على العكس من التطبيع … توطيد العلاقات العسكرية بين ايران والعراق يعود بالنفع على المنطقة

زار وزير الدفاع العراقي ثابت محمد سعيد رضا العباسي ايران خلال هذه الايام واجرى محادثات مسهبة مع كبار المسؤولين العسكريين الايرانيين ومنهم نظيره الايراني العميد آشتياني وقائد الجيش الايراني اللواء السيد عبدالرحيم موسوي ورئيس هيئة اركان الايرانية اللواء محمد باقري والقائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي وكذلك رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله السيد ابراهيم رئيسي.

2023-02-28

فريد عبدالله

تناولت وسائل الاعلام محادثات وزير الدفاع العراقي في ايران، والتي تمحورت حول 3 محاور رئيسية اولها تقديم الشكر لايران بسبب امتزاج دماء ابناء الشعب الايراني مع دماء ابناء العراق في معركة دحر الارهاب في العراق ، وثانيها التباحث حول التنسيق بين البلدين في القضايا الامنية حيث طرح الجانب الايراني قضية وجود الجماعات المسلحة المناوئة لايران ودول الجوار في الاراضي العراقية وضرورة انهاء نشاطات هذه الجماعات، اما المحور الثالث والاهم كان حول انطلاق تعاون عسكري دفاعي بين ايران والعراق في المرحلة المقبلة التي يسعى العراق فيها الى بناء قوات مسلحة قوية قادرة على الدفاع عن اراضيه وأمن شعبه ومصالحه.

وقد تلقى وزير الدفاع العراقي ردودا ايجابية جدا في طهران حيث اكد جميع المسؤولين الايرانيين الكبار الذين التقى بهم ان امن العراق وامن ايران هو واحد وان ايران تريد عراقا قويا وواحدا.

وفي الحقيقة تعتبر هذه الخطوة العراقية لبحث التعاون مع ايران في مجال التعاون العسكري والامني والدفاعي وكذلك التعاون في اعادة بناء وتطوير القوات المسلحة العراقية خطوة في الاتجاه الصحيح ومن الضروريات البديهية في المنطقة نظرا للقدرات الهائلة التي تملكها ايران في هذا المجال حيث باتت المنتجات العسكرية الايرانية المتطورة معروفة ومشهورة على الصعيد العالمي، بالاضافة الى الوئام الموجود بين البلدين وتلاحم الشعبين وترابط مصالحهما ببعضها البعض، مع الاخذ بعين الاعتبار ان هذا التعاون بين دولتين هامتين في المنطقة يصب في صالح المنطقة نفسها ولن يكون استعانة بغريب على أخ، أو فتح موطئ قدم للغرباء والاعداء والصهاينة عبر باب التطبيع او التنسيق الامني او العسكري مع كيان الاحتلال الصهيوني في المنطقة بما يمكنه من زيادة توغله وتغلغله لتنفيذ مؤامراته ضد شعوب المنطقة وتوتر الاجواء فيها.

ان التعاون العسكري بين ايران والعراق هو عماد بناء منظومة تعاون اقليمي بين دول المنطقة بنوايا واهداف سليمة خدمة لدول المنطقة نفسها وليس خدمة للاستراتيجيات المريبة التي يريد الوافدون من وراء البحار تنفيذها في المنطقة، وهذا التعاون وتطويره بين البلدين يشكل انموذجا ماثلا امام اعين دول وشعوب المنطقة بأن شعوب المنطقة هي التي تمتلك القدرات والامكانيات لادارة كافة شؤونها بنفسها عبر التعاون والتضامن ونسج العلاقات السليمة والطبيعية بعيدا عن مؤامرات وغايات الغرباء عن هذه المنطقة.

ان ايران لديها تعاون امني وعسكري مع سلطنة عمان ايضا يترجم في المناورات العسكرية التي يجريها البلدان تباعا، ومن الممكن بل من السهل واليسير انشاء منظومة تعاون امني ودفاعي بين بلدان المنطقة تشكل الدول الثلاثة أي ايران والعراق وعمان نواتها لتنضم باقي البلدان الشقيقة والجارة في المنطقة الى هذه المنظومة التي يمكن ان تشكل بوابة عريضة لتذليل كافة الخلافات وفتح صفحة تعاون شامل بين دول وشعوب المنطقة يحصنها امام التطورات المتسارعة والخطيرة الجارية على الساحة الدولية، ويمنع طمع الآخرين بثرواتها وخيراتها وتقضي على سياسة “فرق تسد” التي ينفذها الغرباء في منطقتنا.