وفي اليوم الـ702 من حرب الإبادة على قطاع غزة، قصفت قوات الاحتلال الصهيوني الأحد مواقع تؤوي نازحين ومنازل مأهولة في مدينة غزة مما أسفر عن شهداء، وهددت بتدمير المزيد من الأبراج السكنية كما أنذرت سكان المدينة بالانتقال سريعاً إلى جنوب القطاع.
من جهته، أعلن رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو توسيع العملية العسكرية على مداخل غزة، مؤكدا استمرار سياسة استهداف أبراج غزة.
وفي الضفة الغربية المحتلة، أصيب فلسطينيان برصاص المستوطنين في خلة العيص بقرية شيوخ شمال شرقي الخليل، كما أضرم المستوطنون النار بأراضي فلسطينيين هناك. في الوقت ذاته، اقتحمت قوات الاحتلال رام الله ومخيمين في نابلس.
*الإبادة في القطاع مستمرة
في اليوم الـ702 من حرب الإبادة على القطاع، وثقت مستشفيات غزة استشهاد 21 فلسطينيا، منهم أطفال، في قصف صهيوني استهدف خيام ومراكز إيواء ومنازل النازحين، فضلا عن استشهاد 5 أشخاص بالتجويع.
في التفاصيل، أفادت مصادر طبية باستشهاد 21 شخصا، بينهم 6 أطفال، في الغارات الصهيونية على القطاع منذ فجر الأحد، منهم 15 في مدينة غزة. وأعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 87 شهيدا وإصابة 409 أشخاص بنيران جيش الاحتلال خلال الساعات الـ24 الماضية.
هذا وأفادت الوزارة باستشهاد 6 أشخاص نتيجة المجاعة وسوء التغذية من بينهم 3 أطفال خلال الـ 24 ساعة الماضية. وقالت الوزارة -في بيان- إن عدد المتوفين بسبب سوء التغذية ارتفع إلى 387، منهم 138 طفلاً.
في غضون ذلك، أصدر جيش العدو الصهيوني بياناً أنذر فيه سكان مدينة غزة بضرورة إخلائها بسرعة والتوجه إلى جنوب القطاع عبر شارع الرشيد الساحلي مدعيا تخصيص منطقة المواصي -التي تمتد على مسافة 12 كيلومترا من دير البلح وسط القطاع إلى رفح جنوبا- منطقة إنسانية.
وعلى الرغم من إعلانها منطقة إنسانية منذ بدايات الحرب على القطاع، فإن جيش الاحتلال استهدف مراراً هذه المنطقة وارتكب فيها عشرات المجازر ضد النازحين.
*العدو يلقي آلاف المناشير
وألقت طائرات صهيونية آلاف المناشير فوق الأحياء الغربية في مدينة غزة، تدعو السكان إخلاءها. وفي حين أن بضعة آلاف غادروا الأحياء التي تشهد قصفا ونسفا للمنازل توغلا للدبابات، رفض غزّيون كثيرون أوامر الإخلاء الصهيونية، مؤكدين أنه لا يمكنهم المغادرة لأن كل مناطق القطاع تتعرض للقصف.
من جهته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إعلان جيش العدو الصهيوني منطقة “المواصي” في خان يونس جنوبي قطاع غزة “منطقة إنسانية” ليس سوى دعاية زائفة تدحضها الهجمات العسكرية المتكررة التي تخالف قواعد القانون الدولي، والواقع الإنساني الكارثي الذي يعيشه مئات آلاف النازحين قسرًا في المنطقة، حيث يفتقرون إلى المأوى الآدمي والغذاء والمياه والخدمات الصحية الأساسية، ويقيمون في ظروف مكتظة وغير آمنة تفتك خصوصًا بالأطفال والنساء وكبار السن”.
ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أنّه في الوقت الذي تدّعي فيه العدو وجود مستشفيات عاملة في منطقة المواصي، فإن المعطيات المتوفرة تؤكد أنّ هذه المستشفيات نفسها كانت مسرحاً لجرائم صهيونية خلال الفترة الماضية، إذ اقتحم جيش العدو مجمّع ناصر الطبي في فبراير/شباط 2024 وحوّله إلى ساحة للإعدام الميداني والإخفاء القسري، قبل أن ينفّذ عدة هجمات لاحقة استهدفت المستشفى، كان أحدثها الشهر الماضي عندما أصابه بعدد من قذائف الدبابات ما أسفر عن استشهاد أكثر من 20 شخصًا بينهم خمسة صحافيين وطبيب وعامل في الدفاع المدني.
*تطورات العدوان
أما في تطورات العدوان، فقد أفادت وسائل إعلام عن سقوط شهيدين ومصابين جرّاء قصف الإحتلال لخيمة نازحين قرب مستشفى الوفاء بمدينة غزة. كذلك، استشهد مواطن جراء قصف صهيوني على بلدة القرارة شمالي مدينة خان يونس.
وارتقت مواطنة وأصيب عدد من المواطنين بجروح متفاوتة جراء قصف طائرات الاحتلال مئذنة مسجد البلد القديم وسط مدينة دير البلح، وسط القطاع.
وشنّت طائرات الاحتلال صباح الأحد غارة على محيط مفترق الشجاعية شرقي غزة. وفجرت قوات الاحتلال روبوتا مفخخاً محيط بركة الشيخ رضوان شمالي غزة.
إلى ذلك، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة فجر الأحد بعدما قصفت مدرسة الفارابي التي تؤوي نازحين قرب ملعب اليرموك في مدينة غزة، وأسفرت عن 8 شهداء بينهم أطفال إضافة إلى عدد من المصابين.
وارتقى شهيدان طفلان وأصيب آخرون باستهداف طائرات الاحتلال فجر الأحد خيمة نازحين قرب المجلس التشريعي بحي الرمال غربي مدينة غزة.
*سرايا القدس تستهدف مستوطنة “نتيفوت”
بالتزامن، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عن استهدافها مستوطنة “نتيفوت” بصاروخين، وذلك في إطار “الرد على الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني”.
وفي المقابل، أقرّ “جيش” الاحتلال الصهيوني بإطلاق صاروخين من قطاع غزة باتجاه “نتيفوت”، زاعماً أنّ أحد الصاروخين جرى اعتراضه، فيما سقط الآخر في منطقة مفتوحة.
وكانت وسائل إعلام صهيونية قد أفادت في وقت سابق الاحد، بأن صفارات الإنذار دوّت في “غلاف غزة” شرقي القطاع، وصولاً إلى مناطق غربي النقب، إثر إطلاق الصواريخ.
وتواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها ضد الاحتلال في مناطق توغله في قطاع غزة، وكذلك في استهداف المستوطنات، رغم العدوان الصهيوني المستمر والحصار المفروض، وهو ما يثبت الفشل الصهيوني في تحقيق أهداف الحرب وعلى رأسها تدمير قوة المقاومة أو “سحقها” كما كان يردد قادة الاحتلال دائماً.
وفي السادس من أبريل/نيسان الماضي، أطلقت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) حوالي 10 صواريخ على مدينة أسدود، ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين.
من جانبها، أطلقت كتائب القسام عمليات “عصا موسى” للتصدي لقوات الاحتلال، واستهدفت في الأيام القليلة الماضية عددا من الدبابات والآليات وحشودا من القوات في عدة مناطق، لا سيما حي الزيتون جنوبي مدينة غزة وجباليا شمالي القطاع.
*الاحتلال يقتحم رام الله ونابلس
في غضون ذلك اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني فجر الأحد مدن رام الله ونابلس وجنين والخليل في الضفة الغربية، ووقعت مواجهات بين الاحتلال وشبان فلسطينيين في قرية بيت ريما برام الله، في حين أطلق مستوطنون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وأضرموا النيران في مساحات زراعية في الخليل.
وكان عشرات المستوطنين اقتحموا البلدة القديمة في مدينة الخليل تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال.
كما أصيب فلسطينيان برصاص مستوطنين في قرية شمال شرق الخليل في الضفة الغربية المحتلة، وسط تعزيز جيش الاحتلال الصهيوني اقتحاماته واعتقالاته للفلسطينيين في ظل تجديد وزير المالية الصهيوني يتسلئيل سموتريتش دعوته لتنفيذ خطة تعزيز احتلال الضفة.
فقد أصيب فلسطينيان برصاص مستوطنين خلال هجوم على منطقة خلة العيص في بلدة الشيوخ شمال شرق الخليل.