وأضاف الدكتور “علي أكبر صالحي” أن منح وسام العالم الشاب للعالم الإسلامي يهدف إلى التعريف بالأبحاث القائمة على “العلم النافع” وتقديرها، والتي يكون لها تأثير واضح في مجالي الصحة والصناعة.
وأشار إلى أن الفائزين هذا العام قد قدموا إسهامات في مجال أمراض السرطان، مما يبعث الأمل في إيجاد علاج لهذا المرض في المستقبل.
كما أكد أن هذا النهج يمثل خطوة مهمة لتشجيع الجيل القادم من العلماء البناة في العالم الإسلامي.
وتابع قائلاً: إن الهدف من هذه الفعاليات هو جمع شباب العالم الإسلامي، وتسهيل تبادل الخبرات والمعارف بينهم، وخلق بيئة تعاونية للتعارف والعمل المشترك بين العلماء.
وأوضح مدير المجموعة العلمية للجائزة أن هذه الجائزة تأسست مستلهمةً تأكيد الإسلام على قيمة العلم، مستشهداً بالآية الكريمة “عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ” والأحاديث النبوية الشريفة: “اطْلُبُوا الْعِلْمَ مِنَ الْمَهْدِ إِلَى اللَّحْدِ” و”اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَلَوْ بِالصِّينِ”.
وأخيراً، شدد على أن جائزة المصطفى (ص) قد اكتسبت خلال السنوات العشر الماضية شهرة واسعة وانتشاراً كبيراً في العالم الإسلامي، وأن “نادي التعارف” هذا للعلماء المسلمين يتوسع يوماً بعد يوم.
*منح وسام العالم الشاب لأول مرة
وتمّ للمرة الأولى منح وسام العالم الشاب دون الأربعين عامًا، في حفل الجائزة السادسة للمصطفى (ص) في مجال العلوم الطبية، إلى ثلاثة نخب من العالم الإسلامي.
وعُقد حفل تسليم الوسام مساء السبت الموافق 15 سبتمبر، بحضور “محمدرضا مخبر دزفولي”، و”علي أكبر صالحي” رئيس ونائب رئيس أكاديمية العلوم، و”مهدي صفاري نيا” المدير العام لمؤسسة المصطفى (ص) للعلوم والتكنولوجيا، والبروفيسور “محمد إقبال جودري” منسق اللجنة الوزارية للتعاون العلمي والتكنولوجي في منظمة التعاون الإسلامي (كومستيك) وأحد الفائزين بجائزة المصطفى (ص).
وفي هذا الحفل، نالت كل من: “سپیده میرزائي” من إيران عن عملها حول “تنظيم عوامل مقاومة الأدوية في السرطان استنادًا إلى المسارات الجزيئية”، و”شود پائو لوك” من ماليزيا عن عمله في “ابتكارات تكنولوجيا الطحالب لصناعات الأغذية المائية”، و”بوس جواتميره” من تركيا في مجال العلوم والتكنولوجيا الحيوية والطبية عن عملها حول “تحديد آليات تكيف الخلايا السرطانية ومقاومتها للعلاج الكيميائي عبر التغيرات اللاجينية وتفاعلات icroenvironment”، شرف التكريم بهذا الوسام في مجال العلوم والتكنولوجيا الحيوية والطبية.
هذا الوسام، الذي يُمنح للمرة الأولى ولا يحمل ترتيبًا تنافسيًا، يأتي تشجيعًا لعلماء العالم الإسلامي الشباب وتقديرًا لإنجازاتهم المؤثرة، كمثال على الكفاءة والتميز العلمي لدى النخبة الشابة.
إضافة إلى الوسام، سيتلقى الفائزون جائزة مالية قيمتها 10,000 دولار أمريكي.
*تجارب العلماء الفائزين بجائزة المصطفى (ص)
وأكد رئيس لجنة التحكيم لجائزة المصطفى (ص) أن العلماء الفائزين بالجائزة أصبحوا نماذج يُحتذى بها للشباب والباحثين في مجال العلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي، وأن تجاربهم الناجحة يمكن أن تساهم في تطوير العلوم والتكنولوجيا في المنطقة.
وأضاف: “عُقد اللجنة الاستشارية لمؤسسة المصطفى (ص) بمشاركة 20 عالماً بارزاً من العالم الإسلامي”.
وتابع موضحاً: “أعضاء هذه اللجنة الاستشارية يتمتعون بفترة عمل مدتها سنتان، يكرسونها خلالها لتحديد مشكلات الدول الإسلامية وطرح الحلول”.
ووصف رئيس لجنة تحكيم مؤسسة المصطفى (ص) مخرجات هذه الاجتماعات بتشكيل فرق عمل تركز على مجالات مختلفة، مضيفاً: “يقدم الأعضاء حلولهم للمؤسسة.
ويتم استخدام هذه الحلول على مستوى مؤسسة المصطفى (ص)، وكذلك على مستوى منظمة التعاون الإسلامي والمنصات العلمية الدولية الأخرى”.
وأشار إلى مكانة جائزة المصطفى (ص) في ربط علماء الدول الإسلامية، قائلاً: “هذه الجائزة هي واحدة من أبرز الجوائز العلمية في العالم الإسلامي، والتي تقدمها مؤسسة المصطفى (ص) للعلوم والتكنولوجيا، وقد عُقدت خمس دورات حتى الآن بدون تمويل حكومي.
وتبلغ قيمة الجائزة حوالي 500 ألف دولار، وتُمنح للعلماء البارزين من الدول الإسلامية، وكذلك للعلماء المسلمين المقيمين خارج هذه الدول”.
وشدد على أن “العلماء الفائزين بجائزة المصطفى (ص) أصبحوا نماذج يُحتذى بها للشباب والباحثين في مجال العلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي، وتجاربهم الناجحة يمكن أن تساهم في تطوير العلوم والتكنولوجيا في المنطقة”.
وتطرق إلى التحديات التي تواجه الدول الإسلامية، قائلاً: “على الرغم من أن بعض الدول في وضع جيد اقتصاديًا وعلميًا، إلا أن حصة العالم الإسلامي بشكل عام من حيث الاقتصاد والإنتاج العلمي والاختراعات أقل مما تستحقه نسبة السكان المسلمين التي تبلغ حوالي مليار نسمة”.
*إنجازات العلماء الإيرانيين جديرة بالثناء
بدوره أشاد رئيس اللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي لمنظمة التعاون الإسلامي “كومستيك”، “محمد اقبال جودري”، بإنجازات العلماء الإيرانيين في مختلف مجالات المعرفة وقال: إن الشعب الإيراني هو وريثة الحضارة العليا والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والمساواة.
وأشاد جودري بإنجازات العلماء الإيرانيين في مختلف مجالات المعرفة وقال: هذه الإنجازات تستحق التقدير والإعجاب من جميع الدول الإسلامية.
وقال إن رؤيتك لتحقيق إنجازات جديدة تعتمد على الحقائق الجديدة لعالم المعرفة اليوم، ويجب عليك التنافس مع الآلات شديدة الذكاء في تحقيق الإنجازات العلمية.
وأشار إلى إنجازات العلماء في مجالات العلوم البيولوجية والطبية، مضيفا: أنتم جيل لديه القدرة على العيش حتى 100 عام ويمكنه اكتساب مهارات جديدة، وسيذهب الكثير منكم إلى جامعات الجيل الجديد.
*التركيز على العلم النافع في الإسلام
وأكد جودري على فائدة المعرفة في الإسلام، وقال: وفقا لأحكام الإسلام، فإن الوظيفة الأساسية للمعرفة في الإسلام هي حل المشكلات. وأي معرفة لا تستطيع حل المشكلات اليومية والمستمرة للبشرية، أو لا تستطيع، لا تعتبر معرفة فعلية. والمعرفة التي تستخدم لأغراض غير مرغوب فيها تعتبر كلسعة أفعى سامة.
وفي إشارة إلى إنجازات العلماء المسلمين، قال العالم الباكستاني: إن العلم الذي طوره المسلمون بين القرنين الثامن والثاني عشر الميلاديين كان متجذرا بعمق في القيم الإنسانية للإسلام.
وأضاف: إن الإنجازات العلمية الأساسية للمسلمين تهدف جميعها إلى ضمان الصالح العالمي المشترك ورفاهية البشر والكائنات الحية الأخرى.
ولفت إلى صمود وشجاعة الشعب الإيراني، معرباً عن أمله في أن تنتصروا أنتم وشعبكم في جميع الأوقات الصعبة وأن يفيض الله تعالى ببركاته على شعب وأرض الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
*فائزون الدورة السادسة من إیران وترکیا والهند
وشملت الدورة السادسة لجائزة المصطفى (ص) ثلاثة مجالات هي: “علوم وتکنولوجیا المعلومات والاتصالات”، و”العلوم والتکنولوجیا البیولوجیة والطبیة”، و”العلوم الأساسية والهندسة”. وقد عُقدت هذه الفعّالیة على مدار خمس دورات من عام 2015 إلى عام 2023، حيث تم منح 19 جائزة حتى الآن، من بينها 6 فائزين من إیران.
وفي الدورة السادسة، يتسلم ثلاثة فائزين جوائزهم، من بينهم عالمة من إیران، لیرتفع عدد الفائزین الإیرانیین إلى 7 من أصل 22 فائزًا، محققین بذلك الرقم القیاسي لأعلى عدد من الحاصلين على جائزة المصطفى (ص).
والفائزون في الدورة السادسة لجائزة المصطفى (ص) هم:
-وهاب میرارکني من إیران في مجال تکنولوجیا الاتصالات والمعلومات، عن عمله “تصمیم تشفیر حساس للقرب مستنداً إلى توزیعات p-المستقرة”.
-محمد تونر من ترکیا في مجال العلوم وتکنولوجیا البيولوجية ، عن عمله “تطویر نظام نانوي میکروسیال بتطبیقات سریریة لفصل الخلایا النادرة”.
-محمد خواجه نذیر الدین من الهند في مجال العلوم الأساسية والهندسة، عن عمله “خلیة شمسية من type Perovskite”.
*الدول الإسلامية تحقق تقدّماً ملحوظاً في علاج السرطان الحديث
وأعلنت الحاصلة على وسام العالم الشاب لعام 2025 أن الدول الإسلامية حققت تقدماً ملحوظاً في مجال علاجات السرطان الحديثة، مشيرة إلى أن “نشهد تأثيرات بارزة في هذا المجال”.
وعلقت السيدة “سپیده میرزائي”، الحاصلة على الوسام، على هامش حفل التكريم، حول أبحاثها المعنونة “تنظيم عوامل مقاومة الأدوية في السرطان استناداً إلى المسارات الجزيئية”، موضحة أن “مقاومة الأدوية تُعد حالياً أحد التحديات الرئيسية في علاج السرطان”.
وأضافت: “بناءً على ذلك، يواجه المرضى مشكلات بعد تناول الدواء، حيث تطور أجسامهم مقاومة تجاهه”.
وفي شرحها للمشروع البحثي، أوضحت “ميرزائي”: “من خلال تحديد الآليات داخل الخلايا وتنظيم وإيقاف مساراتها، تمكّنا في هذا البحث من اتخاذ خطوة مهمة نحو زيادة حساسية الخلايا السرطانية للعلاج وتقليل مقاومتها للأدوية”.
*منح وسامي المصطفى (ص) لعالمتين من النساء
ومن بين 22 فائزًا، بما في ذلك فائزو الدورة السادسة لجائزة المصطفى (ص)، حصلت عالمتان من النساء على الوسام في أعوام 2015 و2023 هما:
-جاكي يينغ من سنغافورة في مجال علوم وتكنولوجيا النانو الحيوية، عن عملها حول “تصنيع مواد وأنظمة حيوية متقدمة ذات بنى نانوية، بما في ذلك تطوير جسيمات بوليمرية نانوية في أنظمة تستجيب للمنبهات لتوصيل ذكي للأدوية داخل الجسم”.
-ساميا خوري من لبنان في مجال العلوم والتكنولوجيا الحيوية الطبية، عن عملها حول “مناهج حديثة في علاج مرض التصلب المتعدد؛ وتحديد العوامل الممرضة وآليات التنظيم والتسامح”.
وقد حصل علماء من دول الأردن، سنغافورة، تركيا، إيران، بنغلاديش، لبنان، المغرب، كمبوديا، باكستان، ومصر على هذه الجوائز.
وباحتساب هذه الدورة من الفعالية في عام 2025، تحتل تركيا المركز الثاني بعد إيران بحصولها على خمسة أوسمة.
*تشكيل المجلس الاستشاري لمؤسسة المصطفى (ص)
ويجتمع المجلس المشرف على سياسات جائزة المصطفى (ص) يوم الثلاثاء الموافق 17 سبتمبر لتقديم تقرير استشاري حول التحديات والفرص التي تواجه التكنولوجيا في الدول الإسلامية.
وأعلن مدير الشؤون الدولية لمؤسسة جائزة المصطفى (ص) عن عقد اجتماع المجلس المشرف على سياسات الجائزة يوم الثلاثاء 17 سبتمبر الجاري، قائلاً: “سيتم خلال هذا الاجتماع تقديم تقرير استشاري حول التحديات والحلول لتطوير التكنولوجيا في الدول الإسلامية”.
وأضاف “مهدي أميني” في تصريح اليوم: “هذا الاجتماع هو جلسة فنية للمجلس الاستشاري لمؤسسة المصطفى (ص) للعلوم والتكنولوجيا، ويحضره مجموعة من العلماء، وصناع السياسات، والتكنولوجيين، ورؤساء الجامعات، والإعلاميين، والمحسنين. الهدف من هذا المجلس هو جمع نخب من نظام العلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي لدراسة التحديات وتبادل وجهات النظر”.
وأكد أميني: “بعد هذه الجلسة، ستواصل فرق العمل هذه أنشطتها في مجالات محددة، وسيتخذ المجلس الاستشاري شكلاً أكثر رسمية”.
وقال: “يوم الثلاثاء، إلى جانب اجتماع المجلس المشرف على سياسات جائزة المصطفى (ص)، سيعقد اجتماع المجلس الاستشاري. في هذا المجلس، سيتم أولاً طرح تحديات نظام العلوم والتكنولوجيا، ثم يتم دراسة الحلول.
ويعقد هذا الاجتماع كل عامين، وسيكون محوره متلائماً مع احتياجات العالم الإسلامي المعاصرة”.
وأشار إلى أن التكنولوجيا تلعب دوراً تمكينياً في علاقات الدول مع بعضها البعض، موضحاً: “هذا يعني أنه سيتم إنشاء اتصال بين مختلف المؤسسات في إيران وسائر دول العالم الإسلامي”.
وقال: “مؤسسة المصطفى (ص) من خلال تهيئة البنية التحتية وتشجيع مكونات النظام، توفر إمكانية استمرار التعاون، وتلعب دورها في تعزيز الاتصالات والتعاون العلمي”.