاف المجتمع الدولي بعزم لمواجهة السياسات المتطرفة والمستفزة للاحتلال الصهيوني، لتجنّب استمرار دوامة العنف في المنطقة وتمددها إلى العالم”.
*تهجير الفلسطينيين جريمة حرب
أما وزارة الخارجية الكويتية فقد اعتبرت، في بيان، أن تصريحات نتنياهو تعد “انتهاكاً صارخاً لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابلة للتصرف، وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، إنها “تدين بأشدّ العبارات التصريحات العدائية المرفوضة التي يطلقها متطرفو حكومة الاحتلال الصهيونية بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وآخرها تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة عبر معبر رفح”. وجدّدت التأكيد على “رفض الأردن المطلق لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، باعتباره جريمة حرب ستتصدى لها المملكة بكل إمكانياتها”. كذلك نددت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، بهجوم نتنياهو على مصر، معتبرة أنه اعتراف صهيوني رسمي بمخططات التهجير في قطاع غزة.
من جانبه، أدان الأمين العام لمجلس التعاون دول الخليج الفارسي جاسم البديوي، في بيان، بـ”أشد العبارات التصريحات غير المسؤولة والخطيرة الصادرة عن رئيس وزراء قوات الاحتلال الصهيونية بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”. واعتبر أن هذه التصريحات تمثل دعوة علنية لاقتراف جريمة تطهير عرقي مكتملة الأركان، وانتهاكا صارخا لكافة المواثيق والأعراف والقوانين الدولية”.
*عمليات المقاومة الفلسطينية
بالتزامن، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنّ مجاهديها، وبعد عودتهم من خطوط القتال، أكدوا تنفيذ عملية تم خلالها استهداف 3 دبابات صهيونية من نوع “ميركافا”.
وأوضحت القسّام أنّ العملية نُفذت في محيط مسجد صلاح الدين ومستوصف الزيتون جنوب حي الزيتون، جنوبي مدينة غزة.
*مخطط الاحتلال لا يقتصر على فلسطين المحتلة
في سياق متصل قال قائد حركة أنصار الله اليمنية، السيد عبد الملك الحوثي، أمام حشود مليونية خرجت للاحتفال بالمولد النبوي الشريف إن العدو الصهيوني وبشراكة أمريكية يواصلان جريمة القرن وفضيحة العصر، مؤكدا أن مخطط الاحتلال لا يقتصر على فلسطين المحتلة.
كما أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمته، والتي ألقاها على هذه الحشود الغفيرة قائلا: “نؤكد ثبات شعبنا اليمني المسلم العزيز على انطلاقته الإيمانية في التمسك بالقرآن الكريم والاقتداء بخاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم، وفي رفع راية الجهاد في سبيل الله تعالى والمواجهة لطاغوت العصر المستكبر – العدو الصهيوني واليهود الصهاينة ومن يقف معهم من أتباع الصهيونية الظلامية المفسدة.”